ﻣﺎ زﻟﻨﺎ ﻧﻀﺤﻚ، ﺟﺮّاء ﺳﻤﺎﻋﻨﺎ ﻷﺧﺒﺎرٍ آﺗﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب، وﻣﻦ اﻟﻐﺮاﺑﺔ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌﻨﺎ ﻟﻼﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ھﺆﻻء اﻟﺒﺸﺮ ﻣﺎ ھﻢ إﻻ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ "اﻟُﺨﻠَْﻊ".. ﺗﻮاطﺄت ﻣﻦ أﺟﻠﮫﻢ ظﺮوف اﻟﺰﻣﻦ واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت واﻟﻤﻮارد ﻓﺎرﺗﻘﻮا وأّﺳﺴﻮا ﺣﻀﺎرات ﻧﻜﺎد ﻻ
ﻧﺮﻗﻰ ﻷن ﻧﺤﻠﻢ ﺣﺘﻰ.. ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﻪ باقلها.
ﻟﺴﺖ ھﻨﺎ ﻷﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ إﻋﺠﺎﺑﻲ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ واﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ واﻟﺘﻔﻮق والهوه اﻟﺘﻲ احدثتها، ﻟﻜﻨﻨﻲ أرى ﻟﺰاﻣﺎً
ﻋﻠّﻲ وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺘﺎﺑﻊ أﺧﺒﺎر اﻟﻐﺮب اﻟﻐﺮﻳﺐ اﻟﻌﺠﯿﺐ، أن ﻳﺴﺄل ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ أي طﯿﻨﺔ أﺗﻰ أوﻟﺌﻚ اﻟﺒﺸﺮ، وﻣﻦ ايها
ﻧﺤﻦ ..!؟
أﻏﺮب ﻣﺎ طﺎﻟﻌﺖ ھﺬا اﻷﺳﺒﻮع ﻣﺒﺎدرة اﻟﻨﺠﻤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ أﻧﺠﯿﻠﯿﻨﺎ ﺟﻮﻟﻲ ﺑﺎﺳﺘﺌﺼﺎل ﺛﺪﻳﮫﺎ ﺗﺤﺴﺒﺎً ﻣﻦ ﻣﺠﺮد اﺣﺘﻤﺎﻟﯿﺔ
إﺻﺎﺑﺘﮫﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﺴﺮطﺎن اﻟﺜﺪي، ﻟﻜﻨﮫﺎ أﻛﺪت أﻳﻀﺎً أﻧﮫﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺪﻓﻊ ﻧﺴﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻠُﻤﺴﺎرﻋﺔ ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ اﻟﻤﺒﻜﺮ واﻟﺘﺤﻘﻖ
ﻣﻦ أي ﺟﯿﻦ وراﺛﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺴﺒﺒﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً..
ﻳﺤﺪث ذﻟﻚ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﻘﻒ ﺑﻠﺪ ﺑﻜﺎﻣﻠﮫﺎ وناسها ومؤسستها وصحافتها اعلامها وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﯿﮫﺎ،
وﻧﺎﺷﻄﯿﮫﺎ ﻹﻗﻨﺎع اﻟﻨﺴﺎء ﺑﺎﻟﻔﺤﺺ اﻟﻤﺒﻜﺮ وﺗﻜﺎد اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻨﮫﻦ.. ﻻ ﺗﻔﻌﻞ، ﺛﻢ ﻳُﻄﻠﻖ رﺟﺎٌء ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻨﺘﯿﺠﺔ
اﻟﻤﺮُﺟﻮة ﻟﻠﺰوج واﻷب واﻷخ ﺑﺄن.."ﺧﻠﯿﮫﺎ ﺗﻔﺤﺺ"، أو "اوﻋﺪﻳﻨﺎ ﺗﻔﺤﺼﻲ"، وﻳﻌﻠﻢ ﻛﺒﯿﺮﻧﺎ وﺻﻐﯿﺮﻧﺎ أن ﺳﺮطﺎن اﻟﺜﺪي
ﻣﺎ ﻳﺰال ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ أﻧﻮاع اﻟﺴﺮطﺎﻧﺎت ﺷﯿﻮﻋﺎً ﻓﻲ اﻷردن.. وﻻ اﻟﺮﺟﺎء وﻻ اﻟﻮﻋﺪ.. ﻳﺄﺗﯿﺎن ﺑﺎﺟﺎﺑﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ رﻏﻢ
اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻟﺠﮫﺪ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ!!
