قالت إيران يوم الإثنين إنها أطلقت قردا حيا إلى الفضاء ساعية الى عرض ما حققته من تقدم في أنظمة الصواريخ أثار قلق الغرب لإمكان استخدام التكنولوجيا نفسها في إطلاق رأس نووية.
وأعلنت وزارة الدفاع إطلاق الصاروخ في الوقت الذي سعت فيه القوى العالمية إلى الاتفاق مع إيران على موعد ومكان لاستئناف المحادثات الرامية لحل الخلاف بشأن برنامجها النووي قبل أن يتحول إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وفشلت الجهود الرامية للاتفاق على موعد ومكان للاجتماع الجديد بشكل متكرر وتخشى القوى العالمية أن تستغل إيران الفراغ الدبلوماسي لاتقان وسائل صنع الأسلحة النووية.
وتنفي إيران انها تسعى لاكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية وتقول إن هدف جهودها لتخصيب اليورانيوم يقتصر على توليد الكهرباء كي يتسنى لها تصدير مزيد من النفط والغاز.
وقال متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إن القوى الست اقترحت إجراء محادثات جديدة في فبراير شباط وذلك بعد ساعات من دعوة روسيا جميع الأطراف المعنية إلى "الكف عن التصرف كالأطفال" والالتزام بعقد اجتماع.
ونفت إيران في وقت سابق يوم الاثنين تقارير إعلامية أفادت بوقوع انفجار كبير في إحدى محطات تخصيب اليورانيوم تحت الأرض ووصفتها بأنها "دعاية غربية" تهدف إلى التأثير على المباحثات النووية.
وقالت وزارة الدفاع في بيان نقلته وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الرسمية إن إطلاق القرد إلى الفضاء تزامن "مع أيام" ذكرى المولد النبوي التي حلت الأسبوع الماضي ولكنها لم تحدد أي تاريخ.
وقال البيان إن إطلاق الصاروخ "خطوة عملاقة أخرى" في مجال تكنولوجيا الفضاء والأبحاث البيولوجية "التي تحتكرها بضع دول".
وصور القرد الصغير الرمادي اللون مثبتا بمقعد مبطن وهو يوضع في الصاروخ كاوشكر الذي أطلق عليه "بيشكام" أي الرائد وقال الإعلام الرسمي إنه وصل إلى ارتفاع يتجاوز 120 كيلومترا.
وقال وزير الدفاع أحمد وحيدي لوكالة أنباء فارس شبه الرسمية "عادت هذه الحمولة بسلام إلى الأرض بالسرعة المتوقعة بما في ذلك الكائن الحي."
وأضاف "إطلاق كاوشكر واستعادته هي أول خطوة باتجاه إرسال بشر إلى الفضاء في المرحلة التالية."
ولم يرد تأكيد من مصدر مستقل لعملية الإطلاق.
ويشعر الغرب بالقلق لأن تكنولوجيا الصواريخ الطويلة المدى المتعددة المراحل التي استحدمت في وضع أقمار صناعية إيرانية في مدارات يمكن أن تستخدم في إطلاق رؤوس حربية نووية نحو أهداف محددة.
وقال برونو جروسل من مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في فرنسا إنه إذا صح تقرير إرسال القرد إلى الفضاء فهو يشير إلى إنجاز هندسي إيراني "مهم الى حد بعيد".
وأضاف "إذا كنت تستطيع إظهار قدرتك على حماية مركبة من هذا النوع من تأثير دخول المجال الجوي ثانية فسيمكنك على الارجح حماية رأس حربي عسكري وجعله بتحمل درجات الحرارة والضغوط العالية عند العودة الى المجال الجوي."
وأضاف جروسل أن إرسال القرد من شأنه أن يماثل إرسال قمر صناعي يزن نحو ألفي كيلوجرام. ومن شأن النجاح في ذلك أن يعني القدرة على نشر صاروخ أرض أرض يبلغ مداه بضعة آلاف من الكيلومترات.
غير ان مايكل إليمان خبير الصواريخ في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قال إن إيران لم تظهر "أي قدرة عسكرية أو استراتيجية جديدة" بهذا الإطلاق.
