اخبار البلد - خاص
- احمد الغلاييني
ذات يوماً كانت
العصافير تغرد بقصائدهِ الوطنية فرحل عن
ارض الوطن إلى أرض العصافير كان الأهزوجة الوطنية لكل عشاق الوطن .
ذات يوم وصفته
بشاعر القصر ورب البلاط . فقال لي : لنا شششاعر بلاطك
انت يا مجنون لا تصدق القاب القدس العربي .
يومها أرسل لي مقال وطلبتُ منهُ أن انشره على موقع اخبار البلد فقال لي :
ان المقال غير مكتمل ولكن اعدك مساءً ان اكمله ، وان انشره خاصاً وحصرياً لأخبار
البلد . لكن المساء لم يأتي ياحبيب ، فجاء الفجر . ليكون فجرنا الأسود .
يومها كنت أطلب واسطة للحصول على كتاب جلالة الملك المفدى من الديوان
الملكي موقعاً بإسم جلالته ، ولكن قال لي ارسل لهم ولم أرسل ياصديقي فمن ستكون
الواسطة الآن هناك ؟ .
وفي مايلي المقال الغير مكتمل الذي كتبهُ رداً على الزميل بسام بدارين من
القدس العربي .
لست شاعر البلاط يا بسسسام ، وان كان اللقب سرني ، وان كنت قد قلدتني اللقب
على طريقة بلفور حين اعطى ما لا يملك لمن لا يستحق ، كبدوي احببت اللقب ، لما فيه من
رنين ، اما كشاعر فلم يعجبني ، لان كل قصيدة كتبتها للاردن تستحق لقبا وبلاطاً ، حين
كتبت للملك حسين ، كان في بالي ملوك الانباط كلهم ، كانت كتابتي لحظة استرجاع للشمس
والعشب والملوك والينابيع ، وحملتها بالأنفة التي تليق بالشمس و بالشعر معا ، وحين...كتبت
للملك عبدالله كنت امارس حزني على الملك حسين ، وقد عشت معهما غربتين ، فالملوك لا
يحبون الشعراء الذين يضمرون قلوب الذئاب داخلهم ولكنهم يحبون الثعالب التي ترتدي اقنعة
الشعراء على طريقة فاتك الاسدي وكنت قريبا منهما في كتابتي غريبا عنهما في مرامي لأنني
أدرك ان ثمة ذهب في اصابع الملوك يزهد به الشعراء الحقيقيون ، وثمة فضة في قلوب الشعراء
اغلى من الذهب ، كل ما في الامر ، انني وجدت نفسي وانا على حواف الاربعين ، محملا بالذنوب
والخطايا والاثام ، ولكنني أتامل ان يعطيني الشعر الوقت الكافي والتامل الكافي والحبر
الكافي ، لأعيد حكاية بينلوب فأنفل ما نسجت :
عمان لا اهلها اهلي وعشت بها لا اطمئن الى خلق ولا خُلُقِ
أنا المغني وقلبي كان متفقا مع المديح ورأسي غير متفق
انا الغريب الذي لا نار تؤنسه في الطور والليل من خوف ومن قلق
امامه البر مفتوحا على ظمأٍ وخلفه البحر مفتوحا على غرقِ
يسير كل صباحٍ لا يرى أحدا رغم الزحام الذي يلقاه في الطرقِ