شارك وزير الخارجية ناصر جودة أمس في اجتماع دول شراكة دوفيل على مستوى وزراء الخارجية وذلك على هامش اجتماعات الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وضم الاجتماع الى جانب دول مجموعة الثماني الاعضاء في الشراكة،الاردن ومصر وتونس والمغرب وليبيا بالإضافة إلى المنظمات الدولية والإقليمية وعلى رأسها الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد من أجل المتوسط والمؤسسات المالية الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
والقى وزير الخارجية مداخلة خلال الاجتماع أكد خلالها اهمية شراكة دوفيل ودورها في تعزيز قدرات الحكومات في منطقة الشرق الاوسط لتلبية التطلعات السياسية والاقتصادية المتصاعدة من الشعوب في المنطقة خاصة بعد الربيع العربي وذلك من خلال شراكة تهدف الى تحقيق الرغبة العامة من اجل الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص.
وقال ان الاردن بدا مسيرة الاصلاح منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية عام 1999وقد سبق الربيع العربي في هذا المجال الا ان الاحداث المستمرة في منطقة الشرق الاوسط وارتفاع اسعار الطاقة والنفط عالميا كانت عوائق في طريق هذه المسيرة من خلال عرقلتها واعطاء الاولوية للتحديات الاقليمية كما تأتي.
واكد ان الاردن يتحرك بثبات وبقوة نحو إصلاح النظام السياسي لتتناسب مع التطلعات.
وقال انه وفقا لرؤية جلالة الملك فان الحكومات ستعكس مخرجات الانتخابية النيابية.
واستعرض جودة الخطوات التي قام بها الاردن خلال الاثني عشر شهرا الماضية على تعديل ثلث مواد الدستور وإقرار التشريعات اللازمة لتأسيس محكمة دستورية وأسس الهيئة المستقلة للانتخابات التي تحضر الآن لاجراء الانتخابات القادمة وتم اقرار قانون الانتخاب والذي لاول مرة في تاريخ الاردن يضم قائمة التمثيل النسبي على مستوى الوطن ما يضمن انتخابات وتمثيل افضل.
واشار وزير الخارجية الى ان الاردن وفي الوقت الذي كان يعمل فيه بلا كلل على الإصلاح السياسي، حقق ايضا تقدما كبيرا على الصعيد الاقتصادي على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الاردن في هذا المجال حيث تعامل الاردن مع عدد كبير من العوامل الخارجية الملحة والتي اثرت على اقتصاد البلاد، بما في ذلك الآثار المتبقية من الأزمة المالية العالمية، والاضطراب الإقليمي، والتغييرات وانقطاع إمدادات الطاقة.
حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الأردني سينمو بنسبة 2.75 في عام 2012 في حين كان 5ر2 عام 2011 وبينما معدل النمو هذا هو بلا شك أكثر تواضعا مما كانت عليه قبل عام 2008، فإنه لا يزال أعلى من العديد من البلدان الأخرى، وليس فقط في المنطقة، ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم وتوقع البنك الدولي أنه بحلول عام 2015، معدل النمو الاقتصادي في الأردن سيكون قد عاد مرة أخرى إلى 5، وهذا يدل بوضوح على ان اقتصادنا في تحسن.
ويشار الى ان شراكة دوفيل التي تضم خمسة بلدان رئيسة (مصر، والأردن، وليبيا، والمغرب، وتونس)، وخمسة بلدان شريكة إقليمية (الكويت، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة)، وأعضاء مجموعة الدول الثماني (كندا، وفرنسا، وألمانيا، واليابان، وايطاليا، وروسيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة)، ومنظمات اقليمية ودولية تهدف الى دعم عمليات الانتقال الديمقراطي ودفع النمو الاقتصادي في المنطقة قُدماً.
ومن جهة اخرى شارك وزير الخارجية ناصر جودة أمس في اجتماع أصدقاء سوريا الذي عقد على هامش اجتماعات الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
واكد وزير الخارجية ان الوضع المأساوي في سوريا يتطلب وقف فوري للعنف.
مشددا انه لا يوجد بديل عن الحل السياسي الذي يوقف سفك الدماء ويعيد الأمن والاستقرار ويحفظ وحدة أراضي سوريا وكرامة شعبها ووحدته.
كما اكد ان الأردن سيبذل ما بوسعه لدعم جهود مندوب أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام الجامعة العربية المعين حديثا السيد الأخضر الإبراهيمي.
وعلى صعيد متصل أجرى وزير الخارجية ناصر جودة في نيويورك أمس على هامش اجتماعات الدورة 67 للجمعية العامة للامم المتحدة مباحثات مع وزراء خارجية كل من اذربيجان ومالطا وأرمينيا وسنغافورة تركزت على العلاقات الثنائية والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط وعملية السلام والموضوع السوري.
من جانبهم، عبر وزراء الخارجية عن تقديرهم للجهود التي يبذلها الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.
والتقى أيضاً وزير الخارجية مدير معهد السلام الدولي ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السياسية والانسانية والمبعوث الياباني للشرق الاوسط واستعرض معهم الجهود الاردنية بقيادة جلالة الملك لدفع عملية السلام وصولا الى الهدف المنشود المتمثل بتجسيد حل الدولتين.