أكد شيوخ عشائر عراقية معتصمون بالأنبار أنهم تجاوزوا جميع خلافاتهم وأصبح همهم الأوحد هو إنجاح الاعتصام، وتحقيق المطالب التي توحدوا من أجلها، معتبرين وحدة المصير وخدمة مصلحة العراق هدفهم الأسمى.
ويقدم هؤلاء الشيوخ دعما نفسيا كبيرا للمعتصمين الموجودين داخل ساحة الاعتصام خاصة عند ظهورهم متكاتفين ومتعاضدين، بعد أن كانوا على خلاف قبل انطلاق الاعتصامات في مدن مختلفة من العراق خاصة الرمادي.
ويرجع بعض المعتصمين مسألة تجاوز الخلافات العشائرية إلى الاعتصامات، واصفين إياها بالبوتقة التي صهرت الجميع داخلها فأصبحوا كيانا واحدا.
ويصف شيخ عشيرة الملاحمة الشيخ وعد حكمت الطلال شيوخ العشائر بـ"صمام الأمان"، مؤكدا أنهم السبب المباشر في جعل الاعتصامات سلمية بامتياز.
وقال الطلال في تصريح للجزيرة نت "نعم تحصل خلافات بين شيوخ العشائر وهذا أمر لا خلاف فيه وهي خلافات اجتماعية، لكن جميع هذه الخلافات ذابت كالجليد عندما انطلق الشعب في اعتصامات من أجل هدف أسمى هو العراق".
تكاتف كبير
وأضاف "من أجل وحدة المصير هناك اليوم تكاتف كبير بين شيوخ العشائر؛ إذ إن دورهم مهم ومتميز في هذه المرحلة وبالتالي فإنهم صمام الأمان في ساحات الاعتصام، خاصة وأن لشيخ العشيرة أتباعا من أبناء عشيرته، والمطلوب اليوم هو وقوف جميع أبناء العشائر كرجل واحد لأننا أمام مصير واحد".
وأشار الطلال إلى أن الانضباط الحاصل في ساحات الاعتصام سببه شيوخ العشائر، فمنذ انطلاق الاعتصامات وحتى اليوم لم نشهد أي حالة خلاف واحدة بينهم باستثناء اختلاف في وجهات النظر، وهذه لا تفسد للود قضية، بحسب تعبيره.
من جانبه أكد شيخ عشيرة آل جميلة رافع مشحن الجميلي أن "شيوخ العشائر هم رجال الحل والعقد بين الناس، وإذا ما نشب فيما بينهم خلاف فإنهم يعلمون مقدار حجمه ومدى تأثيره على الآخرين، لذلك هم أول من يدفع في اتجاه تجاوز الخلافات بسبب قضية أهم وأكبر هي قضية العراق".
وأضاف الجميلي "نحن جميعا نضحي من أجل العراق.. وأنا أؤكد أن أي خلاف لا يوجد في الوقت الحاضر، بل جميعنا الآن قلب واحد ويد واحدة".
صاحبة المبادرة
أما عضو اللجان الشعبية في اعتصام الفلوجة مؤيد الدليمي فقال للجزيرة نت "بالنظر لطبيعة العلاقات الاجتماعية وطبيعة العشائر تحدث خلافات عشائرية واجتماعية، فأحيانا تجد هناك أكثر من شيخ واحد لعشيرة معينة، وبذلك يصبح الخلاف أمرا واقعا بين بعض الشيوخ"، موضحا أن العشائر هي صاحبة المبادرة في الاعتصامات والاحتجاجات التي تعمّ المدن العراقية.
وأضاف "تنافس شيوخ العشائر أيضا على دعم الاعتصامات وإنجاحها، وما أقصده هو تنافس بمكارم الأخلاق وتنافس على قيم الشرف والشجاعة لذلك انضمت باقي العشائر لما يحتمه عليها العرف العشائري والقيم الأخلاقية والوطنية".
أما المعتصمون فقد أكدوا أهمية الدعم العشائري في إنجاح حراكهم، وقال شريف حسام -وهو أحد المعتصمين- "عندما نرى شيوخ عشائرنا يوجدون داخل ساحة الاعتصام طوال اليوم، ويقفون مع بعضهم بعضا متكاتفين، خاصة من كانت بينهم خلافات سابقة، نتأكد من أننا لن نذل".
وأضاف "تآخي شيوخ العشائر يعطينا دعما معنويا كبيرا؛ لأن وحدتهم تعني وحدة جميع العشائر ووجودهم بيننا يزيد من عزيمتنا وقوتنا".
اعتصامات العراق تذيب خلافات العشائر
أخبار البلد -