اخبار البلد : عبد الهادي الراجح - الذي يلاحظ مسلسل ارتفاع الأسعار المتواصل الذي يفاجئ به المواطن الأردني كلما ذهب للتسوّق ، ويتفاجئ بالأكاذيب الحكومية من أعلى المستوى وحديثها الممل عن رفع الأسعار وكأن الأسعار لم ترتفع أو ترفع لأول مرة والغريب أن رئيس الحكومة أو سلطة الأمر الواقع بالأردن يتحدث بنبرة استعراضية مسرحية بأن يضع المواطن المسحوق أمام خيارين أحلاهما مر ارتفاع الأسعار أو هبوط الدينار ، اسطوانة مشروخة اعتدنا عليها من هذه الحكومة وهنا يجبر المواطن العادي أن يستجيب لتلك المسرحية مع يقينه بكذبها من أجل مصلحة وطنه ولكن أصبحت بعد ذلك الفكرة رائجة لتبرير كل وجبة ارتفاع للأسعار بالشكل المعلن والغير معلن الذي يفاجئ به المواطن الأردني أثناء التسوق يومياً ،
ولذلك ارتفاع الأسعار هي تعليمات صندوق الفقر الدولي التي تنفذها سلطات الأمر الواقع الأردنية ومنها سلطة عبد الله النسور التي تحاول إعطاء كل جرعة منها زخماً إعلامياً وكأن الأردن ما بين خيارين مؤلمين ، ومن رفع المحروقات رفع رئيس السلطة بعد ذلك نفس الاسطوانة لتبرير ارتفاع المياه والكهرباء ،
وفي مقابلة مطولة أدلى الرئيس بحديث مطوّل ممل للتلفزيون الأردني الذي لا يشاهده أحد إلا أقل من نسبة (5)% نظراً لأنه صورة عن السلطة التي يتحدث باسمها ، أنّ حكومته مجبرة على رفع أسعار الكهرباء وإلا بما معنى كلامه سيصبح الوطن في خطر نفس الأسطوانة المشروخة دائما ، علماً أن شركة الكهرباء أصبحت تدار من القطاع الخاص (أي تشرف عليها شركة).
والتلفزيون الأردني الذي يتحدث منه السيد النسور يموّل من المواطن الأردني العادي الدافع للضرائب ومع ذلك لا أحد يشاهده إضافة لاقتطاع دينار شهرياً من كل مواطن عامل أم متقاعد لذلك المنبر المجهول المسمّى بالتلفزيون الأردني الذي لا يعرفه أحد ولا يتابعه أحد لأنه ببساطة في كل ما يخص الوطن والمواطن هو خارج التغطية شأن الحكومة والنظام الناطق باسمه .
لقد تحولت السلطات الأردنية المتعاقبة لمجرد سلطات للجباية من الشعب الأردني وهذه الحكومات هي شريك للمواطن في كل شيء حتى سيارته الخاصة مهما كان تواضعها وبيته مهما كان بساطته ، الحكومة التي تقول أنها سترفع الدعم عن السلع وكأنها توهم المواطنين بأنها لا تزال تدعم السلع ، ولمن لا يعلم رفع الدعم عن السلع الأساسية تم منذ سنوات وليس اليوم أو الأمس وهذه الحكومات وعلى رأسها الحكومة الأخيرة خاضعة لصندوق الفقر الدولي الذي يطالبها بمزيد من فرض الجباية لتسديد فواتير عصابات النهب المنظم والأجهزة القمعية من جيوب المواطنين البسطاء الذين كل دورهم دفع الجباية وكأننا أصبحنا في نهايات الدولة العثمانية ولا يعترف بمواطنتهم إلا عندما يذهبون للتصويت لجزّاريهم بما عرف بمهازل الانتخابات النيابية لتفصيل مجالس مخاتير وليس مجالس تشريع .
إن ارتفاع أسعار الكهرباء المترقب إضافة لما هو موجود وتأجيله ما هو إلا ضحك على الذقون وسيشكل عاملاً ضاغطاً على الشعب الغلبان المسحوق الذي أشك أنه سيبقى مسالماً على قوت أطفاله التي تسرق وجهده وتعبه الذي يذهب مع الريح وبالتالي لم يبقى لديه ما يخسره إلا القيود ، وأشك أن مواطناً يقبل بهذا على طول فقد يخدع بعض الوقت ، ولذلك سلطة النسور أو حكومة النسور سمّوها كما شئتم تمارس لعبة خطيرة على الشعب الأردني وأمنه واستقراره حتى أصبحت قناعة المواطن العادي أن كل الحكومات الأردنية منتهية الصلاحية منذ إبرام صفقة وادي عربة المؤسفة وما هو موجود مجرد حكومات أو سلطات الأمر الواقع والدليل أنها تأخذ المواطن والوطن من أزمة إلى أخرى وباختصار بالأردن الأزمة تلد أزمات أخرى متعاقبة حتى يحدث ما لم يحمد عقباه لا قدر الله .
ولذلك الجميع مدعو لرفع الصوت من أجل حماية الوطن قبل أن لا نجد وطناً نحميه ونصبح نحن يهود التاريخ بلا مأوى كما قال شاعر العرب مظفر النواب في إحدى روائعه ولا عزاء للصامتين .
عبد الهادي الراجح