ﺑﺎرﺑﺮا واﻟﺘﺮز ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻣﺸﺮوع دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ، ﺗﻌﻠﻦ أﻧﮫﺎ ﺳﺘﺘﻘﺎﻋﺪ ﺑﻌﺪ ﺧﻤﺴﺔ وﺧﻤﺴﯿﻦ
ﻋﺎﻣﺎً ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺬﻳﻌﺔ وإﻋﻼﻣﯿﺔ اﻟﺘﻘﺖ ﺧﻼﻟﮫﺎ آﻻف اﻟﺰﻋﻤﺎء ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮫﻢ رؤﺳﺎء أﻣﯿﺮﻛﺎ ﻛﻠﮫﻢ ﻣﻨﺬ ﻧﯿﻜﺴﻮن.. اﻟﺨﺒﺮ
ﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﻋﺪ ﺑﺎرﺑﺮا وﻗﺒﻠﮫﺎ اوﺑﺮا وﻳﻤﻔﺮي وﻟﯿﺲ ﺑﻤﻐﺎدرة ﻻري ﻛﯿﻨﺞ وﺗﯿﺪ ﻛﻮﺑﯿﻞ وﻟﻜﻦ ﻓﻲ أن إﻋﻼﻣﯿﺎً ﻣﺤﺘﺮﻓﺎً
ﻗﺎدراً أن ﻳﺒﻘﻰُﻣﺤَﺘﺮﻣﺎً ﻧﺠﻤﺎً ﻧﺰﻳﮫﺎً طﯿﻠﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﻘﻮد وﻧﺼﻒ، ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﺆﺳﺲ ﻟﻌﮫﺪ إﻋﻼﻣﻲ ﻛﺎﻣﻞ وأن ﻳﺨﺪم
ﺑﻠﺪه واﻟﻌﺎﻟﻢ دون أن ﻳﺄﺗﻲ رﺋﯿﺲ (دﻳﺴﻚ) إﻋﻼﻣﻲ أو ﻣﺴﺆول ﻻ ﻳﻔﻘﻪ ﻣﻦ اﻹﻋﻼم اﻻ ﺑﻤﺎ ﻳُﺮﺿﻲ ﻏﺮور ﻣﺪﻳﺤﻪ
اﻟﻌﺎﻟﻲ، أوُﻣﺘﻨﻔﺬ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ إﻻ كلماتها اﻟﻤﺘﻘﺎطﻌﺔ واﻷﺑﺮاج، ﻟﯿﻮﻗﻒ إﻋﻼﻣﯿﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ أو ﻳﺤﺒﻂ
ﻣﺸﺮوﻋﺎً إﻋﻼﻣﯿﺎً، ﻟﻤﺠﺮد أن ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺄت ﻋﻠﻰ ھﻮىُﻋﻄﻮﻓﺘﻪ..!!
"ھﺬه اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ"..أن ﺗﺴﻠﺐ ﻋﻘﻮل اﻟﻨﺎس ﺑﻮﻋﻮد، وان ﺗﺒﯿﻌﮫﻢ أوھﺎم اﻷﻣﺎن واﻻطﻤﺌﻨﺎن ورﺿﺎ اﻟﻨﻔﺲ، ﻟﺘﺴﻠﺐ
ﺗﻤﺜﯿﻠﮫﻢ ﺑﺎﻟﻜﺬب واﻟﻤﻤﺎﻷة واﻟﺮﻳﺎء، وان ﺗﺤﻘﻖ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ واﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺎت ﺑﺄﻗﻞ زﻣﻦ، و"ھﺬه ھﻲ
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ".. وﻓﻲ ﺳﻌﯿﻨﺎ ﻟﻨﯿﻠﮫﺎ اﻛﺘﺸﻔﻨﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺗﺸﺮﺷﻞ "إن أﺳﻮأ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ"، وﻋﺮﻓﻨﺎ
أن طﺮﻳﻘﻨﺎ ﻟﮫﺎُووِﺟﻪ ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ أﻛﺜﺮ ﻣﺄﺳﺎوﻳﺔ ﻣﻦ أﻧﻈﻤﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪاد، ھﻲ اﻟﺠﮫﻞ وﻏﯿﺎب اﻟﻘﯿﻤﺔ واﻟﻤﻀﻤﻮن ﻟﺼﺎﻟﺢ
اﻟﺸﻜﻞ وﺧﻄﺎب اﻟﻐﻮﻏﺎء واﻟﺸﺘﺎﺋﻢ اﻟﺘﻲ اﻋﺘﻘﺪﻧﺎ أﻧﮫﺎ ﺗﺮﻓﻊ ﺳﻘﻔﺎ.. ﻓﯿﻤﺎ ھﻲ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ رﻓﻊ ﺷﻲء إﻻ ﺻﺨﺒﮫﺎ..!!
ﻧﺤﻦ ﻓﻲ "ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻌﯿﺶ ﺣﺮﺑﺎً ﻣﻊ ﺗﺎرﻳﺨﮫﺎ" وﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮫﺔ ﻣﻊ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺣﺎﺿﺮھﺎ اﻟﻤﺆﻟﻢ، ﺑﻌﺪ أن اﻋﺘﻘﺪﻧﺎ أﻧﻨﺎ أذھﻠﻨﺎ
اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺪرك أﻧﻨﺎ..ﺧﺬﻟﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ..ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻧﻔﻌﻞ، أن ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﻮﺳﻤﺎً آﺧﺮ ﻟﻠﯿﺎﻓﻄﺎت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ ﻟﻌﮫﺪ
دﻳﻤﻘﺮاطﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺰﻳﺪﻧﺎ ﺧﺬﻻﻧﺎً ورﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮت، ﻟﻜﻨّﻪ ﻧﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﻧﯿﻠﻪ أﻳﻀﺎً ﺑﻜﺮاﻣﺔ!!