البرنامج النووي والشفافية

البرنامج النووي والشفافية
أخبار البلد -  

من الصعب على أكثر العقول مرونة تقبل التصريحات الأخيرة لهيئة الطاقة الذرية والتي تشير فيها إلى أن تراكيز اليورانيوم في الأردن هي أضعاف ما كان معلنا عنه سابقا، وذلك نتيجة التقديرات التي قامت بها الشركة الحكومية المنشأة حديثا لغاية التنقيب عن اليورانيوم وتعدينه. الصعوبة في التصديق تكمن في أن هذا الإعلان يأتي بعد اشهر من انسحاب أكبر شركتين في العالم للتنقيب عن اليوراميوم وتعدينه وهما آريفا وريو تنتو من العمل في الأردن نتيجة ثبوت عدم وجود اليورانيوم بكميات تجارية وذلك بحسب التقارير الصادرة عن الشركتين.

إعلان الهيئة الأخير إما أنه مبالغ به ومبني على تقديرات خاطئة، أو ان شركتي آريفا وريو تنتو وقعتا في خطأ فني فادح بعدم قدرتها على معرفة حقيقة تراكيز اليورانيوم في الأردن أو أن الهيئة تحاول الترويج لكميات غير صحيحة وذلك أملا في المزيد من مصادر التمويل الممكنة لمشروع بات يعاني وبشكل كبير من غياب الشفافية وعدم الإجابة المقنعة على العديد من الأسئلة الجوهرية.

بالإضافة إلى التساؤلات عن التراكيز الحقيقية لليورانيوم هنالك أسئلة عن الكلفة الاقتصادية الفعلية لبناء المفاعل وذلك مقارنة بالكلفة التي تدفع حاليا في دول أخرى تقوم ببناء مفاعل الجيل الرابع، وهنالك سؤال يتعلق بكميات ومصادر المياه المطلوبة لتبريد المفاعل سواء في التشغيل العادي أو التعامل مع حالات طارئة تحتاج لكميات هائلة من المياه، أو السؤال حول معالجة المخلفات النووية وغيرها من الأسئلة التي لم يتم تقديم إجابات مقنعة عنها.

هنالك معارضة تتنامى بشكل سريع للبرنامج النووي جزء منها نتيجة مواقف بيئية وصحية ترفض الخيار النووي وتأثيره على البيئة والإنسان، وهنالك مواقف معارضة تنطلق من اسس إدارية وفنية وهي لا ترفض الخيار النووي من حيث المبدأ ولكن تشعر بكثير من القلق جراء الأحادية في اتخاذ الرأي وكثرة المعلومات المتناقضة وغياب الشفافية في طريقة إدارة البرنامج النووي علميا وإداريا.

في كافة دول العالم يتم بناء المفاعلات النووية عن طريق استثمار من القطاع الخاص ولا يتم المساس بالأموال العامة بسبب النسبة العالية من المخاطرة في مثل هذه البرامج، ومن الواضح أن البرنامج النووي الأردني بالرغم من كل الصلاحيات الممنوحة له من قبل الدولة في عقد اتفاقيات ثنائية وشروط متساهلة جدا مع الدول الأخرى والشركات المهتمة، لم يستطع أن يبني تحالفا مؤثرا من المشتثمرين القادرين على تمويل بناء المفاعل وتشغيله.

المصاريف العالية التي ترافق هذا البرنامج، وكثرة التغييرات في المعلومات والتصريحات ومصادر التمويل تحتم أن يخرج الملف من الإدارة الضيقة لهيئة الطاقة الذرية ومستوى الرقابة المعدوم حاليا من قبل هيئة تنظيم العمل الإشعاعي وأن يكون للحكومة ومجلس النواب دور أكبر في متابعة التفاصيل وعدم اتخاذ اي قرار إلا بناء على معلومات سليمة وصحيحة ومحايدة خالية من المبالغة والتضليل والتلاعب بالأرقام.

الأردن يحتاج للمزيد من الشفافية والمصداقية بإدارة المشاريع الكبرى وليس رفع منسوب التوقعات لخدمة مصالح سريعة وآنية. جب أن تتم توسعة نطاق الجهات المشرفة على هذا المشروع أو حتى تجميده مؤقتا إلى حين الإجابة على كافة الأسئلة العالقة.

 
شريط الأخبار وفيات الجمعة 19 - 12 - 2025 الاتحاد الأردني لكرة القدم يعلن موعد عودة النشامى إلى عمان الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ الأمن العام: خذوا تحذيراتنا على محمل الجد... الشموسة أداة قتل أجواء باردة في أغلب المناطق.. وتحذيرات من تدني مدى الرؤية الأفقية البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملكة تشكر النشامى.. "أداء مميز طوال البطولة" الملك يشكر النشامى.. "رفعتوا راسنا" «لدورهم في 7 أكتوبر»... تحركات إسرائيلية لإعدام 100 من عناصر «القسام» وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ خطط واجراءات حكومية قادمة من رئاسة الوزراء