وأضاف "برغم فلدى إيران برنامج طموح لاستكشاف الفضاء يتضمن هدف إرسال إنسان إلى الفضاء في الأعوام الخمسة المقبلة أو ما يقرب من ذلك وكبسولة مدارية مأهولة بحلول نهاية العقد. وإنجاز اليوم خطوة باتجاه تحقيق هذا الهدف حتى لو كان خطوة صغيرة."
وكانت ايران أعلنت في عام 2011 عن خطط لإرسال قرد إلى الفضاء ولكن ترددت أنباء تفيد بفشل هذه المحاولة.
وقال متحدث باسم مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون إن القوى العالمية اقترحت على ايران عقد اجتماع في فبراير شباط بعد أن رفضت اقتراحا بعقده في نهاية يناير كانون الثاني.
وقال المتحدث مايكل مان للصحفيين "لم تقبل ابران عرضنا الذهاب إلى اسطنبول في 28 و29 يناير ولذلك عرضنا مواعيد جديدة في فبراير. نحن نعرض مواعيد مقترحة منذ ديسمبر ونشعر بخيبة الأمل لأن الإيرانيين لم يوافقوا حتى الآن."
وقال إن المفاوضين الايرانيين وضعوا شروطا جديدة لاستئناف المفاوضات لكن قوى الاتحاد الاوروبي تخشى أن يكون ذلك مماطلة. وكانت آخر جولة من جولات المحادثات التي باءت بالفشل أجريت في يونيو حزيران.
وينفي المسؤولون الإيرانيون مسؤوليتهم عن التأخير ويقولون إن الدول الغربية هي المسؤولة لانتظارها إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني وهو ما أدى إلى ضياع فرص لعقد الاجتماع.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية عن وزير الخارجية علي أكبر صالحي قوله "قلنا دائما إننا مستعدون للتفاوض حتى التوصل إلى نتيجة ولم نقطع المناقشات قط."
واقترح صالحي إجراء الجولة التالية من المحادثات في القاهرة غير أن القوى العالمية أرادت مكانا آخر. وأشار أيضا إلى أن السويد وقازاخستان وسويسرا عرضت استضافة المحادثات.
وفي موسكو قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي "نحن مستعدون للاجتماع في أي مكان وفي أقرب وقت ممكن... ونحن نعتقد أن جوهر محادثاتنا أهم بكثير (من مكان إجرائها) ونأمل في أن يغلب صوت العقل ونكف عن التصرف كالأطفال."
ولم يتسن لرويترز التحقق من تقارير تتردد منذ يوم الجمعة عن قوع انفجار في منشأة فوردو المقامة تحت الأرض بالقرب من مدينة قم قالت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية إنه سبب أضرارا بالغة.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية سعيد شمس الدين بار برودي قوله في ساعة متأخرة أمس الأحد "الأنباء الكاذبة عن وقوع انفجار في فوردو دعاية غربية قبل المفاوضات النووية للتأثير عليها وعلى نتيجتها."
وبدأت منشأة فوردو في أواخر عام 2011 إنتاج اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء 20 بالمئة بينما تحتاج محطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية عادة الى درجة 3.5 في المئة.
وبينما تظل نسبة التخصيب الاعلى أقل بكثير من مستوى 90 بالمئة المطلوب لصنع قنبلة نووية يقول خبراء الانتشار النووي إن الوصول الى حد العشرين في المئة يمثل معظم الوقت والجهد اللازمين للحصول على اليورانيوم بنسبة النقاء اللازمة لصنع الأسلحة إذا كان ذلك هدف إيران.
وتقول طهران إن تخصيبها لليورانيوم عند مستوى عال يهدف إلى إنتاج وقود لمفاعل مخصص للأبحاث ينتج نظائر مشعة تستخدم في الرعاية الطبية.
وقال دبلوماسيون في فيينا حيث يوجد مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين إنهم ليس لديهم علم بأي حادث في فوردو لكنهم يتحرون بشأن التقارير.
وقال دبلوماسي بارز في فيينا لرويترز "سمعت ورأيت تقارير مختلفة ولكن لا أستطيع التحقق من صحتها."
ولم يكن لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تجري عمليات تفتيش منتظمة للمواقع النووية الإيرانية المعلنة بما فيها فوردو تعليق على الموضوع(رويتر).