القائد الحقيقي هو القائد الذي ينحاز دائما لرغبات شعبه، ويستطيع قراءة هذه الرغبات دائما، وهذا ما فعله جلالة الملك أمس الأول عندما التقى بالنواب وتحدث اليهم بصراحة وأنهى مسألة التوزير التي كانت مثار نقاشات متواصلة بين المواطنين.
لقد حسم جلالة الملك موضوع التوزير بشكل حاسم؛ فالنائب يجب أن يبقى نائبا يعمل من تحت قبة البرلمان في مجال التشريع والرقابة ويجب أن يكون هناك فصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية بأن تقوم كل سلطة بالمهام التي حددها الدستور لكل سلطة.
لم يكن الجمهور الأردني راضيا عن قصة توزير النواب وكان يعتبر ذلك لو تم عبارة عن مكتسب من المكتسبات التي يبحث عنها بعض السادة النواب وكانت مسألة التوزير تسيء كثيرا للسادة النواب ولصورة مجلسهم لأن هناك اعتقادا جازما لدى المواطنين بأن النائب يجب أن يبقى نائبا، و ألا يشغل أي منصب وزاري إلا إذا كان ذلك من خلال الأحزاب وهذه الأحزاب غير موجودة بشكل فعلي أو قادر على تشكيل الحكومة.
لقد دعا جلالة الملك النواب إلى تفعيل كتلهم الانتخابية، وتحويلها إلى أحزاب من أجل إثراء الحياة السياسية في الأردن، ونحن نتمنى على السادة النواب أن يلبوا دعوة جلالة الملك هذه وأن يبدؤوا العمل لتأسيس أحزاب سياسية من خلال كتلهم البرلمانية.
حسم مسألة توزير النواب من قبل جلالة الملك سيكون له بالتأكيد تبعات داخل مجلس النواب فبعض السادة النواب الذين منحوا الثقة لحكومة الدكتور عبدالله النسور طمعا في الوصول إلى المنصب الوزاري سيصابون بالإحباط وقد يكونون عرضة للنقد من قبل زملائهم الذين لم يمنحوا الثقة، وهذا قد يؤدي إلى نوع من الاحتكاك بين هؤلاء النواب لكننا نتمنى أن يكون ذلك ضمن الأطر المعروفة وألا يتعدى ما هو متعارف عليه من خلال هذه الأطر.
الدكتور عبدالله النسور شكل حكومته الحالية بشكل ضيق لأنه كان سيجري عليها تعديلا يدخل بموجبه عددا من النواب في الحكومة الجديدة، لكن الآن وبعد أن انتهت قصة توزير النواب فإن التعديل المرتقب لن يشمل النواب وهذا ما يجعل بعض النواب يستفزون ويحاولون طرح الثقة بالحكومة المعدلة.
الحكم في النهاية سيكون للناس وهذا الحكم لن يرحم أحدا ولنا تجارب في بعض المجالس النيابية السابقة نرجو من السادة النواب أن يستفيدوا منها.