بعد حرب تشرين 1973 برز للعلن طرح (الدولة الفلسطينية) على أي شبر ينسحب منه (الاحتلال).
كانت تلك فزّورة، ففي تلك الأيام ونحن في الفاكهاني طرحت سؤالاً بسيطا: وماذا إذا لم ينسحب (الاحتلال)؟!
يساريو الفاكهاني (الواقعيون) ـ هكذا وصفوا أنفسهم برضى ـ استعانوا بصلح (برست) لإحراج يساريين آخرين رفضوا هذا التبرير للانخراط في (التسوية).
اليساريون الواقعيون أولئك قفزوا عن كامل رواية (برست لتوفسك) للتضليل، استجهالاً لغيرهم، بديماغوجيا يسراوية خدمت خطاب اليمين.
هنا أذكّر بما جرى مع بداية ثورة أكتوبر عام 1917، بعد انتصار الثورة على حكومة (كيرنسكي) البرجوازية، وانهيار الجيوش الروسية أمام الألمان، أرسل لينين قائد الثورة رفيقه البارع (تروتسكي) ليفاوض الألمان، وأمام عنجهية الضباط الألمان رفض تروتسكي التوقيع على التنازلات المطلوبة، وعاد إلى موسكو، فكان أن فرض عليه لينين العودة للتفاوض، والتوقيع على ما يطلبه الألمان، قائلاً له: ليس نحن من يوقع على التنازلات، ولكنها (بساطير) الضباط والجنود الروس الهاربين من ميادين المعارك أمام جحافل الألمان!
وقع تروتسكي، واستحوذ الألمان على أراض روسية، وبعد عام..عام واحد فقط، وكانت قد بدأت إعادة بناء الجيش الروسي السوفييتي بقيادات جديدة، استؤنفت الحرب مع الألمان، فأوفد لينين تروتسكي نفسه ليفرض على الألمان التوقيع من جديد، ولكن على الانسحاب من الأراضي الروسية المحتلة!.
تلكم هي الحكاية، وهي تعلمنا بأن موازين القوى هي التي تقرر نتائج المفاوضات، وليست براعة المفاوضين، فالحياة ليست مفاوضات كما ينظّر (كبير) المفاوضين!
تذهب إلى التفاوض ومعك وخلفك وحولك عناصر قوّة يعرفها الطرف الآخر الذي سيجلس قبالتك على الطاولة..فماذا لدى (المفاوض) باسم السلطة الفلسطينية ليرهب به سلطات الاحتلال؟!
لديه أنه سلطة في رام الله، وهناك سلطة في (غزة)، يعني هو ليس (كل) السلطة، وتبعا لهذا فهو لا يمثل الفلسطينيين في الضفة والقطاع، أي الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حزيران 67.
ولديه أنه يعلن: خيارنا المفاوضات والمفاوضات والمفاوضات..بهذا يصرح (كبار) قادة السلطة في رام الله، معلنين استراتيجيتهم وخيارهم الوحيد الذي لا خيار غيره..وهكذا فهم يلعبون، أو يفاوضون على المكشوف، مباهين بعجزهم، إذ إن أيديهم لا تحمل سوى الأقلام الجاهزة للتوقيع، وهي ياما وقّعت منذ أوسلو1993.
ولأن الخيار هو المفاوضات، فإن الاستيطان يزحف ملتهما أراضي الضفة، ومحيط القدس وقلبها، وهو ما يعني أن أراضي الضفة حولها الاستيطان إلى أشلاء ممزقة.
مع كل إعلان عن موجة استيطان جديدة، ترتفع أصوات المفاوضين أمام الشاشات: هذا لا يخدم عملية السلام..هذا يعقد مسار التسوية!
أترون: إنهم يصفون التهام الاستيطان لأرضنا، وحشر شعبنا في مساحات ضيقة بصفات (حادة)، مع علمنا أن الكلام لا يجدي مع سياسة الاستيطان التي شجعتها الحكومات المتلاحقة من شامير، إلى رابين، إلى شارون، إلى بيرس، إلى باراك، إلى نتينياهو، إلى نتينياهو من جديد، مرورا بحكومات الوحدة الوطنية بين المحتلين، ووحدتهم هذه دائما تتم للحرب، أو للاستيلاء على مزيد من أرضنا.
