إجتهدت السفارة الكويتية في عمان بالتحدث عن عمق العلاقات الأخوية على هامش زيارة يقوم بها الأحد وزير الخارجية الأردني ناصر جوده للكويت للمشاركة في إجتماعات اللجان الثنائية.
زيارة جوده تبدأ بعد ساعات غير مسبوقة من الإثارة عاشتها العلاقات الأردنية- الكويتية بسبب تغريدة لمدون إلكتروني يعتقد أنه سعودي الجنسية أقلقت عمان والرياض والكويت وبيروت والعشرات من وسائل الإعلام المحلية والعربية طوال اليومين الماضيين.
أوساط عمان السياسية والإعلامية كانت مشغولة تماما خلال الـ 48 ساعة الماضية بالمتوت الإلكتروني السعودي الذي كشف عن قصة في غاية الغرابة سرعان ما تلقفتها العديد من مؤسسات المعارضة والإعلام في لبنان والخليج والأردن.
المدون وإسمه الإفتراضي (مجتهد) أغرق الجميع بحالة من القلق والسؤال وأشعل وسائط الإتصال على توتير وفيس بوك عندما إخترع قصة متكاملة التفاصيل رسمت بطريقة مغرقة في الثقة والتفاصيل وأثارت دهشة الجميع.
ويبدو أن زيارة الوزير جوده التي تحدثت عنها صحيفة الغد المحلية على رأس وفد رسمي للكويت برزت في توقيت مناسب للرد على تقارير صحفية تحدثت عن أزمة حادة وخانقة في عمق العلاقات بين البلدين.
قصة المجتهد الإلكتروني السعودي بإختصار تتحدث عن إتفاق سعودي مع العائلة الحاكمة في الكويت على الإستعانة بقوات أردنية كبيرة لقمع النسخة الكويتية من الربيع العربي التي بدأت تطل وتعتبر ذروتها اليوم الأحد.
التفاصيل التي نشرت على نطاق واسع جدا في لبنان والكويت والأردن وحتى دول الخليج وصحيفة أخر خبر العربية الصادرة في أمريكا تتبنى قصة متكاملة للمجتهد السعودي الغريب وتتحدث عن صفقة بين الأردن والكويت قوامها دفع ستة مليارات من الدولارات الكويتية للأردن مقابل الإستعانة بقوات أردنية ضخمة من الدرك الوطني تقمع الإنتفاضة الكويتية.
عديد هذه القوات المفترضة حسب المجتهد الغامض يبلغ 16 ألفا من الدرك الأردنيين قالت مصادر في المعارضة الكويتية أن مقدمتهم وصلت فعلا وتتواجد في معسكر خاص للقوات الخاصة الكويتية.
هذه القصة بالنسبة للسلطات الأردنية لا أساس لها من الصحة إطلاقا لكن الغريب أن الناطق الرسمي الأردني لم ينفي رسميا هذه المعلومات التي نشرت على نطاق واسع.
رد الفعل الوحيد في عمان وتضمن سخرية واضحة من قبل مصدر وصفته الصحيفة بانه أمني وكبير من معلومات صفقة الدرك الأردني.
المصدر سخر من الأرقام الضخمة مشيرا لإن 16 الفا من قوات الدرك الأردنية يعني في الواقع 80% من عديد محمل قوات الدرك الأردنية وهو عدد ضخم جدا لا يمكن توفيره لا للكويت ولا لغيرها في هذا الوقت الحساس أردنيا.
المصدر نفسه نفى وجود أي رجل أمن أردني في الكويت لكن مصادر إعلامية خارجية إستمرت في تبني القصة وإعادة نشرها.
الأغرب أن تلفزيون فضائية المنار التابع لحزب إلله إعتمد على رواية المجتهد السعودي السري وتحدث عن الموضوع.. كذلك فعل إعلام المعارضة الكويتية حيث صرح البرلماني المعارض مسلم البراك بانه سيبلغ الشعب الكويتي بالحقيقة اليوم الأحد عندما يرى رجال الأمن الأردنيين في الشارع.
لكن نشطاء الحراك الأردني وبعض الصحفيين والسياسيين الغاضبين وجدوا في القصة مساحة لمضايقة النظام والحكومة عبر ترويج عاصف للرواية التي تتهم مصادر الأمن الأردني جهة ما بفبركتها.
طبعا تفاعل الحديث بهذه القصة الغريبة على ضوء الأزمة الإقتصادية والمالية الخانقة في الأردن.