مهما كان عدد الذين سقطوا يوم أمس في مصر، الا إنه لا يمكن وصف ما جرى بأقل من كلمة المجزرة. أقول ذلك لان لعبة الاعداد قابلة للتزييف والاستخدام في كل وقت.
واذا كان الذين انقلبوا على الرئيس المنتخب محمد مرسي ادعوا انهم أتوا لتصحيح مسار الثورة، فما جرى ويجري يؤكد ان هؤلاء لا يمكن ان يكونوا قيمين على أي ثورة، بل هم أعداؤها الالداء، الذين يريدون خنق صوت الشعب ويستمرئون في سبيل ذلك ويستحلون، النفس البريئة التي حرم الله جل وعلا قتلها إلا بالحق.
الثورة جاءت لنشر قيم العدل، وحماية النفس الإنسانية، وصنع مستقبل آخر لمصر غير الذي خطته الدكتاتورية، وتقيم الامل للناس وليس سفك الدماء.
لكن ثمة مؤشر آخر على نفاذ الصبر هذا واللجوء إلى العنف ضد المعتصمين انتصارا للرئيس مرسي، وللحق، الذي لم تنجح كل الحملة الإعلامية والاكاذيب وتكميم الافواه في تزييفه، هو انفلات سيطرة الانقلابيين، ونفاذ صبرهم، واستعدادهم للمضي الى اخر الشوط، والمقامرة بمصير مصر.
لم يعد ثمة مجال لوقوف على حياد فيما يجري في مصر، أو افتراض حسن الظن أو النية، فما يجري بغض النظر عن كون جبهة الإنقاذ والجنرال عبد الفتاح السيسي وجزء من الشعب المصري كانوا في خندق ، والاخوان المسلمين والمقربون منهم في خندق اخر، وانا بالمناسبة لا انتمي الى جماعة الاخوان، الا ان الواقع اليوم يؤكد ان الانقاذ والسيسي في خندق، وبقية الشعب المصري في خندق اخر.
هذه الدماء التي سفكت ستكون علامة فارقة في مصر الغد.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.