أخبار البلد - هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، قرية " باب الكرامة" وصادرت الخيام التي يتحصن بها النشطاء.
وقالت مصادر محلية:" إن نحو 300 جندي إسرائيلي اقتحموا فجر اليوم قرية باب الكرامة المقامة على ارض بلدة بيت اكسا المهددة بالمصادرة، شمال غرب القدس وهدموا مسجد القرية، وصادروا الخيام، وعاثوا فيها خرابا".
واكد منسق القوى الوطنية في شمال غرب القدس، محمود ربيع، ان قوات الاحتلال هدمت المسجد، وتعمدت تخريب كل محتويات القرية، من مولدات كهرباء، واجهزة حاسوب، وخيام، واحتجزت النشطاء بالعراء ".
ويشار الى أن أهالي قرية "باب الكرامة" تسلموا مساء الأحد إخطارات من جيش الاحتلال بهدم خيام قريتهم التي أقاموها يوم الجمعة الماضي.
وروى نشطاء من قرية "باب الكرامة" تفاصيل هدم الاحتلال الإسرائيلي للقرية، وكيفية الاعتداء على بعض النشطاء المتواجدين بداخلها واحتجازهم في البرد القارس لنحو ساعتين.
وقال الناشط أسامة زايد إن نحو 25 جيبًا عسكريًا معززين بثلاث ناقلات جند وجرافة كبيرة اقتحموا القرية عند الثانية فجرًا، وقاموا بمحاصرتها من كافة الجهات بعد فرض منع التجوال على قرية بيت اكسا لمنع المواطنين من الخروج من منازلهم والتصدي لهم.
وأضاف أن جنود الاحتلال انتشروا في كافة أنحاء القرية، وقاموا باحتجازنا وإبعادنا عن القرية بشكل همجي وعنيف حتى لا نرى ما يحدث، ومن ثم شرعوا بهدم المسجد التي جرى بنائه من الطوب وكذلك الخيام، وتم مصادرة كل الأمتعة التي كانت داخل تلك الخيام.
وأوضح أن هدم القرية كان متوقعًا، خاصة بعد اقتحام الاحتلال عدة مرات لها، وتسليم النشطاء بلاغات لإخلائها، ولكن نحن لم نعير أي اهتمام لهذه البلاغات وآثرنا البقاء بداخلها، وهذا ما استفز الاحتلال ودفعه لهدم القرية.
وأشار إلى أن جنود الاحتلال اعتدوا على شقيقه أنس بالضرب، مما أدى لإصابته بقدمه اليمنى، كما تم احتجاز هويته الشخصية وعدد من زملائه.
وأكد أنه بالرغم من ممارسات الاحتلال بحق القرية إلا أننا سنواصل التواجد داخلها، وسنعيد بناء الخيام من جديد في تحدٍ كبير للاحتلال، لافتًا إلى أن يتواجد في القرية حاليًا نحو 25 ناشطًا.
وقال زايد "مهما هدموا واقتحموا سنظل صامدين في أرضنا، ولن نتراجع عن تحقيق هدفنا في استرجاع أراضينا ومنع مصادرة ما تبقى منها".
وحول الخطوات القادمة، أكد زايد أن النشطاء يعتزمون اليوم زراعة 400 شجرة زيتون في القرية، وأنهم سيواصلون زراعتها وتواجدهم داخل القرية.
اعتداء همجي
بدوره، روى الناشط أنس زايد حادثة الاعتداء عليه من قبل جنود الاحتلال، قائلًا إن" عددًا من الجنود انهالوا علي بطريقة همجية بعدما علموا أنني تمكنت من دخول القرية عبر طريق التفافي، كونها منطقة عسكرية مغلقة وممنوع الدخول إليها".
وأضاف أن الجنود تفاجأوا بوجودي قرب الخيام برفقة عدد من زملائي، وطلبوا منا الخروج، ولكننا صممنا على البقاء، وهذا ما استفزهم، حيث قاموا بضربي بأعقاب البنادق على قدمي اليمني ولم أستطع المشي عليها، وبعدها تم إبعادنا عن المنطقة".
وأشار إلى أنه تم مصادرة بطاقاتهم الشخصية واحتجازهم في البرد القارس، إلى أن تدخل أحد الضباط الإسرائيليين، وتم إطلاق سراحنا، لافتًا إلى أن يعاني حاليًا من إصابة شديدة في قدمه ولا يستطيع تحريكها، لأنها ليست المرة الأولى التي يتم الاعتداء عليها من قبل الاحتلال.
وشدد على أن الاحتلال تعمد ضربه على قدمه بطريقة وحشية، مؤكدًا أن هذه الممارسات لن تمنعهم عن المضي في طريقهم.
من جانبه، قال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان نبيل حبابة إن هدم "باب الكرامة" لا يعني نهاية المطاف، بل إن النشطاء سيواصلون التواجد في الموقع الذي بنيت عليه القرية، وسيعيدون تشييد الخيام من جديد لدى توفر الفرصة لذلك.
وكان نشطاء فلسطينيين ومتضامنون أجانب نجحوا الجمعة في تشييد قرية جديدة تعرف بـ"باب الكرامة" على أراضي قرية يبت إكسا شمال غرب القدس المهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وذلك كنموذج يحاكي قرية "باب الشمس" التي هدمها الاحتلال قبل نحو أسبوع شرقي المدينة.
ونصب هؤلاء النشطاء الذين تجاوز عددهم الـ200 ناشط ثلاث خيام، وأقاموا مسجدًا من الطوب ظهر الجمعة ليكون أول معالم قرية الكرامة.