اخبار البلد - عرين الزعبي
يرتكب الزوجان خلال حياتهما
الزوجية أخطاء قد تبدو صغيرة..،.ولكن مع مرور الوقت تتراكم هذه الأخطاء شيئاً
فشيئا ويتم تكرارها و الاصرار عليها من قبل أحد الزوجين مما يسبب مشاكل ومشاحنات
زوجية ...
وقد جرت
العادة أن يتم التجاوز عن هذه الأخطاء الصغيرة وغض الطرف عنها..ولكن الأمر يختلف
إذا تم تكرارها مرة أخرى بقصد أو بغير قصد..ففي بعض المواقف يتمسك الزوج بموقفه
سواء كان محقاً أم لا...والزوجة كذلك تصر على خطئها وفي نهاية المطاف يؤدي هذا
العناد إلى خراب البيوت..
عدم تقدير
ولامبالاة
وترصد
الاستشارية النفسية «نهلة القرعان» التغيرات التي تطرأ على الأسباب التي تؤدي إلى
الطلاق.. مؤكدة أنها أخطاء بسيـــطة وتــــافهة، أصبحت تقف وراء إقدام الأزواج
والزوجات على الطلاق دون وضع أي اعتبار للعشرة الزوجية أو حتى وضع اعتبار لوجود
أطفال بينهم..فهذه الأمور غالباً لم تعد تهم الأزواج في حال إصرارهم على الطلاق...
وتضيف: إن أحد الأسباب الكامنة وراء إقدام الزوجين على الانفصال هو ضعف الثقافة
الأسرية..وعدم معرفة كل منهما لحقوق وواجبات الآخر..وأن هناك «أخطاء صغيرة» يمكن
التجاوز عنها إذا تم التعامل معها بحكمة ومرونة من جانب كل من الطرفين أو أحدهما..
وتسوق
القرعان عدداً من التجارب التي اطلعت عليها بحكم طبيعة عملها، حيث تكشف أن هناك
زوجاً طلق زوجته بسبب رفضها أكثر من مرة زيارة أخته..وآخر أصر على طلاق زوجته
لأنها لم تعد له وجبة الغداء التي طلبها..وتضيف انه لا يجب الاصرار على تكرار
الخطأ....فليست زيارة الأخت ولا عدم تجهيز الغداء سببا جعل هذين الزوجين يقدمان
على الطلاق والإصرار عليه..بل إحساسهم بعدم التقدير واللامبالاة من قبل زوجاتهم هو
الذي جعل هذا الشيء البسيط والتافه يكبر ويكبر مع الاصرار عليه حتى تجاوز حدود
الصبر والاحتمال.
عناد
وسخرية
يَعتبر
الطبيب سامر «متزوج منذ عشر سنوات» أن
إصرار الزوجة على تكرار الأخطاء التي وقعت بها من قبل وإصرارها على القيام بأفعال
لا يحبها زوجها مثل «العناد»..كاشفاً أن أحد أصدقائه فاجأه بخبر طلاق زوجته لأنها
دائمة الشكوى والتذمر لأخواتها ورغم أنه نبهها أكثر من مرة إلا أنها كانت ترد على
تنبيهاته وتحذيراته بالعناد المتكرر والمتزايد..مما دفعه إلى طلاقها لأنه عجز عن
تحمل تصرفاتها وعنادها.
إهمال
وشكوى
أما ربة
البيت نسرين الحموري فتقول:»أحياناً المرأة لا تنتبه لبعض الأمور الصغيرة والبسيطة
التي ممكن أن تجلب وراءها نتائج غير مرضية..فمثلاً الاهمال بالواجبات الاسرية
وتربية الأبناء قد يؤدي إلى هدم البيوت وخرابها..وتلفت أن صديقتها طلقت منذ عامين
لانها كانت تمنح عملها اهتماماً أكثر من بيتها و زوجها وأولادها وقد قام زوجها
بتنبيهها لكنها لم تسمع لكلامه ولم تتجاوب مع تنبيهاته المستمرة,,حتى انتهى الأمر
بطلاقها..
صامت وغامض
ومن الصمت
ما تَسبب في الطلاق . بهذه العبارة تروي أروى «مدرسة» حكاية ابنة عمها التي طلبت
الطلاق من زوجها بسبب صمته..واكتشفت هذا الأمر خلال الأسابيع الأولى من
الزواج..وقالت بأن زوجها من الشخصيات الغامضة والصامتة..ولا يجلس معها إلا ويكون
الصمت رفيقه طول الوقت..وهي بدورها كانت تحاول مستمرة كسر حاجز الصمت الذي يضعه
زوجها بينهما إلا أنها لم تتمكن من ذلك..ووصفت صمته بأنه مبالغ فيه..وفضلت الطلاق
على الاستمرار مع هذا الشخص الصامت الغامض.
زوجة نكدية
فــي سياق
متصل، يؤكد عاكف أبو جودة «تاجر» أن الرجال بطبيعتهم يحبون إرضاء زوجاتهم كي تكون
حياتهم سعيدة والرجال يتفهمون طبيعة المرأة الضجرية أحياناً وما يترتب عليه من
استعداد لتحمل نوبات الملل...ولكن الشيء المؤسف هو أن تتكرر هذه الحالة بدون أي
سبب..وأن يتحول النكد والخصام والشكوى والتذمر إلى طقوس متكررة يعيشها الزوج
يومياً فهذا الشيء يجعله يفقد أعصابه ويطلقها..وتوافقه بالرأي زوجته حنان حسان
«ربة منزل» ..وتقول :من خلال تجربتها مع زوجها والتي بدأت منذ 25 عاماً أن الأخطاء
الصغيرة لا يمكن تجاوزها إلا إذا أراد الطرفان ذلك...وأن العناد سيزيد المشكلة
تعقيداً..وإصرار أحد الطرفين على تكرار الخطأ على الرغم من علمه بأن الطرف الآخر
منزعج من هذا التصرف..وهذا الأمر يهدد استقرار الحياة الزوجية.
رصيد طيب
ورصيد شرير
أما من منظور الطب
النفسي،فإن الأخطاء الصغيرة والبسيطة لا يمكن أن تتسبب بوقوع الطلاق إلا هناك
أسبابا مكنونة داخل النفس البشرية..والسبب يعود إلى عدم وجود رصيد طيب مليء بالحب
والحنان والتفاهم والمواقف الجميلة ووجود رصيد كبير من المشاحانات اليومية
والشجارات والنكد بالاضافة إلى العناد والتذمر المستمرين ...ثم يأتي الخطأ الصغير
لتنفجر بعده المشاعر المكبونتة غضباً على غضب...وبالتالي يحدث الطلاق