عقب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد شريف الجيوسي على استهداف البعض للسفير العربي السوري في الأردن دكتور بهجت سليمان قائلاً:
أنا أعجب من أولئك الذين تبرز شجاعتهم الزائفة على الشقيق الذي أمننا من أمنه، أمانينا من أمانيه، من نحن وإياه جزءاً من كل، من نحن وإياه دما واحداً؛ إيمانا واحدا، لغة واحدة، ارضا واحدة، مستقبلاً واحداً، عدوا واحدا، ومن بعد يتبع بعضنا من كان وما يزال عدونا، استعمر بلادنا واحتلها وأقام عليها كيانا غاصباً احلالياً عنصريا توسعيا يستنزف طاقاتنا ويغتصب ارضنا وأعراضنا ويريد المزيد.
أعجب من يرق ويلين ويبرّر ويقبل بالعدو الاستراتيجي الذي إما نحن أو هو؛ لا خياراً حقيقياً غير ذلك، يريدنا عبيداً وأقناناً، ولا يخطر في بالنا غير افتعال العداوة مع من نحن وإياه مستهدفون من العدو الغاصب ومن خلفه عواصم استعمارية وسلاجقة استعمرونا 400 سنة ورجعية عربية ملّكت المحتل ما يريد من نفط وغاز وكاز ورقاب أمتنا وغضّت البصر عن تحرير ما احتل من ارض أمتنا بل وطرحت مشاريع تكرّس احتلالاته وتحلل استمرار الاحتلال وتحارب من يفكر بتحرير الأرض والإنسان ويريد الاستقلال بقراره السياسي والاقتصادي.
هؤلاء يغضبون لأن السفير العربي السوري في الأردن دكتور بهجت سليمان دافع عن كرامة سورية التي هي في آن كرامتنا وعزتنا ومستقبلنا، ورفض من هدد باحتلال سورية أو جزءاً منها، فيما لم يغضبوا لاحتلال القدس ومقدساتها وأسْر العديد من مواطنينا ولا لتهديدات كبار قادتهم وصغار مستوطنيهم واناشيد (طلبتهم) بأن الضفتين لهم ولا لكِتاب نتنياهو (مكان تحت الشمس) الذي يزعم فيه أن أردننا أرضاً صهيونية محتلة ..
سبحان الله، يصبح المنتصر للمقاومة الرافض لتوقيع معاهدة مع العدو؛ الذي حقق اقتصاداً مكتفياً غير تابع لمؤسسات رأس المال العالمي، الذي نحن وإياه في مركب واحد، ورفض التدخل في شؤوننا الداخلية، وسقانا ماء غدقا عندما اعطشنا الصهاينة وأسقونا مياها ملوثة .. يصبح عند البعض عدواً، فيما نغض الطرف عن إساءات الصهاينة التي أبسطها حرق مزارعنا وتصدير الخنازير الينا وتلويث مياه نهر الأردن ويسعون إلى سرقة موضع تعميد السيد المسيح عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ويعمل سياحهم على تزوير التاريخ ووضع علامات مزيفة للقول لاحقاً أنها معالم تقول بأحقيتهم زيفاً في ارضنا ..
ننس كل ذلك، وبدلاً من المطالبة بأردن خال من الصهيونية الباغية، نطالب بغير ذلك، وننس ماذا فعلت العصابات الإرهابية في فنادقنا قبل سنوات، ونقبل أن تقام حفلات التأبين للإرهابيين الذين قتلوا في سورية وفيما كانوا يقاتلون ويمارسون التخريب والتدمير هناك، وننس أنه إذا كان في وسع وقدرة أولئك التسلل ونقل السلاح إلى سورية، فَلِمَ لا يتسللوا إلى الكيان الصهيوني وافتداء القدس، أم أن ذلك يغضب مموليهم وأسيادهم.
إن السفير العربي السوري في الأردن دكتور بهجت سليمان لم يتجاوز على الأردن، بل وعبّر مراراً بحضوري وعلى مسمعي باحترامه الكبير للأردن، وتقديره للظروف التي يمر بها ومراهنته على عدم الرضوخ للضغوط التي تمارس عليه ومحاولات ابتزازه جراء الظروف الصعبة التي يمر بها وموجها تحياته خاصة للجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية الحريصة على ضبط الحدود.
إن من حق السفير الرد على أولئك الذين يحاولون بأقلامهم وتصريحاتهم غير المسؤولة إساءة العلاقة بين البلدين العربيين الشاميين الجارين المسلمين ، وتأويل ما يقوله السفير على أمزجتهم خدمة لأعداء الأردن وأعداء سورية ، وهم الذين يفترض البحث في أغراضهم المريضة والمشبوهة ومقاصدهم في إساءة العلاقات بين البلدين في الوقت الذي يؤكد فيه كبار المسؤولين الأردنيين حرصهم على العلاقات الأردنية السورية ، وكذلك غالبية الشارع الأردني المتعاظم المتعاطف بشدة مع الدولة الوطنية السورية بمكوناتها كافة، الأمر الذي يزعج العواصم الاستعمارية فتعمد إلى تحريك كتبة لا يريدون خيراً بالأردن أولاً ، ويزاودون بالغيرة عليه وهم من ذلك براء .
ومن حقنا الحرص على سورية لأن الحرص عليها، حرص على أمن وواقع ومستقبل الأردن الوطني.
حمى الله الأردن من كل سوء، من كتبة مغرضين كذبة، ومن عصابات الإرهاب على اختلاف تلاوينها ومزاعمها، وممن يقف خلفها ويدعمها ويدربها ويتبعها ويتيح لها وسائل الدعم والمساندة.
وحمى الله سورية من عواصم ما انفكت لا تريد خيراً لأمتنا ومن سلاجقة تآمروا عليها ومن عواصم رجعية باعت نفوطها للمستعمر واستكانت عن تحرير الأرض ودعمت الإرهاب وسهلت للصهاينة الاستقرار في أراضينا المقدسة.
حمى الله الأمة العربية.