بعد حزب الله اللبناني، يستدعي نظام الأسد العلويين العرب في الاسكندرون، ليزعزع أمن البلدين الجارين مصداقاً لتهديده بتفجير المنطقة، إذا كسبت ثورة الشعب السوري، فقد لا يعرف الكثيرون أن عرب الاسكندرون هم علويون، وكانت الأنظمة السورية على تعاقبها تعدهم «بتحرير اللواء السليب»، وحين وجد النظام في دمشق أن مصالحه «الاستراتيجية» تفرض عليه «التحالف الاستراتيجي» مع تركيا أردوغان، تنازل أمين عام حزب البعث، وكافل تحرير الوطن عن الاسكندرون، وقبل عقد اجتماعات قمة في «هاتاي» وهو الاسم التركي للاسكندرون، الأمر الذي دفع ستة ملايين علوي في تركيا إلى تنظيم أنفسهم في حركة معارضة يسميها الرئيس أردوغان بحركة المستعجلين!!.
لقد كان من الممكن للأسد أن يخلق من شيعة العراق حزباً إلهياً آخر، لولا عقلاء عراقيون على رأسهم التيار الصدري، ولولا حجز العراق الغربي السني لأيّ تواصل، ومع أن حكومة المالكي لا تخفي اصطفافها إلى جانب نظام دمشق، وقد كانت قبل أشهر قليلة تتهمه بأنه مصدر الإرهاب الذي يهز استقرار العراق، فإن حكومة المالكي لا تجد نفسها قادرة على الخروج من التزاماتها مع السنة ومع الكرد.. ومع التيار الصدري والعشائر العربية التي يتوزع مذهبها بين الشيعة والسنة في الجنوب الأوسط!!.
معركة الأسد، وهي معركته وحده، لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح وحدة الوطن في لبنان، ولا مصالح الاستقرار في جاره الشمالي. وإذا كنا نعرف أن الانتداب الفرنسي منح الأتراك إقليم الاسكندرون عام 1938 لاسترضائهم حتى لا يدخلوا حلف المحور الألماني، فإننا نعرف أيضاً أن الإنجليز منحوا إمارة المحمّرة العربية المعروفة بعربستان لشاه إيران حتى لا ينضم هو الآخر إلى حلف المحور الألماني!!.
لكن مصالح النظام تبيع «لواء الاسكندرون السليب» لتجد حضناً دافئاً في تركيا، ولا تفتح فمها في اغتصاب امارة المحمرة، لأن مصالح النظام مع ايران كانت دائماً اقوى من عروبة اربعة ملايين عربي في الاهواز!!.
كثيرون من اخواننا في النقاشات النظرية يعتقدون ان نظام الاسد هو «نظام ذكي» يعرف كيف يتعامل مع جيرانه ومع العالم لكن احداً لا يمكن ان يقبل تهمة الذكاء هذه في علاقة النظام بالسوريين ومصالحهم ومستقبلهم. فهذا نظام قائم على حكم الفرد، ومصالح العائلة ومن غير المعقول ان يبقى هذا الفرد يحكم الشعب بالسوط، والارهاب، والعنف على اعتبار انها علاقة محكومة بالثوابت الديكتاتورية التي تأخذ طابع «سوريا الاسد» «وقائدنا الى الابد»، فهل حسب «النظام الذكي» حسابات حلفائه في لبنان، وماذا سينتهي اليه حزب طائفي مسلّح يخرج على وحدة الشعب اللبناني ودستوره وتوافق طوائفه ومذاهبه؟؟ وهل حسب «النظام الذكي» حسبة خواتيم علاقة الدولة التركية بالطائفة العلوية في الاسكندرون.. بعد فض السامر؟!!
يقول «المحلل السياسي» من الشام كلاماً لا يستحي منه: بشار او لا شيء ولا سوريا؟!
الرأي