قبل أكثر من عامين، بدأت شركة جت للنقل السياحي بدق باب تحصين العمالة الاردنية وإعادة الاعتبار لتشغيلها، بعد قضمها لاكثر من عقدين، اليوم وصلت شركة «جت» الى درجة «الصفر» في استقدام العمال الوافدين، ووصل عمالها الاردنيون الى أفضل ظروف العمل اللائق مما كان عليه قبل أعوام طويلة، ومقارنة بقطاعات خدماتية وسياحية أخرى.
هذا الوضع ليس مستغربا لادارة شركة نقل سياحي، تصارع لتحسين أوضاع عمالها، وتوفير أكثر من 40 فرصة عمل سنويا، ورغم ما عاناه قطاع النقل السياحي نتيجة الازمة الاقتصادية العالمية والظروف الاقليمية التي تحيط بالاردن الا أن الشركة لم تتخذ أي قرار لاعادة هيكلتها أو تسريح عمالها نتيجة للازمات المالية، فحافظت على سياسة عادلة بحق عمالها.
هذا الحال ليس مستغربا عن شركة تفتح أبوابها للحوار الاجتماعي مع شركاء الانتاج «العمال والحكومة» للتشاور مع مطالب عمالها وتحسين ظروفهم المعيشية وتحفيزهم على الانتاج، فكان راتب الرابع عشر تحفيزا إضافيا أقرته الشركة لعمالها لتحسين ظروفهم المعيشية، وينسجم أيضا مع ايمان إدارة الشركة بان العمال هم شركاء رئيسيون في العملية الانتاجية ومفتاح نجاحها وإخفاقها، وأن مصالح الشركة لا يعكسها طرف واحد.
يتأمن هذا الوضع في ظل بيئة في القطاع الخاص حاضنة لتشغيل الاردنيين وتوفير فرص عمل أبدية لهم، فالشركة يعمل بها نحو 540 عاملا جميعهم أردنيون، ويعملون في مهن السواقة و»الميكانيك» و»الحجوزات والادارة والضيافة» للذكور والاناث.
على أي حال، فان إدارة الشركة وبطبيعة عملها الشفاف والواضح، أوصلت معدل الاجور لموظفيها الى 400 دينار شهريا، ورفعت من مؤشر الحوافز والامتيازات السنوية التي تقدمها لعمالها، وحصنتهم بامان أجتماعي ووظيفي من تأمين صحي وضمان أجتماعي ومنح دراسية لابناء العمال وتحصينات اجتماعية أخرى، نابعة من عقلية في القطاع الخاص تتبع سياسة ممنهجة - كما أضحى واضحا -لتحمل مسؤولياتها الاجتماعية وتوفير فرص عمل للاردنيين وتشغيلهم، ولتكون نموذجا قدوة في القطاع الخاص.
تلك السياسة هي تحديدا ما منحت شركة «جت» العديد من الجوائز وشهادات التقدير المحلية والاقليمية والدولية من منظمات تعنى في الشأن العمالي والحماية الاجتماعية، وكانت بذلك في مصاف الشركات الخاصة الاولى التي يشار اليها في تقارير دولية وإقليمية في مجالي العمل والعمال والحماية والحوار الاجتماعي.
في مبادرة تشغيل وتدريب الاردنيين «كلنا شركاء» التي يتقاطع بها طموح الحكومة لتشغيل نحو 18 الف عامل أردني، بناء على ما أعلنه وزير العمل الدكتور نضال القطامين في حفل اطلاق المبادرة الذي أقيم قبل أسبوعين تحت الرعاية الملكية السامية، مع احتياجات سوق العمل المحلي لأيد عاملة مؤهلة وماهرة ومدربة،كانت «جت» حاضرة بقوة وسباقة لانجاح المبادرة.
مدير عام شركة «جت» مالك حداد يرى أن سياسة الشركة ومقاييسها للتطابق لحد المماثلة مع أفكار وبرامج وخطط مبادرة تشغيل الاردنيين «كلنا شركاء»، ويؤكد على أن تشغيل الاردنيين هو أولوية قصوى تسعى الشركة الى تحقيقها، ويبرهن حداد بتجربة «جت» على أن العمالة الاردنية أثبتت كفاءة ونجاحا وقدرة هائلة على العمل والانتاج والابداع والتتكييف والتطور مع كل ما يحيط بها، ويشير الى أن الحاجة باتت ملحة للوصول الى احلال حقيقي للعمالة الاردنية في سوق العمل المحلي.