تسليط الأضواء مجددا على الموضوع الفلسطيني من زاوية الحث للعودة إلى طاولة المفاوضات بين السلطة في رام الله وحكومة العدو الإسرائيلية تستهدف مجددا جعل قضية الشعب الفلسطيني جسرا لتمرير أجندات سياسية أميركية وإسرائيلية بغطاء استعدادات وهمية لوقف الاستيطان وهو لا يتوقف أبداً إن كان هناك مفاوضات أم لا. وكذلك لما يخصّ مضيعة الوقت والتسلية على المفاوض الفلسطيني وهو يبحث في الحدود والقدس واللاجئين والمياه والمعابر التي يبحث بها منذ أوسلو عام 1992 وما زال.
وهو سيظلّ يبحث بلا نتيجة مقدما للإسرائيلي كل الوقت لشطب فلسطين من فلسطين ونقلها إلى مجرد أصول شعب مشتت في بقاع الدنيا. ولمن لا يدرك، فليعد إلى أدوار كل من عباس وعبد ربه وقريع والطيب وعريقات وغير هؤلاء السدنة الذين يفاوضون, ويتفاوضون ليلا في بيوت الإسرائيليين بحضور زوجاتهم لقصّ شعورهم وأشياء أخرى كما فعلت دليلة في شمشون. ولمن يريد، فليعد إلى ما روته تسيفي ليفني عن مفاوضاتها وكيف أدخلت المعاشرة معها كجزء من البحث ثمنه استمرار البحث وفكرة المعاشرة.
وزير الخارجية الأميركية جون كيري فرغ نفسه لقصة العودة إلى طاولة المفاوضات, بدءا من لقاءات عباس ونتنياهو وصولا إلى البحر الميت وهو يقدم بيريز مجرم مذبحة قانا وسياسة تهشيم عظام الفلسطينيين إلى جانب عباس بطل المفاوضات التي هي خياره الوحيد فقط حتى وإن تعطّلت ألف عام. وكيري هذا يظن بنفسه جبنة للدهن على خبز الإسرائيليين وقفا سلطة رام الله, إذ أنّه يؤمّن للإسرائيلي كل ما يلزم للانتقال إلى ما بعد سوريا بلا خشية من ردود فعل لعباس وفريقه الذي يسجّل الخسارات ويصرّ عل اللعب كأيّ مقامر.
عندما تنطلق جنيف 2 ستنطلق معها جولة مفاوضات عباسية إسرائيلية, ووفق ما سيسفر عنه مؤتمر جنيف سيحدد مستوى نتائجها لتكون في خدمة البرنامج الإسرائيلي لإنهاء دور سوريا في المعادلات السياسية وشطب حزب الله من المعادلة اللبنانية, وفي المجمل سيظلّ ملف المفاوضات مفتوحا طوال الوقت ليظلّ جسرا من أجساد الفلسطينيين يعبر منه الإسرائيلي كلما أراد ذلك.