لا يمكن الجزم بحقيقة إجراء جماعة الاخوان المسلمين لمراجعة سياسية و نقدية صارمة لمواقفهم وسلوكهم خلال حقبة الربيع العربي , سواء في مصر او سوريا او الأردن , ولا أظنهم فعلوها في العراق ايضا بعد انتكاسة هروب طارق الهاشمي من العراق وملاحقته بأحكام قضائية وتهم متعددة تفوح منها الروائح الطائفية , ولكنها أنهت وجودهم في دائرة صنع القرار في العراق رغم ان وجودهم في بواكيره كان مطلوبا وازال عن الاحتلال الامريكي شبهات كثيرة .
هذه الحادثة اي مشاركة الاخوان المسلمين في تجميل الاحتلال الامريكي للعراق كانت منعطفا تاريخيا في علاقة الجماعة مع الغرب وبداية التأسيس لموافقة غربية و امريكية على تأهيلهم للمشاركة في الحكم , فبعدها اطلقت الولايات المتحدة مشروع دمقرطة الشرق الاوسط قبل ان تنقلب عليه , وكانت تلك المشاركة تمرينا تعبويا للاخوان كي يثبتوا مهارتهم في المشاركة بالحكم لتكون العراق فاتحة الانطلاق لباقي الاقطار , فقد ترسّخ في عقل الغرب ومراكز الابحاث وصنع القرار الامريكي ان مخرج الازمة في الشرق الاوسط يكون بمشاركة الاسلام المعتدل بوصفه القادر على التصدي للاسلام المتطرف وأَحيل العطاء على جماعة الاخوان المسلمين , رغم ظهور نتوءات بارزة سياسيا حينها للتيار السلفي المؤمن بطاعة الحاكم .
جماعة الاخوان استقبلت الحالة بصدر مفتوح بل وتفاعلت معها بشهوة زائدة , فقد خرج حينها رئيس كتلة الجماعة البرلمانية بتصريح تاريخي اوضح قدرة ورغبة الجماعة في الاردن على المشاركة في الحكم , وتبعه تصريح تصالحي لاخوان سوريا مع النظام شريطة نَيل جزء من كعكة الحكم , وشاركت الجماعة المصرية في انتخابات مجلس الشعب المصري وحصدت نسبة عالية من المقاعد وترأس كتلتها في ذلك الوقت الرئيس محمد مرسي وابدت الجماعة مرونة حيال التوريث السياسي في مصر المحروسة وطبعا كان الهاشمي نائبا لرئيس جمهورية العراق .
دخول الجماعة في العملية السياسية كان سريعا وقويا بعد الضوء الاخضر الساطع من الغرب وواشنطن , بمعنى ان الجماعة تمارس العملية السياسية ولا تمارس الدعوة الدينية , والاتكاء على النص الديني يكون في حالات الاستقطاب الشعبي وليس منهجا ثابتا في فكر وسلوك الجماعة , التي كشفت سريعا عن فكرها الحقيقي بأن المغالبة هي المبدأ الرئيس وليس المشاركة , كما أوضحت التجربة المصرية بجلاء , فالاستعجال كان سمة المشروع الاخواني , ربما بحكم الضغوطات والملاحقات السابقة وربما لاقتناص فرصة تاريخية لن تأتي مجددا كما قال خيرت الشاطر الا بعد خمسين عاما .
تجربة الجماعة لم تخضع لمراجعة داخلية او ما يسمى بالنقد الذاتي , بعد ان افضت السنوات العشر الاخيرة من المشاركة الى وجود رئيس قيد الاقامة الجبرية ونائب رئيس هارب " مصر والعراق " والى تراجع واضح لحضور الجماعة في الحواضر الشعبية , وعقل يعتمد المقاطعة اذا ما لم تتوفر ظروف المغالبة , مما يعني ان المشاركة والتشاركية السياسية مفقودة في عقل الجماعة السياسي خاصة مع بروز قيادات يمينية في الجماعة ووصول هذا اليمين الى مرتبة صنع القرار في الاردن ومصر وسوريا .
اردنيا تمارس الجماعة عملها السياسي بنفس الادوات السابقة وبنفس القراءة السابقة للمجتمع الاردني كما مارسته الجماعة في مصر , فهي تقفز عن التطور الهائل في المجتمع الاردني وعن بروز قيادات جديدة خاصة في الاطراف وتغير ليس قليلا في بناءات المجتمع الاردني وفي عقل الشباب تحديدا الذين يشكلون غالبية المجتمع , فهي عقول تريد المشاركة وتريد ممارسة الفعل السياسي من بوابة القناعة وليس من بوابة الطاعة العمياء للقرار الحزبي , وما جرى من سلوكيات اخوانية بعد احداث مصر في الاردن يؤشر بأن العقل هو هو , وهذا يعني مزيدا من الخسائر للجماعة ومزيدا من الابتعاد عن نشاطاتها , بل والتوجس منها ومن ارتداداتها على الساحة الوطنية التي يريد الاخوان استثمارها لمشروعها الاخواني وليس لحسابات الواقع الاردني .
