البخيت الذي أنقذ البلد من مؤامرة الإخوان المسلمين

البخيت الذي أنقذ البلد من مؤامرة الإخوان المسلمين
أخبار البلد -  


أكثر ما يحزن في عالمنا العربي أنّ المسؤول يعتقد دوما أنّه الوحيد الذي يمتلك ذاكرة يغرف منها ويوزع بياناته ومعلوماته يمينا وشمالا على أساس أنّ من يتحدث عنهم فاقدي الذاكرة لا يملكون لحديثه ردا ولا مناقشة، وأنّ من يتحدث إليهم فاقدو المصادر الكاشفة المبينة لصدق حديثه من عدمه، ويتناسى، وهو يستخدم النت، أنّ النت اليوم يملكه الذي يعيش في خيمة في قلب الصحراء، ويعرف ما حدث وما يحدث وكثيرا ممّا سيحدث استشرافا لما هو موجود.

دولة الدكتور معروف البخيت شكّل حكومتين في الأردن، الأولى في 27/11/2005 – 22/11/2007، والثانية في 9/2/2011 – 17/11/2011، أيّ أنّ الناس الذين حكمهم وتحكم في رقابهم دولته ما زالوا على قيد الحياة لم يتوف منهم إلاّ القليل، وبالتالي آثار حكمه وتحكمه ما زالت تنتج مفاعيلها إلى اليوم مع ذات المواطنين، ما يعني أنّ دولته يكون قد تحدث عن حالة ناس ما زالوا على جلستهم أمام التلفاز لم يتغيروا إلاّ إن شاء هو أن يقنع نفسه وغيره أنّنا لسنا نحن.

في حديث دولته لصحيفة الحياة الذي جاء متناقضا في كثير من خطوطه العريضة، يكشف دولته عن الفكرة السياسية التي تتولى الأمور في البلاد، وهي فكرة إقصائية بالكامل تقوم على اعتبار أنّ كلمة المسؤول، والمسؤول هو مسؤول دائما سواء كان في موقع المسؤولية أم خارجه، لأنه في خارج موقع المسؤولية هو في حالة انتظار للدور القادم لا محالة، نقول أنّ الفكر الإقصائي يستولي على مفاهيم الكفاءة والإخلاص والشفافية في الدولة، لذلك جاءت كلمات دولته عجيبة لا لسبب إلاّ لأنه واحد من الذين يملكون خيطا من (نُطّيطة) اللعبة السياسية في البلد. وتاليا جزء ممّا حدّثنا به دولته وحدّث العالم كذلك، وهذا الجزء يتعلق بكشفه الخطير لمؤامرة الإخوان المسلمين لاستلام الحكم في البلاد، وتتلخّص الخطة وفق ما لديه من بيانات عجيبة غريبة:

أنّ الجماعة «تلقّت نصائح سابقة عبر تنظيم الإخوان الدولي تقترح نقل فكرة ميدان التحرير إلى قلب العاصمة الأردنية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، وأن تعليمات واضحة صدرت باختيار موقع حساس يكون مجاوراً لمستودع بشري يعتقدون (الإخوان) أنّ لهم فيه وجوداً كثيفاً، على أن يحتوي مستشفيات ومراكز طبية، كما طُلب منهم تجهيز الطعام والشراب بغرض الإقامة الدائمة، وبعد صدور التعليمات، اختار الإخوان منطقة دوار الداخلية وسط عمان (ميدان جمال عبد الناصر) لاحتوائه على حوالى 7 مستشفيات خاصة، وباعتباره يمثّل تقاطعاً حيوياً وسط تجمعات سكنية يستمدّون منها قوتهم، وأنّه كان لأجهزتنا دور مهم في رصد هذه المعلومات، واعتقد الإخوان أنّ بإمكانهم حشد تجمع بشري يقارب 300 ألف متظاهر، وبالتالي أن تعمّ الفوضى لدينا. لكن قرار الدولة كان صارماً وحاسماً بإنهاء مطامح الجماعة منذ اللحظة الأولى، وهو ما نجحنا في تحقيقه بالتفاف الكثير من الحراكات والقوى السياسيّة الوطنيّة والقوميّة واليساريّة، وحتى الإسلاميّة الوسطيّة».

