تهرب منسق مبادرة " زمزم " إرحيل الغرايبة عن الإجابة على سؤال ماذا عن شبهة صبغة " الشرق أردني " التي تلاحق المبادرة ، بقوله " نحن أعلنا أفكاراً ومبادئ ليس لها أي سمة إقليمية أو عنصرية أو طائفية " .
وكمراقب سياسي أرى أن د . غرايبة أخفق في تقديم إجابة على السؤال ، والذي يتطلب الوضوح كما يلي :
أولاً : حركته سياسية أردنية ، ويجب أن تتباهى بهويتها الوطنية الأردنية ، وهي تحمل أفكاراً مرجعية إسلامية لتوجهاتها ، مثلما يحمل الأردنيون وأحزابهم توجهات قومية ، والبعض الثالث توجهات يسارية ، ولكنهم حركات أردنية بالأساس ، وعضويتهم تقتصر على الأردنيين وبرامجهم أردنية تنحاز للمصالح الوطنية الأردنية القائمة على الدستور والتعددية والديمقراطية والأحتكام إلى صناديق الأقتراع ، والسعي نحو تداول السلطة .
ثانياً : كمواطنيين أردنيين وكحركة سياسية أردنية خالصة نقف في خندقين واضحين أولهما في خندق الدعم والأنحياز للشعب العربي الفلسطيني وقضيته العادلة وإستعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة وفق ما يقرره الشعب الفلسطيني نفسه عبر ممثليه وقياداته وأحزابه وتجمعاته ، ومثلما لدينا حركة سياسية أردنية وطنية وقومية ويسارية وإسلامية وليبرالية ، فلدى الشعب الفلسطيني أيضاً حركاته المماثلة التي تستطيع أن تتوصل إلى فهم وبرنامج ومؤسسة موحدة نقف معها وبجانبها ، ونتعامل مع أطرافها ومكونتها على قاعدة الأحترام والتوافق والرؤية المشتركة ، وإحترام الخصوصية .
وثانيهما نقف في الخندق المعادي للمشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي الصهيوني ، القائم على أنقاض الشعب الفلسطيني الشقيق وعلى أرضه ومقدساته ، ولأنه يتصادم وطنياً وقومياً ودينياً وإنسانياً مع مصالحنا كأردنيين .
ثالثاً : علينا أن نحترم كأردنيين ، خيارات الشعب الفلسطيني ، وهويته الوطنية ، وخصوصيته على أرضه ، مثلما نحترم برنامجه ونضاله وتراثه ، وأن لا نسمح لأنفسنا أو لحكوماتنا أو لأحزابنا التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية ، ولكننا في نفس الوقت علينا أن لا نسمح بتدخل منظمة التحرير وسلطتها الوطنية وفصائلها السياسية بالتدخل بالشؤون الداخلية الأردنية من قبل هذا الطرف أو ذاك ، والعلاقة التي تربط الشعبين الأن ، والقيادتين الأردنية والفلسطينية وبين الأحزاب والحركات السياسية الأردنية ومؤسسات المجتمع الأردني من طرف ، وبين الفصائل والشخصيات والمؤسسات الفلسطينية داخل وطنها من طرف أخر لهو تعبير عن علاقة يجب أن تترسخ وتتعمق وتتواصل بين الطرفين والشعبين والمؤسستين ، وإذا برز خلاف فيتم حله في إطار إحترام المصالح المتبادلة غير المتعارضة بين الأردنيين والفلسطينيين ، بدون المس من طرف بمصالح الطرف الأخر وبدون تجاوز أحدهما على الأخر .
رابعاً : نرى أن حق العودة للفلسطينين وإستعادة ممتلكاتهم في مناطق 48 هو أحد عناوين وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتبديد ، وهو حق للفلسطينيين لنا مصلحة كأردنيين في إنجازه ، وعلينا كأردنيين واجب دعم الفلسطينيين حتى يتم تحقيقه ، وأن حق المواطنة الأردنية لا يلغي ولا يشطب حق العودة لكافة الفلسطينيين ، بما فيهم الفلسطينيين الذين أكتسبوا المواطنة والجنسية الأردنية .
h.faraneh@yahoo.com