القناعات تترسخ بأن الجماعة تمتلك برنامجا لتقويض الانظمة ولاسقاطها احيانا ولا تمتلك برنامجا لبناء الدولة , وبانها تنتهج المغالبة لا المشاركة وعليها ان تقتنع بأنها موجودة ومن الغباء استثنائها كما من الغباء وصولها الى الحكم .
هذه الحادثة اي مشاركة الاخوان المسلمين في تجميل الاحتلال الامريكي للعراق كانت منعطفا تاريخيا في علاقة الجماعة مع الغرب وبداية التأسيس لموافقة غربية و امريكية على تأهيلهم للمشاركة في الحكم , فبعدها اطلقت الولايات المتحدة مشروع دمقرطة الشرق الاوسط قبل ان تنقلب عليه , وكانت تلك المشاركة تمرينا تعبويا للاخوان كي يثبتوا مهارتهم في المشاركة بالحكم لتكون العراق فاتحة الانطلاق لباقي الاقطار , فقد ترسّخ في عقل الغرب ومراكز الابحاث وصنع القرار الامريكي ان مخرج الازمة في الشرق الاوسط يكون بمشاركة الاسلام المعتدل بوصفه القادر على التصدي للاسلام المتطرف وأَحيل العطاء على جماعة الاخوان المسلمين , رغم ظهور نتوءات بارزة سياسيا حينها للتيار السلفي المؤمن بطاعة الحاكم .
جماعة الاخوان استقبلت الحالة بصدر مفتوح بل وتفاعلت معها بشهوة زائدة , فقد خرج حينها رئيس كتلة الجماعة البرلمانية بتصريح تاريخي اوضح قدرة ورغبة الجماعة في الاردن على المشاركة في الحكم , وتبعه تصريح تصالحي لاخوان سوريا مع النظام شريطة نَيل جزء من كعكة الحكم , وشاركت الجماعة المصرية في انتخابات مجلس الشعب المصري وحصدت نسبة عالية من المقاعد وترأس كتلتها في ذلك الوقت الرئيس محمد مرسي وابدت الجماعة مرونة حيال التوريث السياسي في مصر المحروسة وطبعا كان الهاشمي نائبا لرئيس جمهورية العراق .
دخول الجماعة في العملية السياسية كان سريعا وقويا بعد الضوء الاخضر الساطع من الغرب وواشنطن , بمعنى ان الجماعة تمارس العملية السياسية ولا تمارس الدعوة الدينية , والاتكاء على النص الديني يكون في حالات الاستقطاب الشعبي وليس منهجا ثابتا في فكر وسلوك الجماعة , التي كشفت سريعا عن فكرها الحقيقي بأن المغالبة هي المبدأ الرئيس وليس المشاركة , كما أوضحت التجربة المصرية بجلاء , فالاستعجال كان سمة المشروع الاخواني , ربما بحكم الضغوطات والملاحقات السابقة وربما لاقتناص فرصة تاريخية لن تأتي مجددا كما قال خيرت الشاطر الا بعد خمسين عاما .
تجربة الجماعة لم تخضع لمراجعة داخلية او ما يسمى بالنقد الذاتي , بعد ان افضت السنوات العشر الاخيرة من المشاركة الى وجود رئيس قيد الاقامة الجبرية ونائب رئيس هارب " مصر والعراق " والى تراجع واضح لحضور الجماعة في الحواضر الشعبية , وعقل يعتمد المقاطعة اذا ما لم تتوفر ظروف المغالبة , مما يعني ان المشاركة والتشاركية السياسية مفقودة في عقل الجماعة السياسي خاصة مع بروز قيادات يمينية في الجماعة ووصول هذا اليمين الى مرتبة صنع القرار في الاردن ومصر وسوريا .
اردنيا تمارس الجماعة عملها السياسي بنفس الادوات السابقة وبنفس القراءة السابقة للمجتمع الاردني كما مارسته الجماعة في مصر , فهي تقفز عن التطور الهائل في المجتمع الاردني وعن بروز قيادات جديدة خاصة في الاطراف وتغير ليس قليلا في بناءات المجتمع الاردني وفي عقل الشباب تحديدا الذين يشكلون غالبية المجتمع , فهي عقول تريد المشاركة وتريد ممارسة الفعل السياسي من بوابة القناعة وليس من بوابة الطاعة العمياء للقرار الحزبي , وما جرى من سلوكيات اخوانية بعد احداث مصر في الاردن يؤشر بأن العقل هو هو , وهذا يعني مزيدا من الخسائر للجماعة ومزيدا من الابتعاد عن نشاطاتها , بل والتوجس منها ومن ارتداداتها على الساحة الوطنية التي يريد الاخوان استثمارها لمشروعها الاخواني وليس لحسابات الواقع الاردني .
القناعات تترسخ بأن الجماعة تمتلك برنامجا لتقويض الانظمة ولاسقاطها احيانا ولا تمتلك برنامجا لبناء الدولة , وبانها تنتهج المغالبة لا المشاركة وعليها ان تقتنع بأنها موجودة ومن الغباء استثنائها كما من الغباء وصولها الى الحكم .