ستراتيجية المفاوض (الفلسطيني) شديدة الضعف، بل هزيلة، ومكشوفة، ولا تنطلي على الشعب الفلسطيني، فهي تبدأ بتصعيد المطالب، ثمّ تهوي إلى الصفر استجابة (لضغوطات) أمريكية تلوّح بقطع المساعدات، وضغوطات صهيونية بإيقاف تحويل أموال الضرائب..ثمّ عودة للمفاوضات مع تأجيل بحث مواضيع: القدس، والأسرى، والاستيطان، وحدود الدولة، ويأخذ الاحتلال وقتا (مستقطعا) جديدا يستثمره في توسيع رقعة الاستيطان مستغلاً عجز أصحاب خيار المفاوضات، ومعارضتهم، بل محاربتهم، للحراك الشعبي الفلسطيني المقاوم، خشية من أن يقلب الطاولة على مخططات الجميع!
من جديد نعود لنسأل: هل أمريكا وسيط بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني؟! الإدارة الأمريكية انتدبت اليهودي الصهيوني مارتين أنديك ليكون المشرف على استئناف العملية التفاوضية بين (الجانبين)..وهو أشد تصهينا من نتينياهو..وهكذا فالمكتوب يقرأ من عنوانه!
ترويج المفاوض الفلسطيني السلطوي لحكاية (الضغط) يقصد بها ابتزاز الفلسطينيين المحتاجين، وكأن الرواتب باتت بديلاً عن الحقوق الوطنية، وعن (حلم) الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات الحدود والسيادة، والعاصمة القدس، والاقتصاد غير التابع للاحتلال.
كيري جاء ..كيري راح! ثمّ ماذا؟! كيري لم يمنح السلطة رسالة اعتراف أمريكي بدولة فلسطينية في حدود ال 67، والأسرى لن يفك أسرهم ـ هناك تسريبات عن إطلاق سراح 108على دفعات! وعلى امتداد زمن المفاوضات!.. يعني إذا توقفت المفاوضات يتوقف إطلاق سراح من تبقى، وكالعادة سيعتقل الاحتلال مئات الفلسطينيين، ولا أحد يوقفه ويردعه!
4 أو5 يهيمنون على القرار الفلسطيني، ويديرون المفاوضات، وهؤلاء لا يصغون لأصوات من يطالبون بوضع استراتيجية جديدة لمواجهة الاحتلال، والاستيطان، ومواصلة أسر أبطالنا الذين تتفشى في أبدانهم الأمراض القاتلة، وتهويد القدس، ونهب المياه، وما فعله الجدار، وتدمير الاقتصاد الفلسطيني واستتباعه لاقتصاد الاحتلال، وحالة الانقسام الفلسطيني التي تمنح العدو مزيدا من الوقت للنهب والتدمير في كل مناحي حياتنا.
لا يبدأ المفاوض الفلسطيني بسؤال نفسه: كيف أمتلك أوراق القوة أمام (العدو) على طاولة المفاوضات، فهو فقط يداور ويناور وفي ذهنه كيف يحافظ على (سلطته)، وكيف يبقى (مطلوبا)، حتى وهو في أدنى حالات ضعفه.
يتصف (المقامر) بأنه كلما خسر فإنه يمعن في المقامرة مؤملاً نفسه أنه ربما يستعيد شيئا مما خسر مهما كان ضئيلا، ثم ينتهي به الأمر أن يلعب على ملابسه ليغادر وهو (يا رب كما خلقتني)..يعني زلط ملط!
يتصف المفاوض الفلسطيني بالمكابرة على الشعب الفلسطيني، فهو يدعي انه أعاد أكثر من 200 ألف إلى الضفة والقطاع، وطبعا ينسى أن يكمل كلامه فيعترف أن هؤلاء عادوا ولكن ليس إلى قراهم ومدنهم، وهم فقط يقيمون في الضفة في شقق، أو بيوت بدون (حواكير) صغيرة، ويتناسى أن المستوطنين قد بلغوا 650 ألف مستوطن في الضفة الفلسطينية بفضل أوسلو، نهبوا الأرض، والماء، واقتلعوا الأشجار، ومزقوا التواصل بين المحافظات الفلسطينية بما شقوه من طرق لتواصلهم مع عمق الكيان الصهيوني داخل (الخط الخضر)!