نقول لدولته ما يأتي:
1) إنّها محاولة مكشوفة لفصل فئات المعارضة عبر قص خيوط تشابكها التي لا يستطيع أيّ مسؤول تفتيتها لا لسبب إلاّ لأن الفساد في زمن الحكومات السابقة ما يزال يغطّ مطمئنا تحت عباءة القانون الذي صنعوه، وما مكافحة الفساد التي لم ترجع للبلاد فلسا واحدا أو تعاقب جحافل الفاسدين إلاّ دليل على ذلك، فالمعارضة ليست الإخوان المسلمين ولكنها الشعب كله إلاّ القليل الذين يعرفهم دولته.

2) إحباط مخطط الإخوان المسلمين للوصول إلى سدة الحكم؛ عجيب؟ وهو يعقب في ذات السطر أنّها «كبرى جماعات المعارضة في البلاد»، هذا الإقرار من دولتكم اتهام صريح لكم على أنّكم تلتفتون عن مطالب الناس، فإذا كانت أكبر جماعة معارضة فلماذا لا تستلم رئاسة الحكومة بدل أن يتسلّمها من يمثّل قلّة قليلة في البلاد، قلّة معلومة معروفة تعيش في الهاي هاي، أم أنّ هذه ديمقراطيتكم وتقديركم لمطالب الشعب؟
3) ويتحفنا دولته وهو يكشف عن مخطط متكامل مدروس لتحويل دوار الداخلية إلى دوار التحرير، وأنّه قد أحبط المخطط، وهو بذلك يرى في حِلم الشعب الأردني وصبره على التحكم في قدرات الغضب عنده واختياره للطريق السلمي في الحصول على حقوقه المنهوبة، يرى انتصاره على تشتيت الجموع المكلومة الفقيرة المهمشة مكسبا ونصرا، ولو أنّ الحركة الإسلامية اختارت المواجهة الغاضبة لاتهمت بجرّ البلاد إلى الفساد والضياع، فبات دولته اليوم يفاخر بقمع حكومته لصبر المواطن!

4) يرى ردّ الحركة الإسلامية على عرضه بالمشاركة في الحكومة باختيارها البقاء في الشارع مسبّة وانتقاصا، وأنّ مشاركتها كانت ستكون انتصارا وحكمة. وأيّ حكمة في انحياز الحركة الإسلامية بنت الشعب إلى حكومات لا علاقة للشعب بتكوينها وإنتاجها؟ نعم البقاء في الشارع هو شرف الحركة الإسلامية وموقعها الصحيح والطبيعي، والصناديق الشفافة هي التي تقرر، وهو يعرف تماما، ووفق حديثه أنّها أكبر جماعة معارضة في البلاد، أنّ الاحتكام للصناديق سوف يقدّمها إلى استلام الحكومة.

5) دولته يدرك أنّ اختيار طريق السلم والسلامة الذي تمشي في الحركة الأسلامية مع قوى المعارضة الوطنية هو خيار أصعب مليون مرة من اختيار طريق العنف والسلاح، ومع ذلك يفضل الإخوان المسلمون في دول العالم حقن الدماء ويؤثرون على أنفسهم ولو أنّ المسؤول فاسد طامع متجبر لا يرقب فينا إلاً ولا ذمّة.
6) في كلمته قزّم دولته مطالب الشعب في توجهات الإخوان المسلمين، ومع أنّهم يمثّلون غالبية الشعب لأنهم يعانون ممّا يعانيه الشعب، إلاّ أنّهم جزء من الشعب، يتساوون معه في الحقوق والواجبات الدستورية التي أكلها ويأكلها المسؤول.

