أخبار البلد
شكل فوز النائب الدكتورة مريم اللوزي، حالة لافتة للانتباه في الساحة السياسية والإعلامية، بعيد حصولها على مقعد في المجلس النيابي السابع عشر عن الدائرة الخامسة في الجبيهة بعمان، وسط تنافس عشائري وسياسي قوي.
وفي لقاء مع النائب اللوزي، في منزلها، الذي احتشدت جدرانه بصورها خلال مناسبات عامة، أكدت أن نيلها هذا الفوز، مرده ايمان من صوتوا لها بمسيرتها في الحقلين التربوي والاجتماعي.
وقالت عن تجربتها في الترشح للانتخابات انها "صعبة جدا؛ لكنني كنت مصرة على وصول النهاية، ووضعت هدفا لدخول البرلمان، ليس فقط عن طريق الكوتا، وإنما بواسطة تنافسي مع الرجل، بناء على تاريخي وتجربتي".
ولفتت الى ان الصعوبة كمنت في حالة التنافس التي شهدتها دائرتها، وترشح فيها نواب سابقون، الى جانب مرشحين تدعمهم عشائرهم.
وأشارت الى ان انتقالها من العمل التربوي الى البرلمان "لم يأت اعتمادا على الدعاية الانتخابية، وإنما جاء من أشخاص رأوا أنني أمثلهم".
أما التحديات التي واجهتها أثناء العملية الانتخابية قبل الذهاب الى صناديق الاقتراع فقالت انها جابهت "حملات مقصودة هدفت الى تثبيط عزيمتها والتشكيك في مصداقيتها".
بيد انها ترى ان تلك الحملات المثبطة، منحتها قوة وإصرارا على المضي قدما في مهمتها، بدون الالتفات إلى الخلف.
وأشارت الى أن "هناك أشخاصا حاولوا الاستهانة بترشحي، لأني امرأة؛ اعتقادا منهم بأن النساء غير قادرات على تقديم شيء للوطن، لكن وجودي تحت قبة البرلمان سيثبت عكس ذلك".
ووجهت اللوزي رسالة للمرأة قالت فيها "تستطيعين أن تتنافسي بكل سهولة مع الرجل، فالمواطن أصبح يختار على أساس الأفضل، ولا تخافي في طرح طموحاتك على الملأ".
وأضافت اللوزي أنه "وأثناء الحملات الانتخابية؛ لم أبذل جهدا مضاعفا للترويج لبرنامجي عبر الدعايات، ولم أقم مقرا انتخابيا، وإنما كنت أعقد اجتماعاتي مع المواطنين وأحاول الوصول إليهم بالإقناع وليس استنادا على صلة القرابة".
وقالت أن "كثيرين انتخبوني، سواء من الرجال او النساء، ولم تلتق بهم يوما، لكنهم عرفوا سيرتي التي تركت أثرا على الساحة التربوية".
وأكدت أن غالبيبة المقترعين احتكموا خلال التصويت إلى ضميرهم، وان "حالة من الوعي ظهرت خلال التصويت، عكست تغيرا في التقاليد الانتخابية، التي ترتكز على العشائرية وصلة القرابة والمصالح".
وأكدت انها منذ اطلاق حملتها الانتخابية، وضعت نصب عينيها ان ترشحها هو على أساس الدائرة الخامسة في عمان بكافة أطيافها، وليس على أي اساس آخر، عشائري او سواه.
وعن برنامجها الذي تنوي تنفيذه في البرلمان، وما وعدت به ناخبيها، قالت انه "يرتكز على تعزيز الديمقراطية، وتعديل جملة قوانين، أبرزها قانون الصوت الواحد وتحقيق الدولة المدنية".
وشددت على انها ستركز على "استقلالية القضاء وتحسين منظومة التربية والتعليم التي تحتاج إلى إصلاح وإعادة بناء، بوضع خطة للمعلم والطالب والمناهج، لتواكب القرن الواحد والعشرين".
وقالت "لا ننسى المرأة وضرورة دعمها قانونيا ودستوريا، خصوصا وأن الفترة الراهنة تشهد حالة اقصاء بحق المرأة، وتزايد العنف ضدها".
وعما تخطط له خلال عملها في البرلمان، كشفت اللوزي عن رغبتها بالانضمام الى لجنتي: التربية والتعليم والخدمات على أغلب تقدير، الى جانب بعض اللجان التي تناسب توجهاتها
وفيما يتعلق برأيها في المجلس النيابي الجديد واختلافه عن السباق، قالت "سينقل هذا المجلس هم المواطن، لا سيما وأنه دخلته وجوه شعبية جديدة، لمسوا معاناة المواطن ولم يأتوا من أبراج عاجية".
وأبدت اللوزي تفاؤلها بالمجلس الجديد، وقالت إن "المقعد النيابي لن يغير توجهاتي وهدفي من اجل إنصاف المواطن وتحقيق حياة كريمة له، ولن أخذل ثقته بي مهما كانت المغريات".