كان عدد المستوطنين في الضفة قبل دخول السلطة حوالي 100، وكانوا غير مستقرين، يعيشون في قلق دائم، وهم الآن ثلث سكان الضفة، ويستولون على أكثر من نصف مساحتها..وزحفهم يتواصل!
ما عناصر قوة المفاوض الفلسطيني، إذا استثنينا الابتسامات في وجه كيري، وربته على كتف كبير المفاوضين؟!
لا يغيب عن تفكيرنا أن نسأل ماذا تريد أمريكا من تخدير الفلسطينيين بجولات جديدة من المفاوضات؟!
هناك شيء ما يدبر للعرب، لا مصلحة للفلسطينيين فيه، والمفاوضات ستكون غطاءً ليس إلاّ، وأثناء ذلك سيتواصل الاستيطان، والتهام السجون لألوف الفلسطينيين، وتهويد القدس، وحالة الانشقاق.
الفصائل، بما فيها حماس، تندد وتشجب وتدين العودة للمفاوضات، ولا مقاومة حقيقية تفسد خطط أمريكا، وترعب المستوطنين، وتوقف (المفاوض) الفلسطيني عن الاستجابة (للضغط) الأمريكي و(العربي) الرسمي الذي يهمه إنهاء القضية الفلسطينية مهما بلغت التنازلات!.
بينما القضية تضيّع، والصفوف تزداد تمزقا، والشعب متوّه، لا بدّ أن نسأل: ماذا تنتظرون أيها الفلسطينيون لتتمردوا تمردا جذريا يدوم ويغيّر واقع الحال، فتستعيدوا قضيتكم بأيديكم، لتنهوا استغلال وتلاعب القيادات العاجزة بالقضية، ولتقلبوا طاولة المفاوضات على مخططات أمريكا والكيان الصهيوني والأتباع العرب (الرسميين)؟!
كانت تلك فزّورة، ففي تلك الأيام ونحن في الفاكهاني طرحت سؤالاً بسيطا: وماذا إذا لم ينسحب (الاحتلال)؟!
يساريو الفاكهاني (الواقعيون) ـ هكذا وصفوا أنفسهم برضى ـ استعانوا بصلح (برست) لإحراج يساريين آخرين رفضوا هذا التبرير للانخراط في (التسوية).
اليساريون الواقعيون أولئك قفزوا عن كامل رواية (برست لتوفسك) للتضليل، استجهالاً لغيرهم، بديماغوجيا يسراوية خدمت خطاب اليمين.
هنا أذكّر بما جرى مع بداية ثورة أكتوبر عام 1917، بعد انتصار الثورة على حكومة (كيرنسكي) البرجوازية، وانهيار الجيوش الروسية أمام الألمان، أرسل لينين قائد الثورة رفيقه البارع (تروتسكي) ليفاوض الألمان، وأمام عنجهية الضباط الألمان رفض تروتسكي التوقيع على التنازلات المطلوبة، وعاد إلى موسكو، فكان أن فرض عليه لينين العودة للتفاوض، والتوقيع على ما يطلبه الألمان، قائلاً له: ليس نحن من يوقع على التنازلات، ولكنها (بساطير) الضباط والجنود الروس الهاربين من ميادين المعارك أمام جحافل الألمان!
وقع تروتسكي، واستحوذ الألمان على أراض روسية، وبعد عام..عام واحد فقط، وكانت قد بدأت إعادة بناء الجيش الروسي السوفييتي بقيادات جديدة، استؤنفت الحرب مع الألمان، فأوفد لينين تروتسكي نفسه ليفرض على الألمان التوقيع من جديد، ولكن على الانسحاب من الأراضي الروسية المحتلة!.
تلكم هي الحكاية، وهي تعلمنا بأن موازين القوى هي التي تقرر نتائج المفاوضات، وليست براعة المفاوضين، فالحياة ليست مفاوضات كما ينظّر (كبير) المفاوضين!
