أخبار البلد -
أخبار البلد
يقترن عيد الأضحى هذا العام، بطقوس موازية، ينتظرها العازمون على خوض
الانتخابات النيابية المقبلة، حيث لن تقتصر الزيارات، هذه المرة، على الأهل
والأقارب، بل ستمتد لتطاول أي "صوت" انتخابي محتمل، لاسيما إذا كان هذا
الصوت ممثلا لجماعة أو عشيرة أو حي من الأحياء.
وسيغتنم المرشحون، عطلة
العيد، ليخرجوا إلى الناخبين من فناجين "السادة"، وحبة "الشوكولاتة"، لعرض
برامجهم المحلاة بكثير من "السكر" و"العسل"، كي يقنعوا أولئك الناخبين بصدق
برامجهم ووعودهم الانتخابية.
ولوحظ، أيضا، أن بعض المرشحين استبقوا
حلول العيد، وراح بعضهم، أمس، يملأ الشوارع بيافطات، تحمل عنوانا ظاهرا
مفاده إطلاق مشاعر "التبريك"، و"التهاني" للمواطنين" بمناسبة حلول العيد،
وأما عنوانها الباطن فيحمل شعارا خفيا قوامه "هذا أنا فانتخبوني" وهو الأمر
الذي يشي بـ"صرعات" انتخابية أخرى قد تطرأ خلال عطلة العيد، على قاعدة أن
المواطن مهيأ خلالها لـ"ارتداء" كل ما هو جديد!
من جهتهم، سيغتنم
الناخبون، أيضا، فرصة العيد، لممارسة طقوس أخرى، قوامها الفحص والتمحيص في
الجداول الانتخابية، تمهيدا لشحذ سيوف "الطعن" على القوائم الانتخابية،
التي أعلن عن موعدها في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي.
عموما،
يستقبل الأردنيون عيد الأضحى المبارك، هذا العام، ممزوجا بتفاصيل انتخابية
مشوقة لملء فراغات العطلة، استعدادا لانتخابات مجلس النواب المقرر عقدها في
الثالث والعشرين من كانون الثاني (يناير) المقبل.
وستكشف العطلة من
يعتزمون الترشح للانتخابات النيابية، مثلما ستكشف أيضاً عن تحركات المرشحين
ونشاطهم الانتخابي وتحضيرهم المبكر لخوض الانتخابات.
ويستعد المرشحون
المحتملون لاستقبال حشود المؤيدين والاتصال بالجماهير والتفاعل مع همومهم
وقضاياهم ومطالبهم، لاسيما أن عطله العيد تعد فرصة مناسبة لدراسة الخريطة
الانتخابية وحزم الأمر لمواجهة الاستحقاقات الدستورية المقبلة.
وفي
المقابل، قد لا تعير أعداد كثيرة من الناس اهتمامها بالأجواء الانتخابية
التي تخيّم على المشهد، وستجد نفسها مدفوعة لمزاولة طقوس العيد "الخالصة"،
بزياراتهم الاجتماعية، التي تشكل فرصة سانحة لتأكيد صلات الترابط والمشاركة
والتواصل بين الأرحام والأصدقاء، ونحر الأضاحي وتوزيعها على الأقارب
والمحتاجين وأهل بيتهم.
ولعل ما يؤكد ذلك، أن الأسواق التجارية، شهدت
قبيل حلول العيد، انتعاشا وإقبالا كبيرين، إذ اكتظت بالأسر والعائلات، التي
أقبلت على شراء كافة مستلزماتها من الملابس والمواد التموينية والحلوى
والألعاب والهدايا ابتهاجا بالعيد، إلى جانب إقبال آخرين على شراء الأضاحي.
أما
الطقوس الأبهج فتبقى لدى الأطفال، وحدهم، الذين لا يرون في اليافطة
الانتخابية أكثر من "مشروع أرجوحة" محتملة، وفي صورة المرشح مجرد "ورقة
ملونة"، ويفضلون عوضا عن ذلك، أن يطلقوا براءتهم إلى آخر مداها، بارتداء
الملابس الجديدة، وانتظار الأقارب لإعطائهم (العيدية) الملائمة لابتياع
"سبايدر مان" أو "باربي".
عموما، لن يكون هناك كبير فرق بين فنجان
"السادة" و"الأرجوحة" في هذا العيد، خصوصا إذا كانت هناك وعود انتخابية
تندرج تحت بند "لعب الأطفال"، أو إذا كانت ستترك الناخبين "يتأرجحون" يمنة
ويسرة من شدة بريقها ولمعانها، لكن مع "مراوحة" و"دوران" في "نفس
المكان".