"قرقعتوا مخنا" عبارة يطلقها الصائمون طيلة شهر رمضان المبارك نتيجة الاصوات المزعجة التي تصدر من المفرقعات النارية.
ويبدو ان ظاهرة اطلاق المفرقعات من قبل الصبيان اصبحت من مستلزمات شهر رمضان، عدا انها اصبحت عصية على الحل رغم كل الدعوات التي تنادي للحد منها، فتختفي مشاعر البهجة والسرور التي يبعثها شهر رمضان في صفوف الناس بسبب هذه الظاهرة والتي تسمع طيلة ساعات الليل وتحول حياة اهالي اربد إلى جحيم.
فما ان ينتهي الصائمون من افطارهم حتى تدب اصوات المفرقعات في الاحياء والشوارع وبين البيوت مسببة الازعاج الشديد لقاطنيها حتى ساعات الليل المتاخرة.
لقد تطورت هذه الالعاب وأصبح صوتها يشبه صوت الرصاص الحقيقي والمتفجرات، وأصبحت مخاطرها شبيهة بمخاطر الاسلحة الحقيقية إلى حد ما.
وبحسب وصف اهالي اربد فإن هنالك غض الطرف على هذه الظاهرة فالمحلات لازالت تبيع المفرقعات والالعاب النارية للأطفال وبأسعار زهيدة يقدر عليها اي طفل منهم من مصروفه اليومي كل هذا يجعل المتابع لهذه الظاهرة حائرا امام تساؤلات عدة: فهل المسؤولية على الاهل الذين يسمحون لأطفالهـم بشراء المفرقعات؟ ام على المحلات التي تبيعهـا ؟ أم على المؤسسات الرسمية والامنية التي تمنع هذه الظاهرة ؟
مواطنون لاحظوا ان الحاكم الاداري والاجهزة الامنية لا يفعلون ما ينبغي فعله لمنع هذه الظاهرة تماما، مؤكدين على انهم باتوا عاجزين عن منعها.
والمشكلة تكمن في ان كثير من الباعة ورغم منع هذه المفرقعات قانونيا يبيعونها في متاجرهم سعيا منهم في جني اموال على حساب حياة الناس وراحتهم.
فلبعض أنواع المفرقعات اليوم قوة القذائف الحربية، ما حوّل الأطفال، جمهور المفرقعات الأول، إلى «مقاتلين»، يبتاعون «المتفجرات» ، ليطلقوها إمّا في الهواء، أو على بعضهم بعضاً.
هذا عدا عن الإزعاج الذي تسببه للمصلين وبالذات في صلاة التراويح، فالعديد من المصلين أبدوا تذمرهم الشديد واستيائهم من ظاهرة المفرقعات ، ففي لحظات الخشوع والصلاة يدخل أحد الأطفال ويرمي بإحدى المفرقعات في المسجد مما يعرض نفسه للخطر والمصليين ، ويفقد المصلين تركيزهم.
أحد السكان قال إن الليلة الأولى من شهر رمضان كانت عبارة عن تفجير المئات من المفرقعات من العيارات الثقيلة "وهو الأمر الذي حول حياتنا في الشارع إلى جحيم"، مؤكدا أن استخدام الفتاش يسبب أضرارا نفسية ومعنوية وجسدية إذا ما استعملت قريبا من كبار السن".
ويقول سالم ابراهيم إن "الحياة اليومية وخصوصا بعد الإفطار تتحول إلى كوابيس بسبب أصوات المفرقعات التي تشبه أصوات المتفجرات".
بينما يقول احمد رضوان إن "إطلاق مثل هذه الألعاب يسبب له الإزعاج أكثر من الفرح، حيث يعاني العديد من الأمراض المزمنة، وهو بحاجه جدا إلى توفير الأجواء الهادئة في المنزل والحي".
وأشارت هند الطلاع الى انها تبقى قلقة من صوت المفرقعات، لافتة الى انها تدب الرعب في قلب طفلتها وهو ما يجعلها مستيقظة طوال الليل، معتبرة ان الظاهرة ما هي الا مبالاة وعدم توعية من قبل الاهالي لأطفالهم بمخاطرها واضرارها على الآخرين، مضيفة ان "هناك مسؤولية كبرى على الجهات الامنية والمسؤولين لمنع ادخال هذه المفرقعات والسماح بتداولها وبيعها في المحلات التجارية"، مبينة انه لا يوجد رقابة حقيقية من قبل المسؤولين على بائعي هذه المفرقعات.
وقال علاء عجاوي ان حل هذه المشكلة يأتي من المسؤولين، لافتا الى انهم في احدى السنوات السابقة شددوا على منع هذه الظاهرة فنجحوا في منعها.
ويرى طارق سبايبة ان الحل يبدأ بالتوعية من قبل الائمة والوعاظ واصدار الفتاوى الصحيحة بحق هذه المفرقعات، لافتا الى انها تحتاج الى تكاتف بين الاباء والامهات في توعية ابنائهم.
واقترح سبايبة ان تُخصص ساحات خاصة في كل حي للبيع واللعب بهذه المفرقعات ان كان ولا بد من تواجدها واللعب بها.
وأشار محمد ابو حسام الى ان الحل الوحيد هو منعها من السوق ومحاسبة التجار على بيعها.
من جانبه اوضح محافظ اربد خالد ابو زيد ان المحافظة تقوم بحملات تفتيش على المحلات التجارية لمنع بيع هذه المفرقعات، مشيرا الى ان من وجد هذه المفرقعات في مكان ما عليه ان يخبر المحافظة التي من جهتها ستحاسب بائعها.