أخبار البلد
سيبقى اللقب الثالث على التوالي للاسبان في بطولة كبرى والإبداع التهديفي المتفرد للنجم الارجنتيني ليونيل ميسي في الذاكرة كأهم الملامح المضيئة لكرة القدم في 2012.
لكن العام سيذكر أيضا بمأساة كبرى في مصر وحالة وفاة في هولندا وكذلك بالصعود المقلق للعنصرية في اوروبا.
وفي 2012 تخلصت كرة القدم أخيرا من أساليب القرن التاسع عشر حين بدأت في استخدام تقنية مراقبة خط المرمى المبتكرة في القرن الحادي والعشرين بعدما وافق الاتحاد الدولي (الفيفا) رسميا على استخدامها للمرة الأولى في كأس العالم للأندية باليابان في ديسمبر الجاري.
وفي تلك البطولة التي اختتمت في السادس عشر من ديسمبر توج كورنثيانز البرازيلي كأفضل ناد في العالم وهو لقب سيتفق معظم الناس على أن الأحق به هو برشلونة.
لكن في واحدة من أبرز مفاجأت العام فشل برشلونة في الفوز بدوري أبطال اوروبا حين تفوق عليه تشيلسي في مجموع مباراتي الدور قبل النهائي بعد أن أثبت ميسي أنه ليس سوى بشر وأهدر ركلة جزاء في لقاء العودة.
لكنه رغم ذلك سجل 91 هدفا قبل عشرة ايام من نهاية العام ليكسر الرقم القياسي لمهاجم المانيا السابق جيرد مولر الذي بقي طيلة 40 عاما أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في عام واحد.
وذهب تشيلسي الذي احتل المركز السادس في الدوري الانجليزي الممتاز في مايو إلى ميونيخ ليخوض المباراة النهائية لدوري الأبطال.
ولم يكن تشيلسي المرشح الأفضل للإعلام الاوروبي قبل مواجهته مع برشلونة وأثار مرة أخرى حيرة النقاد بفوزه على بايرن ميونيخ في ملعبه بركلات الترجيح ليصبح أول ناد لندني يحرز لقب المسابقة الاوروبية في تاريخها الممتد على مدار 57 عاما.
ورغم فوزه أيضا بكأس الاتحاد الانجليزي فإن العام لم يمر بدون مشاكل كبرى للفريق الذي فشل بعد ذلك في الدفاع عن لقبه والمملوك للملياردير رومان ابراموفيتش.
فبعد ستة أشهر من قيادته الفريق لأمجد ليلة في تاريخه الذي يربو على قرن من الزمان أطاح الروسي ابراموفيتش بالمدرب الإيطالي روبرتو دي ماتيو حتى قبل أن يصبح تشيلسي أول فريق حامل للقب يخرج من دور المجموعات.
كما واجه الفريق الفشل في كأس العالم للأندية بخسارته أمام كورنثيانز في النهائي.
وتلطخت انتصاراته بجدل حول العنصرية طال قائده جون تيري الذي أدانه الاتحاد الانجليزي لكرة القدم وعاقبه بالإيقاف رغم تبرئته أمام القضاء قبل ذلك. كما أثار تشيلسي مزاعم لم تثبت صحتها ضد رابطة الدوري الممتاز والحكم الدولي مارك كلاتنبرج.
أما اسبانيا فلم تنل منها المشاكل في بطولة اوروبا 2012 وتوجت باللقب بانتصار كبير في المباراة النهائية على إيطاليا 4-صفر في ليلة مميزة بالعاصمة الأوكرانية كييف في يوليو .
وبفضل تألق لاعب الوسط اندريس انيستا الذي اختاره الاتحاد الاوروبي كأفضل لاعب في البطولة عززت اسبانيا مكانتها بين أفضل منتخبات العالم في التاريخ بعدما أصبحت أول بلد يحرز لقب بطولة اوروبا مرتين متتاليتين بينهما لقب كأس العالم 2010.
ومحليا في اسبانيا وضع ريال مدريد حدا لهيمنة برشلونة على ثلاثة ألقاب متتالية في دوري الدرجة الأولى لكن حلمه في مواجهة غريمه التقليدي في المباراة النهائية لدوري الأبطال تلاشى بخسارته بركلات الترجيح أمام بايرن في قبل النهائي في الليلة التالية لخروج برشلونة على يد تشيلسي.
وواصل برشلونة إبهار الجميع وهو يسير بخطى واثقة في الدوري المحلي هذا الموسم بعد ان تركه المدرب المميز بيب جوارديولا بعدما نال منه الإرهاق لتنتقل القيادة إلى مساعده تيتو فيلانوفا في مايو ايار.
واستفاد برشلونة بصورة هائلة من قدرات ميسي الذي رغم أنه لا يزال في الخامسة والعشرين فإنه يمضي بسرعة نحو ضمان مكانه بين عظماء اللعبة على مر العصور ولا يزال المشوار أمامه طويلا إن ابتعدت عنه الإصابات.