تذهب إلى التفاوض ومعك وخلفك وحولك عناصر قوّة يعرفها الطرف الآخر الذي سيجلس قبالتك على الطاولة..فماذا لدى (المفاوض) باسم السلطة الفلسطينية ليرهب به سلطات الاحتلال؟!
لديه أنه سلطة في رام الله، وهناك سلطة في (غزة)، يعني هو ليس (كل) السلطة، وتبعا لهذا فهو لا يمثل الفلسطينيين في الضفة والقطاع، أي الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حزيران 67.
ولديه أنه يعلن: خيارنا المفاوضات والمفاوضات والمفاوضات..بهذا يصرح (كبار) قادة السلطة في رام الله، معلنين استراتيجيتهم وخيارهم الوحيد الذي لا خيار غيره..وهكذا فهم يلعبون، أو يفاوضون على المكشوف، مباهين بعجزهم، إذ إن أيديهم لا تحمل سوى الأقلام الجاهزة للتوقيع، وهي ياما وقّعت منذ أوسلو1993.
ولأن الخيار هو المفاوضات، فإن الاستيطان يزحف ملتهما أراضي الضفة، ومحيط القدس وقلبها، وهو ما يعني أن أراضي الضفة حولها الاستيطان إلى أشلاء ممزقة.
مع كل إعلان عن موجة استيطان جديدة، ترتفع أصوات المفاوضين أمام الشاشات: هذا لا يخدم عملية السلام..هذا يعقد مسار التسوية!
أترون: إنهم يصفون التهام الاستيطان لأرضنا، وحشر شعبنا في مساحات ضيقة بصفات (حادة)، مع علمنا أن الكلام لا يجدي مع سياسة الاستيطان التي شجعتها الحكومات المتلاحقة من شامير، إلى رابين، إلى شارون، إلى بيرس، إلى باراك، إلى نتينياهو، إلى نتينياهو من جديد، مرورا بحكومات الوحدة الوطنية بين المحتلين، ووحدتهم هذه دائما تتم للحرب، أو للاستيلاء على مزيد من أرضنا.
ستراتيجية المفاوض (الفلسطيني) شديدة الضعف، بل هزيلة، ومكشوفة، ولا تنطلي على الشعب الفلسطيني، فهي تبدأ بتصعيد المطالب، ثمّ تهوي إلى الصفر استجابة (لضغوطات) أمريكية تلوّح بقطع المساعدات، وضغوطات صهيونية بإيقاف تحويل أموال الضرائب..ثمّ عودة للمفاوضات مع تأجيل بحث مواضيع: القدس، والأسرى، والاستيطان، وحدود الدولة، ويأخذ الاحتلال وقتا (مستقطعا) جديدا يستثمره في توسيع رقعة الاستيطان مستغلاً عجز أصحاب خيار المفاوضات، ومعارضتهم، بل محاربتهم، للحراك الشعبي الفلسطيني المقاوم، خشية من أن يقلب الطاولة على مخططات الجميع!
من جديد نعود لنسأل: هل أمريكا وسيط بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني؟! الإدارة الأمريكية انتدبت اليهودي الصهيوني مارتين أنديك ليكون المشرف على استئناف العملية التفاوضية بين (الجانبين)..وهو أشد تصهينا من نتينياهو..وهكذا فالمكتوب يقرأ من عنوانه!
ترويج المفاوض الفلسطيني السلطوي لحكاية (الضغط) يقصد بها ابتزاز الفلسطينيين المحتاجين، وكأن الرواتب باتت بديلاً عن الحقوق الوطنية، وعن (حلم) الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات الحدود والسيادة، والعاصمة القدس، والاقتصاد غير التابع للاحتلال.
كيري جاء ..كيري راح! ثمّ ماذا؟! كيري لم يمنح السلطة رسالة اعتراف أمريكي بدولة فلسطينية في حدود ال 67، والأسرى لن يفك أسرهم ـ هناك تسريبات عن إطلاق سراح 108على دفعات! وعلى امتداد زمن المفاوضات!.. يعني إذا توقفت المفاوضات يتوقف إطلاق سراح من تبقى، وكالعادة سيعتقل الاحتلال مئات الفلسطينيين، ولا أحد يوقفه ويردعه!
