يرى البعض أن من الأهداف الرئيسية لاستهداف الجمهورية العربية السورية هو القضاء على إسلام بلاد الشام الذي اتخذ من التسامح والتآخي شعاراً له و فرض الإسلام التكفيري المتطرف. وما استهداف دور العبادة من مساجد وكنائس إلا رسالة عنوانها الفتنة وما اغتيال وخطف رجال الدين وعلى مختلف معتقداتهم إلا رسالة عنوانها التكفير وما قتل المواطنين الأبرياء وعلى مختلف انتماءاتهم إلا رسالة عنوانها التهجير.
هذا هو واقع الحال الذي أرد محور الاعتلال العربي فرضه في الجمهورية العربية السورية من اجل القضاء على المشروع المقاوم في المنطقة وتقسيم بلاد الشام أولا والأمة العربية ثانيا إلى مجموعة من الدويلات الطائفية المتناحرة ليشكل بني صهيون قوة عظمى في منطقة قائمة على التوترات والحروب الداخلية.
لقد شكل مؤتمر اتحاد علماء الشام الذي عقد في بيروت رسالة واضحة لكل من تطاول على سماحة الإسلام وحاول تشويه مفهومه وارتدى عباءته لتسخيرها في مشروع التخاذل العربي.
إن شيوخ الفتنة من أمثال القرضاوي سعوا إلى إصدار الفتاوى التي تكفر بعض فئات المسلمين وتبيح دماءهم والتي لا تستند إلى أي أصل شرعي من أجل تلبية الأحقاد الشخصية وخدمة لمصالح إسرائيل التي باتت في ظل مشروع المقاومة أوهن من بيت العنكبوت.
إن التكفير يشكل مشروع خطير لا أفق له يحقد على كل ما حوله بل هو انحراف تربوي واضح ولا يمكن أن يسود في بلادنا، فالتكفير خطيئة كبيرة جدا والداعون إليه والمنظرون له يحملون على عاتقهم ذنوب كبيرة ومسؤولية القتل والتناحر التي تحدث الآن في أكثر من بقعة في العالم.
القتل باسم الإسلام هو ثقافة غريبة عن الدين الإسلامي وعلينا جميعا أن نعمل على محوها لأنها سبب الكوارث التي تحدث في العالم الإسلامي.
ما يجري اليوم هو تشويه لصورة الإسلام من اجل القضاء عليه والهدف من وراء ذلك هو فرض التعاليم الصهيونية على العالم بأسره.
التكفيريون يستعينون اليوم بأمريكا وإسرائيل ويتلقون السلاح منهما وينفذون أوامر أسيادهم بدقة كل ذلك تحت عناوين براقة خادعة مثل كذبة الربيع العربي والتي كانت سببا لضرب دولا عربية وإعادة احتلالها من جديد.
ما يجري اليوم في عالمنا العربي هو مشروع فتنة يشكل حرب على الإسلام وليست حربا بين المسلمين ومخطئ من يظن أن بإمكان أي قوة في العالم أن تجعل التشتت أمرا واقعا.