المشكلة في أداء الدولة الأردنية هي الفجوة الكبرى بين ما يقوله جلالة الملك ويطرح من سياسات ورؤى وتوجهات وقضية الترجمة العملية وتحويل هذه الاتجاهات إلى سلوكات إصلاحية تؤدي إلى تغيير حياة الناس للأفضل . الملك الذي شخّص مشاكل الوطن مشكلة مشكلة، ووضع حلولها، تتطلع لمن يُشمِّر عن ذراعيه لأن يستوعب ما يقوله الملك أولا، ويباشر بترجمته على ارض الواقع، ثانيا؛_ كل حسب موقعه واختصاصه ودوره في منظومة العمل المؤسسي . وعبر هذه الفترة الزمنية من الملكية الرابعة لم نجد أن مؤسسات الدولة الأردنية المعنية بذلك لم تقنعنا بقيامها بمسؤولياتها المطلوبة . ولم نتعايش إلا على حالات شد عكسي يمارسها اصحاب المصالح المتضررين من أية عملية إصلاح , المقتنعين ببقاء الجمود يخيم على هذا الوطن, فالمتبصر للرؤى الاصلاحية الملكيه يجد أن هذه الطروحات رغم أنها ملكية إلا أنها سرعان ما تصطدم بصخور البحر الراسية وأمواجه العاتية .
سمعنا من الملك تشخيصا حقيقيًا لواقع المشاكل الوطنية والحاجة إلى الارتقاء بمستوى تشخيصها وتحمل المسؤولية لمواجهة تحدياتها . و من الطبيعي أن يؤكد الملك أن عدم المساواة والشعور بالظلم وعدم العدالة، وما تبعها من محسوبية، وعدم تكافؤ الفرص والفقر والبطالة كلها عوامل أدت إلى حالة الغحباط التي تُرجمت إلى عنف عشائري أو جامعي أو أي من اشكال السلوكات -التي خرجت عن إطار أعرافنا وقيمنا وشيمنا الأردنية الأصيلة- التي ما تعودنا عليها عبر تاريخ الأردن المشرف .
لقد وجه الملك في خطابه في جامعة مؤتة عدة رسائل للداخل والخارج، أهمها الآثار السلبية المترتبة على نفاد صبر الأردن على التحمل في الازمة السورية، والتي تحتاج لموقف عربي ودولي يُمكِّن الاردن من الاستمرار في أداء دوره الإنساني والأخلاقي والعربي والقومي تجاه الأشقاء السوريين، خاصة أن الأردن من حقه ممارسة كافة الخيارات لحماية المصالح الأردنية من أي خطر يهددها .
الرسالة الثانية تناولت استدراكا متأخرا لدور العشائر في مشروع النهضة والتحرر والدفاع عن الوطن بمفهومها التعاوني التضامني, فأعادت الدور الاخلاقي التعاوني القيمي للعشائر واعتباره نماذج مشرفه للنخوة والقيم الاصيلة والانتماء للوطن و مرتكزا للوحدة والاستقرار والامن الذي تميز به المجتمع الاردني.
انما اعادة اعتبار محاولات تهميش العشائر ورموزها وتبخيس دورهم في منظومة البناء الوطني منذ عهد الامارة, خاصة من قبل فئة (الديجتال ) ومشروعهم الذي ما زلنا ندفع فواتيره حتى الان. فالملك يحاول تصحيح مفاهيم مخطوءة ضربت العشائرية ودورها الوطني ليؤكد على عناوين بارزة لمواقف العشائر الاردنية التي ضمت المثقفين والخبراء والعلماء والصانعين والعمال ، مواقف خالدة في رحاب التضحيات والبناء الوطني .
هل سيدرك من هم حول الملك والحكومة والمؤسسات هذه الرسالة وان يفتحوا الابواب للناس والاستماع لهم , ان يجدوا صراحة حقيقية من الحكومة لا استغفالهم بارقام وعبارات غير منطقية , الناس تريد ان تعرف الى اين تسير وما هو مصيرها , وعن النهج الاصلاحي الذي يصر على محاربة الفساد ويسعى نحو تطبيق القانون وخلق العدالة والمساواه . فالناس لا تثق الا بالملك كملجأ اخير حيث لا ثقة بالمؤسسات ولا بالاشخاص, , فليكن نور شعلتك يضيء طريقنا من جديد لنمضي معك في بناء ما انكسر ونصلح ما تعطل ونبني على ما بنينا .
الرسالة الاخرى التي حشرت كلماتها في صدر الملك فخرجت مدوية قويه هي تلك الاصوات النشاز التي طالما اتخذت من قضية الوطن البديل ربابة للعزف عليها كلما طاب لها وحاولت ايصال رسائل سيئة او ارادت من الاردن مواقف بعينها , فالاردن اقوى من ان تحل القضية الفلسطينية على حسابه وان الواقع الاردني بوحدته وتماسك قواه سيكون السد الذي يبدد الاطماع ويكذب الاقاويل . |
||
مشكلة الدولة الأردنية
أخبار البلد -