ومضات في مشروع الإصلاح الوطني

ومضات في مشروع الإصلاح الوطني
أخبار البلد -  

هناك قواعد عامة معروفة يجب توافرها في مشروعات الإصلاح في العالم، وهي محل إجماع وتوافق العقلاء، و تتمثل بالاستناد إلى تمكين الشعوب من ممارسة حقوقها الجمعية، وبسط سيادتها على أرضها ومقدراتها ومؤسساتها، واختيار حكوماتها، ومراقبة أصحاب السلطة والمشاركة في صناعة القرارات، والتمتع بحق منح الشرعية في التمثيل والإنابة في التشريع والتنفيذ والقضاء.

ما ينبغي الالتفات إليه وجوب إقدام الأردنيين على بلورة مشروعهم الوطني، الذي يعبر عن أشواقهم ويلبي طموحاتهم وآمالهم في صياغة الدولة الأردنية المدنية الحديثة، التي تستلهم رؤيتها ورسالتها من مشروع الامة الحضاري الكبير الذي يختزن مقومات النهوض، ويحتوي على منظومة القيم النبيلة والرصينة التي تمثل خلاصة ما جاء به الرسل والأنبياء والحكماء عبر التاريخ البشري منذ فجر الإنسانية.

الشعب الأردني المقيم على هذه البقعة من الأرض التي تمثل جزءاً من بلاد الشام، وجزءاً من الوطن العربي والعالم الإسلامي الواسع، يتحمل مسؤولية حماية هذه البقعة وصيانتها، والنهوض بهذه الدولة، لتكون عزيزة قوية وآمنة ومستقرة، يتمتع سكانها بالحرية والرفاه والسيادة المطلقة، بقدرتهم الذاتية على الاستثمار في أرضهم وما تختزنه من مقدرات وخيرات، وما يختزنه هذا الشعب من إمكانات وطاقات وقدرات، قابلة للتطوير وقادرة على الإنتاج والإنجاز.
من حق الأردنيين أن يبلوروا مشروعهم الوطني، بعيداً عن التبعية لأي مشروع آخر، ومن دون التبعية لأي نظام خارجي عربي أو غير عربي، ومن دون وصاية أية قوة أو جهة خارجية مهما كانت أفكارها وفلسفتها، فمن حقهم أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم، ويبنوا مشروعهم النهضوي بأيديهم وعقولهم،من دون تناقض مع أي قطر عربي أو مصادمة مع أية دولة إسلامية، مهما كانت درجة القرب والعلاقة.

الأردن ليس ساحة خلفية لأي نظام، وليس ساحة لأي مشروع، إلاّ بما يقرره الأردنيون أنفسهم طوعاً من دون إملاء، ومن دون مصادرة لإرادة الشعب الأردني وحقه في اختيار طريقة التعاون والتكامل مع الشعوب العربية الشقيقة، عندما تكون هي الأخرى حرة في تقرير مصيرها، واختيار أسلوب التعاون والتكامل عن طريق الاستفتاء الحر.

الحديث عن المشروع الوطني الأصيل، لا يعني الانتقاص أو توجيه الاتهام لأي مشروع عربي أو إسلامي، ولا يعني بأي حال النكوص عن أشواق الأردنيين نحو الوحدة العربية أو التخلي عن أنجاز المشروع الإسلامي الكبير، لأن العمل على تجميع الأردنيين وشحذ قدراتهم على إنجاز مشروعهم لا يمت إلى الإقليمية بصلة، وليس ضرباً من ضروب التعصب؛ تلك التهمة الجاهزة على ألسنة بعضهم التي يتم إطلاقها على كل من يسعى لإيجاد النموذج الأردني الديمقراطي القوي المزدهر.
إن من يريد أن يكون الأردن ملحقاً، أو تابعاً، أو ساحة لقطر أو مشروع آخر، يمثل عقبة كأداء أمام الإصلاح الحقيقي، وينطلق من أوهام وأضغاث أحلام لا تمت للحقيقة بصلة، مع تأكيد عدم مصادرة حق أي أردني باللحاق بأي مشروع آخر إذا شاء، ولكن في الوقت نفسه ليس له مصادرة حق الأردني ببناء مشروعه الوطني، مع الاعتراف بحقنا جميعاً في استلهام التجارب الناجحة والنماذج المكتملة في أي قطر وعلى أي أرض من دون إلحاق أو تبعية.

يجب أن نفرق بين الأفكار والأشخاص، فمن كان يرى نموذج دمشق محلاَ للقدوة، أو نموذج بغداد، أو نموذج القاهرة أو طرابلس أو الخرطوم، فله الحق بهذه الطروحات، ولكن ليس من حقه أن يجعلنا أتباعاً لأصحاب هذه المشروعات، وليس من حقه أن يجعلنا جنوداً له ووقوداً، ثم يعد ذلك عروبة وقوميّة وإسلاماً ونضالاً وضرباً من ضروب الوحدة.
وفي الختام لا يمكن إغفال فكرة قيام الأردن القوي المستقل إلا ضمن الإطار العربي الإسلامي، الذي يضمن صهر هذه الشعوب على صعيد الوحدة والقوة والعدالة والمساواة، في مواجهة الخطر الصهيوني الذي يمثل العدو الأول الذي يستهدفنا جميعاً ويستثمر في ضعفنا وعجزنا واستغراقنا في الشعارات الجوفاء الخالية من المضمون الحقيقي، والخالية من الفعالية والتأثير.



 
شريط الأخبار هل نحن على أبواب أزمة مالية جديدة؟ حسّان يوجه بضرورة التوسع في برامج التدريب المهني لمضاعفة فرص التشغيل مباجثات اردنية سورية حول ملف حوض اليرموك "النقل البري": السماح بتسجيل مركبات الهايبرد للعمل على نقل الركاب بواسطة السفريات الخارجية حسان يؤكد تقديم الحكومة تسهيلات لتطوير الاستثمارات وتوفير فرص تشغيل والوصول لأسواق خارجية تقرير للبنك الدولي يهز أمانة عمان ويكشف بأنها تغرق بالديون.. أرقام وتفاصيل عامر السرطاوي.. "استراحة محارب" وزير الداخلية يوعز للحكام الإداريين بالإفراج عن 486 موقوفاً إدارياً الإعتصام الـ (93) لمتقاعدي الفوسفات .. من يستجيب لمطالبهم في التأمين الصحي؟! .. شاهد الفيديو تعميم حكومي على جميع الوزارات والمؤسسات الملخص اليومي لحركة تداول الاسهم في بورصة عمان لجلسة الأربعاء وتغلق تداولاتها بنسبة إرتفاع (0.12%) بنك الاتحاد يتوّج شركة Capifly بجائزة الشركات الصغيرة والمتوسطة لعام 2024 الملك والرئيس المصري يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة حرصًا على سلامة الطلبة.. تعميم هام من وزارة التربية إلى جميع المدارس في الأردن "أخبار البلد" أول من انفرد بخبر تعيين غيث الطيب مديراً لدائرة الأحوال المدنية والجوازات الأردن يرحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان الجمارك تضبط 11 ألف سيجارة إلكترونية ومعامل "جوس" غير قانونية تعرف على بنود وقف إطلاق النار بين حزب الله و إسرائيل افتتاح المؤتمر العربي السادس للمياه نحو تحقيق التنمية المستدامة في المياه.. صور "التأمين الأردنية" تدعو مساهميها لحضور إجتماعها العمومي العادي الشهر المقبل