7) تتكامل كلمة دولته مع توجهات الإعلام الفاسد في الدول العربية التي تمثّل البريطان والأمريكان والفاسد من العربان في حملات التشويه المقصود للإخوان المسلمين، ونحن على ثقة أنّ ما يتم من تشويه هو واحد من دروب النجاح المؤكد بمشيئة الله لمسيرة الإخوان المسلمين المباركة في الأرض والتي لا تبغي إلاّ تحكيم شرع الله وإقصاء الفاسدين.
8) حاول دولته، كعادة رجال الحكم في البلاد، تقسيم الإخوان المسلمين إلى رجال مع القصر، هم ليسوا مع خط الجماعة، وتيار مخالفين (داخل الجماعة تولى قيادتها وسعى إلى جرّها إلى ما يشبه الاستقواء عند فترات معنية. وشعروا في لحظة ما بأنّهم يستحقون مكاسب أكثر. الآن عليهم أن يعيدوا حساباتهم جيداً، وأن يكونوا جزءاً من الحوار. باختصار أن يعودوا كما كانوا سابقاً)، خلط عجيب لجماعة صالحة تحاول أن تصلح بكل السبل المتاحة على قلتها، فإذا وقع تباين في الآراء عدّه دولته خروجا على الثوابت، ما نراها إلاّ ثوابت دولته وثوابت الذين يستلمون وسيستلمون الحكم من بعده.

نقول لدولته ولغيره ممّن يصرّون على إبعاد الحركة الإسلامية عن موقعها الصحيح، إنّ موقعها الصحيح حيث تمارس الدعوة إلى الله عز وجل في دولة هاشمية، ونقول لدولته أنّ دولة النسور قد هددنا يوما بالاتعاظ بما يحدث في سوريا وكيف أنّ الشعب دفع ثمنا غاليا، ولم يقترب في حكمته من أنّ السبب فيما يحدث في سوريا هو المسؤول على أساس أنّ المسؤول لا يخطئ أبدا، ونذكر دولة البخيت بحدث واحد تم في عهده هو اختطاف جمعية المركز الإسلامي، وحتى اللحظة لم يقترب القضاء من إصدار حكمه فيها، لأن القضاء حائر في طريقة إصدار البراءة التي لا مفر منها، وما أحسبه إلاّ أنّه فاعل.

 
شريط الأخبار "اعتماد التعليم": لن يكون هناك برامج راكدة بالجامعات خلال 2-3 سنوات صالح العرموطي رئيسا لكتلة نواب "العمل الإسلامي" الأمن العام يوضح تفاصيل التعامل مع التجمع الاحتجاجي في البترا مكاتب استقدام الخادمات.. الوزير خالد البكار والخيارات المفتوحة في الامتحان الأول الأردن يعـزي إيـران بضحايا حادث انفجار منجم للفحم في إقليم خراسان من هو (فادي) الذي حملت صواريخ حزب الله اسمه؟ الحبس ل 4 أشخاص في الكرك خططوا لقتل مسؤولين مكافحة المخدرات تلقي القبض على 19 تاجراً ومروجاً للمخدرات اللواء الركن الحنيطي: القوات المسلحة مستعدة لتنفيذ أي مهمة دفاعية لحماية حدود المملكة الأوراق المالية توافق على طلب تسجيل رفع رأس المال لـ شركة "المتحدة للتأمين" إصدار 326 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا منذ بداية العام الحالي إلغاء الإجتماع غير العادي لشركة الأردن الدولية للتأمين بلاط العبدلي مول "مخلع"...! أقساط التأمين تبلغ 569 مليون دينار بارتفاع 10.3% حتى نهاية آب الماضي “التربية”: تفعيل أسس النجاح والرسوب بحق متجاوزي نسبة الغياب أسعار الخضراوات تغلي في الأسواق.. وأبو حماد يستثني البطاطا ويفرق بين شرق عمان وغربها لم يتم التخليص على أي سيارة كهربائية شملتها الضريبة حتى الآن المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولتي تهريب بواسطة طائرات مسيرة الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في "بورصة عمان" لجلسة اليوم الأحد وفاة رجل الأعمال والعين رياض الصيفي