أخبار البلد - أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية دعم قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ووضع استراتيجيات تمكنه من الانطلاق نحو مرحلة جديدة، تعزز دور الأردن كمركز ريادي في هذا المجال على مستوى المنطقة.
وأشار جلالته، خلال لقائه مع ممثلين لشركات القطاع اليوم الأحد، إلى ضرورة البناء على الانجازات التي تحققت في القطاع وتطوير إستراتيجية شاملة للسنوات المقبلة تواكب التطورات التي شهدتها هذه الصناعة.
كما أكد جلالته أن "تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من أحدى أهم أولوياتنا، لما لها من أثار اجتماعية واقتصادية ولإسهاماتها الايجابية في تحقيق النمو الاقتصادي".
ولفت جلالة الملك إلى النموذج الناجح والمتقدم في الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتي وضعت الأردن على خارطة المنطقة كبلد رائد في هذا القطاع، مؤكدا أهمية الاستمرار في نهج الشراكة لمواجهة التحديات، والعمل على تطوير التشريعات الناظمة له لمواكبة التطورات التي يشهدها القطاع، ورسم سياسات جديدة لتحسين تنافسيته في المرحلة المقبلة.
وشدد جلالة الملك على ضرورة تنويع مبادرات تطوير قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والتوجه إلى مزيد من الإبداع والابتكار والتركيز على حقول جديدة مثل الخدمات الصحية والتعليم الصحي الالكتروني.
واستمع جلالته من ممثلي القطاع إلى التطورات التي شهدها والتحديات التي واجهته في أخر سنتين، وأفاق تطويره ليعبر عن الإمكانات الكبيرة للموارد البشرية الأردنية العاملة في مجال الابتكار والإبداع والتطوير.
وقال ممثلو القطاع إن التحديات التي تواجهه تتمثل في تطوير البيئة التشريعية، لتواكب المستجدات السريعة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وعدم وجود مراكز بحث وتطوير تساند الأفكار الإبداعية وتتيح لها التحول إلى مشروعات إنتاجية.
ودعت جمعية شركات تكنولوجيا المعلومات (إنتاج) إلى ضرورة تعاون الجامعات مع شركات القطاع لتمكينها من الاستفادة من برامج البحث والتطوير لديها والتكامل بين مؤسسات التعليم العالي، وصناعة التكنولوجيا لضمان نجاح الانتقال إلى مراحل متقدمة تمكن الأردن من تصدير هذه الصناعة للخارج. وحددت إنتاج أربعة محركات لنمو قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التي تمكنه من الانتقال لمرحلة جديدة، تتمثل في زيادة الصادرات والاهتمام بحقوق الملكية، وحماية الإبداع واستقطاب استثمارات جديدة، والاهتمام في تطوير الموارد البشرية، إضافة إلى توفير فرص عمل جديدة في القطاع.
وأكد ممثلو القطاع ضرورة تطوير منظومة تشريعات تواكب تطور القطاع، لتمكينه من جذب استثمارات نوعية جديدة في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى جانب الاهتمام بالأنظمة والتعليمات التي يحتاجها القطاع، والتي ما تزال بحاجة إلى إقرار من قبل الحكومة. وتطرق وزير الصناعة والتجارة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور حاتم الحلواني، خلال اللقاء، إلى علاقة الشراكة التي تربط القطاعين العام والخاص في مجال تكنولوجيا المعلومات، وحرص الحكومة على توفير بيئة تشريعية تحقق لهذا القطاع المهم الريادة على المستويين المحلي والاقليمي.
وأكد أن الحكومة تدرك أهمية القطاع الذي حظي بدعم من جلالة الملك منذ عام 2000
ودوره في تعزيز النمو الاقتصادي، والذي يسهم في 14 بالمائة من حجم النمو في الناتج المحلي الإجمالي، منوها إلى أن الحكومة تعمل على جعل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مكونا أساسيا في الاقتصاد الوطني.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية شركات تكنولوجيا المعلومات الأردنية محمد طهبوب في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) عقب اللقاء إن اللقاء يعكس اهتمام جلالة الملك في دعم القطاع وتوفير الإمكانات كافة للانطلاق إلى مرحلة جديدة تواكب التطورات المستقبلية في القطاع.
وأكد أن الشركات تدرس حاليا إعداد إستراتيجية جديدة للقطاع ترتكز على زيادة الاستثمارات ودعم الإبداع وحقوق الملكية والاهتمام في الموارد البشرية وزيادة إسهامات القطاع في نمو الاقتصاد الوطني وزيادة صادرات القطاع. وقال الشريك والمؤسس لشبكة خرابيش وائل عتيلي في تصريح مماثل إن "اون لاين ميديا" هي صناعة إعلامية جديدة بدأت تنطلق في الأردن والمنطقة، وتمتاز بانخفاض تكلفتها، لكنها تحتاج إلى تطوير التشريعات الداعمة لها.
وأكد أن هذه الصناعة تواجه بعض التحديات التي تحتاج إلى إجراءات حكومية لتمكينها من الانطلاق، لاسيما وإنها ذات قيمة مضافة عالية وتوفر فرص عمل جديدة.
وحضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري.