اخبار البلد
لا تعبر مواقف الإدارة الأميركية عن التناقض بقدر ما تعبر عن الاستهتار بالعرب وبكل ما يمت لهم بصلة وهي ترى فروض الطاعة تؤدى لها من دول عربية وأدوات إرهابية تمتطيها
ما يجعل الرئيس أوباما يشرق ويغرب ويقول ما يحلو له وفق المناسبات والظروف كمن يلعب لعبة شد الحبال فيسحب تارة ويتوقف تارة أخرى ويراوغ في العبارات .
الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد أن أي تدخل عسكري أميركي كبير في سورية مثل إقامة ما سماها منطقة "حظر جوي" لا يحل المشكلة ولا يغير من مجرى الأزمة معترفا أن الأمر ليس سهلا، وقال أوباما في مقابلة مع التلفزيون الأميركي العام "بي بي اس" نشرت مساء أمس الأول إنه إذا "أقمنا منطقة حظر جوي فقد لانحل المشكلة داخل المنطقة" معتبرا أنه في ظل تعقيدات الوضع "في الشرق الأوسط لا يجوز أن نسارع إلى الدخول في حرب إضافية فيها".
وجاءت أقوال أوباما هذه رداً على منتقديه الذين يدعون للتدخل العسكري الأمريكي المباشر في سورية في مقابلة معه سجلت يوم الأحد الماضي في البيت الأبيض قبل توجهه للمشاركة في قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية محذراً من "مخاطر كبرى قد تواكب أي تدخل عسكري مباشر في سورية" مكررا التعبير عن تصميمه على "عدم التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط".
وحول الدعوات لإقامة ما يسمى "ممراً إنسانياً " قال أوباما "إن مثل هذه الخطوة ستتطلب غارات جوية لا تعرف عواقبها بما يشمل التسبب بالمزيد من القتلى في صفوف المدنيين" مدعياً بأنه حذر "إزاء إمداد المسلحين بالمزيد من الأسلحة المتطورة" ورفض حجج بعض أعضاء الكونغرس والمعلقين بأن مثل هذه الخطوة يمكن أن تغير مسار الأزمة في سورية وقال "أي مفهوم يقول إن الأمر يتطلب مجرد بضع مضادات للمروحيات أو مضادات دبابات لعكس مسار الأمور اعتقد أنه لا يتسم بالواقعية في تحليل الوضع".
أوباما الذي أعلنت بلاده عزمها المضي قدماً بتسليح الإرهابيين قال "إن بعض منتقدي الموقف الحالي اقترحوا أن نتدخل بقوة عبر إقامة مناطق حظر جوي وممرات إنسانية وأمور أخرى" مشيرا إلى أن ذلك "مجرد حل تبسيطي".
وبشأن اجتماعاته في البيت الأبيض مع ضباط عسكريين بشأن الوضع في سورية قال أوباما "إنه سيكون من الصعب عليكم أن تفهموا تعقيد الوضع وكيف أنه يجب علينا عدم المسارعة للدخول في حرب أخرى في الشرق الأوسط إذا لم تشاركوا في مثل هذه الاجتماعات" لكنه رفض في نفس الوقت طرح ألا يكون للولايات المتحدة أي دور لتلعبه بهذا الخصوص.
وفي إشارة واضحة إلى أن كل ما يهم أوباما هو حماية المصالح الإسرائيلية في المنطقة وليس الشعب السوري كما يدعي أقر اوباما بأن "واشنطن لديها مصالح جدية في سورية ولايمكننا السماح بوضع حيث تستمر الفوضى في بلد كبير يقع على حدود دولة مثل الأردن الواقعة أيضا على حدود إسرائيل".
وزعم أوباما حرص الإدارة الأميركية على وجود حكومة متسامحة "غير طائفية في سورية" حسب تعبيره موضحاً أنه يعارض الوقوف إلى جانب فئة من السوريين كما تطالب بعض الأطراف في المنطقة معتبرا أن ذلك لن يخدم المصالح الأميركية.
وفي الشأن الإيراني استبعد الرئيس الأميركي في المقابلة قيام بلاده برفع العقوبات الاقتصادية عن إيران بعد الانتخابات الرئاسية فيها التي رأى أن نتائجها تعبر عن رغبة الشعب الإيراني في التعاون مع الأسرة الدولية بطريقة أكثر إيجابية، مبدياً انفتاح إدارته على إجراء محادثات مباشرة مع إيران، واستعداد بلاده لخفض حدة التوتر معها .
قمة الثماني تعرب عن قلقها من تنامي الإرهاب في سورية
في غضون ذلك أعربت مجموعة الثماني في ختام قمتها أمس عن قلقها الشديد من الخطر المتنامي للارهاب والتطرف في سورية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان قادة مجموعة الثماني اعربوا في البيان الختامي عن تأييدهم الشديد للدعوة لعقد مؤتمر في جنيف لحل الازمة في سورية باقرب وقت ممكن.
المناقشات مستمرة
حتى نهاية القمة
إلى ذلك قالت روزماري ديفيس المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا: أنا لا أقول ان قمة بلفاست قد فشلت فنحن نعرف أن هناك خلافات كبيرة بين روسيا والدول الأخرى في المجتمع الدولي حول الوضع في سورية وكانت هناك جهود كبيرة من قبل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي باراك اوباما والزعماء الآخرين لايجاد اتفاق جزئي مع روسيا حول المرحلة المقبلة والخطوات المقبلة في سورية.
وأضافت ديفيس في اتصال مع قناة سكاي نيوز أمس: ان المناقشات ستتواصل حتى نهاية القمة والحكومة البريطانية تبذل كل الجهود في هذه القمة وخارجها لايجاد الحل وللتقدم على الارض في سورية.
وقالت ديفيس: ان الموقف البريطاني واضح منذ زمن ولكن في النهاية الشعب السوري هو سيقرر مصير الرئيس الأسد والمهم بالنسبة للحكومة البريطانية ان هناك بداية عملية سياسية لايجاد حل للوضع في سورية ونحن ندعم فكرة ومبادرة مؤتمر جنيف الثاني.
وأضافت ديفيس: انه لا يوجد قرار عند الحكومة البريطانية حول تسليح المعارضة السورية لكن نحن نعتبر انه من المهم أن تكون المعارضة قوية ولا يمكن لاي من الطرفين احراز انتصاره العسكري في سورية ولكن في الوقت نفسه نعتقد انه اذا كانت المعارضة أقوى في المعركة العسكرية فان هذا سوف يساعد الجهود الدبلوماسية.
وقالت ديفيس: ان تسليح المعارضة هو أحد الخيارات ونحن نساعد المعارضة السورية بشكل كبير سياسيا بالاضافة إلى المساعدات العملية ولكن نحن ندرس موضوع تسليح المعارضة ولا نستبعد أي خيار الآن في سورية بسبب الموقف الروسي وعدم التحرك الفعال في المجتمع الدولي.
وأضافت ديفيس ان الوضع على الارض في سورية معقد جدا مع المعارضة ومع المجموعات في المعارضة المعتدلة والمجموعات الارهابية بالاضافة إلى أن المجتمع الدولي وضعه معقد جدا أيضاً حيث انه لا يوجد اجماع ولا يوجد تحرك فعال في مجلس الامن.