كنتُ أُسمّيه» الصندوق الأسود» أو «ذاكرة العمارة»، لكونه يعرف كل صغيرة وكبيرة فيها.
هكذا يلعب «حارس العمارة» دور «البطل» في مغامرات» السكّان» و»أفلام الآكشن» التي تجري أحداثها في البيوت والشقق، ويقوم بأداء الأدوار الأزواج والزوجات والأبناء، والجيران.
طبعا، هذه الصفات تحمل المعنييْن النقيضيْن (الايجابي والسلبي).
فقد يتحول «حارس العمارة» الى»كائن طيب ولطيف ومحترم وخدوم» كما في عمارتنا، وقد يكون كائنا «مبتزّا» و»انتهازيّا» وكما يقول صديقي رسمي محاسنة»شخصا كريها»، يتدخّل في خصوصيات السكّان ولا يحفظ أسرارهم، بل وكما حدث مؤخرا في إحدى «العمارات» الى «شخص غير مرغوب فيه»، بعد أن «خان العِشرة» و»عضّ اليد التي امتدت إليه»، وتدخّل في علاقة الأزواج، وأسهم في «حرائق عائلية»، وبعد ان تم اكتشافه» نال جزاءه» بالطرد ودونما رأفة.
هذه نصف المشكلة..
أما النصف الآخر، فهو يخص بعض السيدات والزوجات والأزواج الذين «يأتمنون» على «أسرارهم» هذا الشخص»الغريب» عن حياتهم، ولا أقصد»غريب الدار».. فكلنا إخوة في الأرض.
هؤلاء، عليهن الاّ يتمادين في «البوح» بتفاصيل خلافاتهم مع أزواجهن، أو « حمواتهن»، بحجّة أن هذا « الكائن محايد»، وليس له مصلحة مع هذا الطرف أو ذاك.
لا بد من مسافة فاصلة بين»متاعب الزوجين» وبين»حارس العمارة» أو « الطرف الثالث».كي لا يتحول الرجل الى»سِنِمّار» جديد، يمكن ان يسعى الى مصالحه المادية، ويضعف أمام» الطرف الذي يدفع اكثر»، وينقل» أسرار الزوجين وخلافاتهما الى الآخرين»، ويكشف» الطوابق المخفيّة».
لا تقولوا إن الموضوع»تافه»،ولكم ان تنظروا الى كمّ عمارة وكم عدد سكانها وكم حارس يعرف أسرار الناس فيها.
مرة ثانية، ليس «كل الحُرّاس»، بل فئة قليلة منهم، وهنا أضع اللوم على الأزواج انفسهم. فإذا خدعك أحدهم مرة، فإنه ذنبه، ولكن إذا خدعك مرتين، فأنت السبب»!!.
حراسة العمارات، أصبحت»ظاهرة» و»مهنة» في أيامنا حيث انتشرت الشقق والعمارات ومشاريع الإسكان. والعيب ليس في ذلك، بل في السلوك الانساني الذي عادة ما يحمل نقيضه.
أيها السكّان.. إنتبهوا.
أغلقوا الأبواب على خلافاتكم، وتعاملوا مع «حارس العمارة» باحترام،ولا تتركوا مجالا للتدخل فيما بينكم. حتى لا يتحول «الحارس» الى « جاسوس» للعمارة!!
انا عملت اللي عليّ!.