صراع الغاز: المخلب القطري يراقص الدب الروسي

صراع الغاز: المخلب القطري يراقص الدب الروسي
أخبار البلد -  
تحولت قطر بعد اكتشاف "حقل الشمال" العملاق للغاز في مياهها الإقليمية عام 1971 إلى دولة ذات احتياطات تجعلها في المرتبة الثالثة عالمياً بعد روسيا وإيران حيث يُقدر حجم احتياطياتها 13.8 تريليون م3 من الغاز المسيل و 4.3 مليار طن بترول (27 مليار برميل).

مع تحول سوق الغاز في السنوات الأخيرة إلى ساحة صراع ضروس للغرب ضد روسيا للحد من هيمنتها على السوق الأوروبية، قبلت قطر أن تلعب دور المخلب في هذه الحرب وهذا الأمر - الحرب بالوكالة - أصبح استراتيجية متبعة لدى أمريكا.

المقال: محاولة لإلقاء الضوء على الدور القطري في حرب الغاز العالمية .

"أوبيك غازي" محاصر من قبل قطر.

بحسب رأي الكثير من خبراء الطاقة ستتقدم أهمية الغاز على النفط بحلول عام 2030 ليصبح الغاز هو الوقود رقم 1 في العالم.

تمتلك روسيا أكبر حوض غاز في العالم "الحوض السيبيري" وتُقدر احتياطياته بـ 18.2 تريليون م3 تليها إيران "الحوض الجنوبي" باحتياطي يُقدر بـ 14.2 تريليون م3 وهو متاخم لحوض الشمال القطري والحوضان مفصولان بتصدع تكتيني.

إن منتدى الدول المصدرة للغاز والذي يضم 13 دولة تمتلك 70% من احتياطيات الغاز العالمية وهذه الدول هي روسيا – إيران – قطر – ليبيا – نيجيريا – الإمارات العربية – بوليفيا – توباكو وغينيا الاستوائية مع أربع دول مراقبة هي كازاخستان، نرويج، هولندا،والعراق.

لم يتحول هذا المنتدى إلى "اوبيك غازي" أو إلى كارتيل عالمي يستطيع فرض السعر في سوق الغاز وتحديد كمية انتاجه. وقد عقد قادة هذه الدول اجتماعهم الثاني في 1 تموز/يوليو 2013 في موسكو (المؤتمر الأول في إيران عام 2008) على خلفية التغيرات الحادة الحاصلة في سوق الغاز العالمية وخاصة باكتشاف حقول غاز الصخر الزيتي في أمريكا والتي جعلت منها مكتفية ذاتيا - بحسب تصريحات مسؤوليها - الى جانب الزيادة الكبيرة في القدرة الانتاجية للغاز في بعض الدول وخاصة قطر.

لقد ظهر في اجتماع موسكو أن قطر هي الخصم الأساسي للمقترحات الروسية المتمثلة في:

استحداث آلية واقعية لتحديد الأسعار.
التوريد على أساس العقود طويلة الأجل وليست قصيرة الأجل.

وتحول لقاء المنتدى إلى ساحة صراع من خلف الكواليس ومؤشر للتحالفات الجيوسياسية المحتملة. ولا شيء جديد في هذا ففي السبعينيات وضعت أمريكا كل ثقلها لإفشال مشروع "السيل الأزرق" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا وفي الثمانينات بالتعاون مع السعودية ومختلف إمارات الخليج لعبت أمريكا لعبة تخفيض أسعار النفط في السوق العالمية واليوم تستخدم قطر في حربها.

في عام 2012 تقدمت النرويج لأول مرة على روسيا في توريد الغاز لأوروبا رافعة توريداتها 12% في نفس الوقت الذي تراجع تصدير شركة "غاز بروم" الروسية بمقدار 10%.

المُلاحظ أن أكثر من ربع الغاز الطبيعي المسيل المستهلك في دول الاتحاد الأوروبي يورد من قطر ويتوقع في الأعوام القادمة أن تزيد قطر من توريداتها إلى أوروبا بمقدار 50 مليار م3 اضافية لتغطية الاحتياج المتزايد في السوق الأوروبية !.وستوفر قطر هذه الكمية دون الحاجة إلى زيادة انتاجها لأنها متوفرة سابقاً حيث أن أمريكا أوقفت استجرارها من الغاز القطري فجأة بحجة اكتشافاتها الهائلة لغاز الصخر الزيتي في أراضيها وتحولها إلى دولة مكتفية ذاتياً دافعة بالغاز القطري إلى السوق الأوروبية ومن هنا مصلحة قطر في بيع الغاز ضمن إطار العقود قصيرة الأجل وميلها لإغراق السوق وبالتالي تخفيض وليس ضبط الأسعار ملحقةً الضرر بالمصالح الروسية والإيرانية.


اللعبة المزدوجة لقطر.

ضمن هذه الحرب الغازية المشتعلة خلف كواليس المنتدى توجد خصوصية مثيرة: اللعب المزدوج لقطر مع روسيا بالسعي إلى اقناع الجانب الروسي بنواياها الودية وبجاهزيتها للتعاون فقد كان رئيس وزراء قطر كريماً بوعوده عام 2010 أثناء زيارته لموسكو حيث وعد بتوظيف رؤوس أموال قطرية في استثمار حقول غاز روسية وبناء معمل لتسييل الغاز مع عرض قطر لشركة غاز بروم الروسية بالمشاركة في استخراج الغاز من "حوض الشمال" القطري وقد تبين سريعا أن جميع وعود قطر فارغة.