ورغم فشل النادي في الحصول على الألقاب الكبرى فإن طريقة اللعب المثيرة المعتمدة على التمرير القصير أبهرت الملايين وبينما يحظى ميسي بشعبية طاغية بين مشجعي النادي فإنه حصل أيضا على حب الكثيرين من مواطنيه المتشككين بعدما قاد منتخب الارجنتين لتحقيق سبعة انتصارات وتعادلين في تسع مباريات شملت تصفيات كأس العالم ومباريات ودية.
وبين أهدافه (91 هدفا) هز ميسي الشباك 12 مرة لبلاده بينها ثلاثيتان ضد سويسرا والبرازيل ليعادل ما سجله المهاجم الدولي السابق جابرييل باتيستوتا مع المنتخب الارجنتيني في عام واحد.
وبينما يملك أمثال اسبانيا وميسي وغريمه كريستيانو رونالدو وفريقه ريال مدريد القدرة على الإمتاع فإن كرة القدم لم تكن أيضا بعيدة عن الأحداث الدامية وما وقع في مصر وهولندا أبلغ دليل.
ووقعت واحدة من أسوأ كوارث كرة القدم في أول فبراير شباط الماضي في مدينة بورسعيد الساحلية بمصر حين قتل أكثر من 70 من المشجعين بعد أحداث شغب أعقبت مباراة في الدوري المحلي بين النادي المصري وضيفه النادي الأهلي.
وقعت الكارثة في خضم توتر سياسي بالغ في البلاد التي شهدت ثورة شعبية في مطلع العام الماضي وتوقف بسببها الدوري الممتاز ولم يعد حتى الآن.
وألغيت أكثر من 33 ألف مباراة للهواة في هولندا هذا الشهر بعد وفاة حامل راية تعرض لضرب أفضى للوفاة بعد قرار في مباراة للناشئين.
وهناك مشكلة أخرى مسيئة وهي انتشار العنصرية التي تظهر على وجه الخصوص في شرق اوروبا حيث اتهمت صربيا بالعنصرية بسبب هتافات المشجعين في مباراة ببطولة اوروبا تحت 21 عاما ضد انجلترا.
وعاقب الاتحاد الاوروبي لكرة القدم صربيا بغرامة مالية قدرها 80 ألف يورو (106400 دولار) أي أقل من العقوبة التي واجهها مهاجم الدنمرك نيكلاس بندتنر حين عرض شعارا على ملابسه الداخلية في بطولة اوروبا 2012 ليواجه الاتحاد القاري اتهامات بالتراخي في التصدي للعنصرية التي أصبحت إحدى المشاكل التي تحتاج للحل.
وفي بطولات أخرى كبرى خلال العام توجت زامبيا بطلة لكأس الأمم الافريقية في يناير وذهبت الميدالية الذهبية في الألعاب الاولمبية للمكسيك التي انتصرت على البرازيل في النهائي فيما نالت سيدات الولايات المتحدة الذهبية في فئتهن.
وبينما استعاد ريال مدريد اللقب المحلي في اسبانيا فإن مانشستر سيتي أنهى انتظاره الطويل في انجلترا ليفوز بالدوري الممتاز بعد منافسة قوية على اللقب امتدت للثواني الأخيرة من المباراة الأخيرة قبل أن يتوج للمرة الأولى في 44 عاما.
واستثمر الملاك الإماراتيون لسيتي مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية في النادي وهو نموذج سار عليه ملاك قطريون في باريس سان جيرمان الفرنسي الذي يعد الآن النادي الأغنى في العالم.
ويطالب الاتحاد الاوروبي لكرة القدم اندية اوروبا بتطبيق قواعد اللعب النظيف ماليا التي تهدف الى اعادة الانضباط لميزانيات الأندية.
لكن بينما يمكن للمال الآن أن يلعب دورا كبيرا في شراء النجاح فإنه قد يسبب كذلك مشاكل خطيرة إن لم يتم التعامل معه بالشكل المطلوب وهذا ما اكتشفه رينجرز في اسكتلندا.
ولم يفز ناد في العالم بألقاب محلية أكثر من رينجرز الذي حصل على لقب الدوري الاسكتلندي الممتاز 54 مرة لكنه يجد نفسه الآن يلعب في الدرجة الرابعة بعدما خسر المعركة مع مصلحة الضرائب.
والآن يلعب النادي مع فرق متواضعة مثل انان اثليتيك وايست ستيرلينج ومونتروز.
وإن احتاج رينجرز لأي حافز فعليه البحث في إيطاليا حيث أنهى يوفنتوس موسمه في دوري الدرجة الأولى في 2011-2012 بلا هزيمة لينال اللقب في مايو ايار الماضي بعد أربعة مواسم فقط من عودته من الدرجة الثانية التي لعب فيها عقابا على فضيحة تلاعب.