فإن كان ميسي لا يمكن التفوق عليه، فإنييستا لا يمكن معادلته. الأرجنتيني هو نقطة الإنطلاق، اللمسة الجمالية، الهداف، اللاعب الذي يطلب الكرة دائما، الذي لا يختفي أبدا والذي يسعى للصالح العام. إلى جواره، هناك الكثير من زملائه على نفس المستوى، لكن أحدهم يعبر أفضل من سواه عن روح الفريق: إنييستا.
قدم اللاعب الإسباني مرة أخرى مباراة رائعة منحته إجماعا على الإشادة به من المنتديات والمواقع الكروية، حيث تساءل الكثيرون عن كيفية ألا تحصل كل هذه الإمكانيات على جائزة الكرة الذهبية، حتى ولو كان نجم الوسط قد حصل على جائزة أفضل لاعب في أوروبا العام الماضي.
لكن في ساعة الحقيقة، عاد ميسي إلى حصد أكثر الأصوات في حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وكان على إنييستا أن يبتعد كي يحصل زميله على جائزة أفضل لاعب على وجه الأرض للعام الرابع على التوالي.
في برشلونة، على مستوى الفريق أو الجماهير أو العائلة الكتالونية بأسرها، لا توجد أي شكوك حول مكانة كل فرد في الفريق، ولا يزال ميسي هو الأكثر تفضيلا بإجماع شبه كامل، ولو أن البعض يمنحون هذه المكانة أيضا لتشافي وإنييستا، سيكون من الصعب على أي منهما أن يحولها إلى صورة أهم جوائز الكرة في العالم، طالما يواصل الأرجنتيني التألق كما يفعل.
من النادر أن يشاهد إنييستا وهو يقدم أداء متدنيا، بل إن الطبيعي بات أن يقدم اللاعب أداء متألقا كما فعل الأحد الماضي في الفوز بملعب "كامب نو" على خيتافي 6-1 ، من المنتظر أن يتم نسيانه -كالعادة- عندما يقدم قريبا عرضا آخر مماثلا أو أفضل منه.
فرغم كثرة المباريات الرائعة لإنييستا، إلى جانب كوكبة النجوم الموجودة في برشلونة لا تبقى العروض المتميزة التي يقدمها اللاعب في الذاكرة أكثر من الوقت الذي تحدث فيه.
ومع شخصيته المتحفظة، وإدراكه للدور الذي يلعبه ويؤديه في برشلونة، لا يزال اللاعب الذي وصل إلى "لاماسيا" مصنع النجوم الكتالونيين طفلا في الثانية عشرة عام 1996 ، معينا لا ينضب من الأحاسيس التي لا تنسى لدى جماهيره، التي تعشقه بجنون وتأمل أن تقوم إدارة النادي قريبا بالتجديد له، حيث ينتهي تعاقده الحالي في 30 يونيو 2015.
وبعد التجديد لكل من ميسي وبويول وتشافي، قائدي الفريق، على الإدارة أن تيمم وجهها شطر إنييستا الآن، بعد فشل التوصل لاتفاق مع الحارس فيكتور فالديس، وهما القائدان الآخران.
وبمرور الوقت سيكون على إنييستا، أحد رموز الفريق الحالي لبرشلونة، أن يتسلم جانبا من الدور الذي سيتركه بويول وتشابي، لكونهما الأكبر سنا، كي يتحول إلى المالك الأوحد لوسط الملعب، المنطقة التي كانت تبدو محرمة عليه عندما استهل مشواره، لأن قلة من المدربين كانت قادرة على الدفع به هناك، حيث كانوا يرون في قدراته الكبيرة سببا في الاستفادة منه على الجانبين أو في مركز الجناح.
واستوعب النجم الإسباني كل الدروس، حتى أصبحت كرته وقدراته قادرة على هضم أي تعليمات خططية مهما كانت طبيعتها. وفي وسط الملعب، حيث يظهر إنييستا في صورته الأفضل، يمكن لكرته أن تبلغ مداها مثلما حدث الأحد أمام خيتافي، وحيث ظل الكلام مستمرا ولو لنهاية تلك المباراة فحسب.