كما قدمت روسيا عام 2010 وعام 2011 مشاريع استثمارية ضخمة في مجال النفط والغاز ومناجم الذهب ومشاريع انشائية عملاقة وذلك بكلفة تقارب 10 - 12 مليار دولار، لم تشارك قطر في أي من هذه المشاريع مفضلة الاستثمار العقاري الفخم وشراء الأندية الرياضية في أوروبا !.

في شباط 2013 افتتحت ممثلية لشركة غاز بروم في الدوحة، ولم تنتظر قطر طويلا حتى تظهر نواياها حيث أعلن رئيس الوزراء القطري في نفس الشهر صراحة بأن قطر تنوي منافسة روسيا في سوق غاز جنوب أوروبا !.

من الواضح تماماً أن قطر تلعب ضمن إطار خطط أمريكا وأوروبا للحد من اعتماد جنوب أوروبا وتركيا على توريدات الغاز الروسية. وقطر تملك في هذا ورقة رابحة هو الثمن الأرخص للغاز المورد بحراً إلى أوروبا والاحتياطي الكبير للغاز.



ألغام أمريكية ناسفة للتقارب الروسي – الإيراني.

مع اتضاح أمر أنه لا يمكن الاتفاق مع قطر توجهت روسيا لإقامة "علاقات خاصة" مع تلك الدول التي تتفق مصالحها معها: فنزويلا، إيران، العراق. مع تبلور القناعة بأن الاتفاق مع إيران سيحقق لروسيا إمكانية تعزيز مواقعها والفوز في جبهة الحرب الغازية.

قدمت إيران مشاريع مشتركة بما فيها الاستثمار في "حقل الجنوب" الإيراني العملاق. وتم في تموز 2010 توقيع خريطة طريق للتعاون في مجال النفط والغاز ممتدة حتى 2020 وموجهة نحو التنقيب، والاستخراج، والتكنولوجيات المتقدمة واقترحت إيران أن يتم التعامل بالعملات الوطنية مع إحداث بنك مشترك لتمويل المشاريع الطاقية مع استقطاب الصين.

إلا أن أمريكا استطاعت نسف هذه الخريطة بفرض عقوبات أحادية ضد البنوك الإيرانية مهددة بالعقوبات لكل من يخالف هذا الحظر وبالتالي امتنع رجال البنوك الروس عن أية عملية مع إيران !.

ولأمريكا تاريخ قديم في ذلك ففي تشرين الأول/أكتوبر عام 1997 وقعت شركة غاز بروم الروسية وتوتال الفرنسية وبيترول ناس الماليزية مع طهران اتفاقاً للاستثمار في "حقل الجنوب" الغازي الإيراني إلا أن واشنطن أفشلت بفعالية هذه الاتفاقية بمنع بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي من تقديم القروض لشركة غاز بروم الروسية !

 
شريط الأخبار التهتموني تبحث تعزيز التعاون لتنظيم قطاع الشحن البحري وتطوير الخدمات اللوجستية هذا هو موعد بدء العمل بالمستشفى الافتراضي الاتحاد الأردني للتأمين يُعتمد كمركز تدريبي دولي بتوقيع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأمن يوضح حول حقيقة وجود كاميرات على طريق الـ 100 لاستيفاء رسوم البطاينة يوجه رسالة بشأن استقالته من حزب إرادة "المياه": مشروع الناقل الوطني بمرحلة مفاوضات مع المناقص ونتوقع بدء تنفيذه منتصف 2025 "الطيران المدني" تُقيّم إعادة تشغيل الطائرات الأردنية إلى مطار بيروت الحكومة: نحترم استقلالية الإعلام الملك يؤكد للرئيس القبرصي حرص الأردن على تعزيز التعاون بين البلدين منحة بقيمة 15 مليون دولار لتنفيذ 18 مشروعا في البترا هل نحن على أبواب أزمة مالية جديدة؟ حسّان يوجه بضرورة التوسع في برامج التدريب المهني لمضاعفة فرص التشغيل مباجثات اردنية سورية حول ملف حوض اليرموك "النقل البري": السماح بتسجيل مركبات الهايبرد للعمل على نقل الركاب بواسطة السفريات الخارجية حسان يؤكد تقديم الحكومة تسهيلات لتطوير الاستثمارات وتوفير فرص تشغيل والوصول لأسواق خارجية تقرير للبنك الدولي يهز أمانة عمان ويكشف بأنها تغرق بالديون.. أرقام وتفاصيل عامر السرطاوي.. "استراحة محارب" وزير الداخلية يوعز للحكام الإداريين بالإفراج عن 486 موقوفاً إدارياً الإعتصام الـ (93) لمتقاعدي الفوسفات .. من يستجيب لمطالبهم في التأمين الصحي؟! .. شاهد الفيديو تعميم حكومي على جميع الوزارات والمؤسسات