محاولة يائسة تلك التي ذهب إليها الشيخ همام سعيد بدعوة الناس في حفل إفطار بمخيم البقعة للانحياز بين فسطاطين، فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، وهذا جوهر ما ذهب إليه الفكر العقدي المتشدد والذي أنتج القاعدة وأخواتها، والشيخ لم يقف عند هذا الحدّ بل راح يقول أن ما هو موجود اليوم في مصر موجود في الأردن بقوله: «وأن الأمة الآن أمام فسطاطين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه , وأن ما يحدث في مصر الآن يحدث أيضا في الأردن..».
كلام الشيخ همام سعيد الذي قال فيه بوجوب استعادة الشعب لحكم نفسه في الأردن وردّ الأموال المنهوبة، والعمل على إصلاح النظام في بنيته بحيث يتمكن الشعب من ممارسة حرياته كاملة وأن يكون قرار الشعب بيد نفسه لا بيد غيره، لم يوضح معنى إصلاح النظام في بنيته، ولم يقل لنا معنى انتهاء هذا الشعار، وإن كانت الحركة تريد الانتقال لمرحلة أخرى.
ولا نعرف معنى أن يقول الشيخ بذلك القول دون تحديد لمنهج الإصلاح الذي يقول أنه كان يقصد إصلاح النظام، ثم نجده يتكئ على تاريخ الجماعة والمؤسس حسن البنا رحمه الله، مبتعدا عن منهجها الذي أُسست عليه في الإصلاح، وما قرره الشيخ البنا في المؤتمر الخامس للحركة والذي بين أن فكرة الإخوان المسلمين هي نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام، وشملت كل نواحي الإصلاح في الأمة، وهي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية. ولكن للأسف فشيوخ الإخوان اليوم لا يرون الجماعة كذلك، فقط يرونها وسيلة وقنطرة للغلبة على مصائر الناس والدول.
وحين نقرأ كلام الأصول الفكرية للتجربة الإخوانية، ولو تذكرنا رجالات الإخوان في مصر، لعرفنا البعد الذي يفصل بين رجال اليوم ورجال الأمس، ولنقرأ فقط مقدمة الإمام الشيخ حسن البنا التي سطرها لكتاب شيخ إخواني مجدد عاش كتابه معنا وبيننا حتى اليوم، ألا وهو الشيخ السيد سابق مؤلف كتاب فقه السنة، والذي مثل تجديدا في الفقه، وهو كما يقول الشيخ السيد سابق في تمهيده للكتاب رد على خرافة القول بأن باب الاجتهاد قد أغلق، أما الإمام البنا فقال في مقدمته «إن أعظم القرابات إلى الله تبارك وتعالى، نشر الدعوة الإسلامية» فأين نحن اليوم من هذا القول؟.
نتمنى أن يكون في شيوخنا من الإخوان في الأردن أو مصر من هم بحجم اجتهاد الشيخ السيد سابق أو مصطفى السباعي او عبد القادر عودة أو سعيد حوى، لكن للأسف هناك اليوم منهم من يمتهنون السياسة والدين ويريدون استعادة الشريعة بأي ثمن ولو كان ذلك بالدم، وهم في الحقيقة لا يأبهون في الإصلاح، إلا بالقدر الذي يحقق لهم الغنائم.
لا أعرف أي إصلاح يريده الشيخ همام سعيد، والذي يحرض الناس فيه على النزول للشارع، وهو الذي كتب عن فتنة الأهواء والفرق، والذي يعي أي خطر يمكن أن يلم بالمجتمع لو انزلق للعنف، وهو العارف لخطر الفتنة، والمقدر لوجوب حفظ الأوطان؟ نتمنى أن نسمع منه كلاما جليا يعيده لمساره العلمي الذي قدمه خلال فترة انشغاله بالبحث، فخسارة كبرى أن يعرف الناس همام سعيد في مواقفه السياسية المريبة ولا يعرفوه من خلال جهده المعرفي الطيب، قبل أن تغويه السياسة وموقع المراقب العام!!.
كلام الشيخ همام سعيد الذي قال فيه بوجوب استعادة الشعب لحكم نفسه في الأردن وردّ الأموال المنهوبة، والعمل على إصلاح النظام في بنيته بحيث يتمكن الشعب من ممارسة حرياته كاملة وأن يكون قرار الشعب بيد نفسه لا بيد غيره، لم يوضح معنى إصلاح النظام في بنيته، ولم يقل لنا معنى انتهاء هذا الشعار، وإن كانت الحركة تريد الانتقال لمرحلة أخرى.
ولا نعرف معنى أن يقول الشيخ بذلك القول دون تحديد لمنهج الإصلاح الذي يقول أنه كان يقصد إصلاح النظام، ثم نجده يتكئ على تاريخ الجماعة والمؤسس حسن البنا رحمه الله، مبتعدا عن منهجها الذي أُسست عليه في الإصلاح، وما قرره الشيخ البنا في المؤتمر الخامس للحركة والذي بين أن فكرة الإخوان المسلمين هي نتيجة الفهم العام الشامل للإسلام، وشملت كل نواحي الإصلاح في الأمة، وهي دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية. ولكن للأسف فشيوخ الإخوان اليوم لا يرون الجماعة كذلك، فقط يرونها وسيلة وقنطرة للغلبة على مصائر الناس والدول.
وحين نقرأ كلام الأصول الفكرية للتجربة الإخوانية، ولو تذكرنا رجالات الإخوان في مصر، لعرفنا البعد الذي يفصل بين رجال اليوم ورجال الأمس، ولنقرأ فقط مقدمة الإمام الشيخ حسن البنا التي سطرها لكتاب شيخ إخواني مجدد عاش كتابه معنا وبيننا حتى اليوم، ألا وهو الشيخ السيد سابق مؤلف كتاب فقه السنة، والذي مثل تجديدا في الفقه، وهو كما يقول الشيخ السيد سابق في تمهيده للكتاب رد على خرافة القول بأن باب الاجتهاد قد أغلق، أما الإمام البنا فقال في مقدمته «إن أعظم القرابات إلى الله تبارك وتعالى، نشر الدعوة الإسلامية» فأين نحن اليوم من هذا القول؟.
نتمنى أن يكون في شيوخنا من الإخوان في الأردن أو مصر من هم بحجم اجتهاد الشيخ السيد سابق أو مصطفى السباعي او عبد القادر عودة أو سعيد حوى، لكن للأسف هناك اليوم منهم من يمتهنون السياسة والدين ويريدون استعادة الشريعة بأي ثمن ولو كان ذلك بالدم، وهم في الحقيقة لا يأبهون في الإصلاح، إلا بالقدر الذي يحقق لهم الغنائم.
لا أعرف أي إصلاح يريده الشيخ همام سعيد، والذي يحرض الناس فيه على النزول للشارع، وهو الذي كتب عن فتنة الأهواء والفرق، والذي يعي أي خطر يمكن أن يلم بالمجتمع لو انزلق للعنف، وهو العارف لخطر الفتنة، والمقدر لوجوب حفظ الأوطان؟ نتمنى أن نسمع منه كلاما جليا يعيده لمساره العلمي الذي قدمه خلال فترة انشغاله بالبحث، فخسارة كبرى أن يعرف الناس همام سعيد في مواقفه السياسية المريبة ولا يعرفوه من خلال جهده المعرفي الطيب، قبل أن تغويه السياسة وموقع المراقب العام!!.
بقلم :د.مهند مبيضين