4 أو5 يهيمنون على القرار الفلسطيني، ويديرون المفاوضات، وهؤلاء لا يصغون لأصوات من يطالبون بوضع استراتيجية جديدة لمواجهة الاحتلال، والاستيطان، ومواصلة أسر أبطالنا الذين تتفشى في أبدانهم الأمراض القاتلة، وتهويد القدس، ونهب المياه، وما فعله الجدار، وتدمير الاقتصاد الفلسطيني واستتباعه لاقتصاد الاحتلال، وحالة الانقسام الفلسطيني التي تمنح العدو مزيدا من الوقت للنهب والتدمير في كل مناحي حياتنا.
لا يبدأ المفاوض الفلسطيني بسؤال نفسه: كيف أمتلك أوراق القوة أمام (العدو) على طاولة المفاوضات، فهو فقط يداور ويناور وفي ذهنه كيف يحافظ على (سلطته)، وكيف يبقى (مطلوبا)، حتى وهو في أدنى حالات ضعفه.
يتصف (المقامر) بأنه كلما خسر فإنه يمعن في المقامرة مؤملاً نفسه أنه ربما يستعيد شيئا مما خسر مهما كان ضئيلا، ثم ينتهي به الأمر أن يلعب على ملابسه ليغادر وهو (يا رب كما خلقتني)..يعني زلط ملط!
يتصف المفاوض الفلسطيني بالمكابرة على الشعب الفلسطيني، فهو يدعي انه أعاد أكثر من 200 ألف إلى الضفة والقطاع، وطبعا ينسى أن يكمل كلامه فيعترف أن هؤلاء عادوا ولكن ليس إلى قراهم ومدنهم، وهم فقط يقيمون في الضفة في شقق، أو بيوت بدون (حواكير) صغيرة، ويتناسى أن المستوطنين قد بلغوا 650 ألف مستوطن في الضفة الفلسطينية بفضل أوسلو، نهبوا الأرض، والماء، واقتلعوا الأشجار، ومزقوا التواصل بين المحافظات الفلسطينية بما شقوه من طرق لتواصلهم مع عمق الكيان الصهيوني داخل (الخط الخضر)!
كان عدد المستوطنين في الضفة قبل دخول السلطة حوالي 100، وكانوا غير مستقرين، يعيشون في قلق دائم، وهم الآن ثلث سكان الضفة، ويستولون على أكثر من نصف مساحتها..وزحفهم يتواصل!
ما عناصر قوة المفاوض الفلسطيني، إذا استثنينا الابتسامات في وجه كيري، وربته على كتف كبير المفاوضين؟!
لا يغيب عن تفكيرنا أن نسأل ماذا تريد أمريكا من تخدير الفلسطينيين بجولات جديدة من المفاوضات؟!
هناك شيء ما يدبر للعرب، لا مصلحة للفلسطينيين فيه، والمفاوضات ستكون غطاءً ليس إلاّ، وأثناء ذلك سيتواصل الاستيطان، والتهام السجون لألوف الفلسطينيين، وتهويد القدس، وحالة الانشقاق.
الفصائل، بما فيها حماس، تندد وتشجب وتدين العودة للمفاوضات، ولا مقاومة حقيقية تفسد خطط أمريكا، وترعب المستوطنين، وتوقف (المفاوض) الفلسطيني عن الاستجابة (للضغط) الأمريكي و(العربي) الرسمي الذي يهمه إنهاء القضية الفلسطينية مهما بلغت التنازلات!.
بينما القضية تضيّع، والصفوف تزداد تمزقا، والشعب متوّه، لا بدّ أن نسأل: ماذا تنتظرون أيها الفلسطينيون لتتمردوا تمردا جذريا يدوم ويغيّر واقع الحال، فتستعيدوا قضيتكم بأيديكم، لتنهوا استغلال وتلاعب القيادات العاجزة بالقضية، ولتقلبوا طاولة المفاوضات على مخططات أمريكا والكيان الصهيوني والأتباع العرب (الرسميين)؟!