بدأت قصة اعتداء وتطاول حسين الشيخ وزير هيئة الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عندما استدعى موظفة متخصصة في برمجة الشبكات الالكترونية إلى مكتبه الكائن في بناية وزارة الشؤون المدنية في منطقة البالوع برام الله لإصلاح عطل في جهاز حاسوبه، فغادرت مبرمجة الشبكات الاكترونية مكتبها في الطابق الثالث، وصعدت إلى الطابق السادس حيث مكتب وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ.
هناك داخل المكتب لاحظت أن نظرات الوزير مريبة، كان يلتهمها بعينيه، بدأ سعادته بمغازلتها أنت أجمل موظفة تعمل في الوزارة"، فردت عليه بحزم: أنت في مثل عمر أبي، وأنا مثل ابنتك، وهذا الحكي لا يجوز.
وقعت الحادثة في بداية الشهر الحالي وباءت جهود الوزير الذي استخدم العصا والجزرة، التهديد والإغراء، المال والنفوذ، ضدها وضد زوجها وأبيها لطمس جريمته وإبقائها طي الكتمان . نجح الوزير بالوعد والوعيد في إخفاء اعتداءاته السابقة على موظفات أخريات، ولكنه فشل هذه المرة والفضل في ذلك يعود لشجاعتها، وإصرار زوجها على أخذ حقه وحق زوجته، الزوجان لم يأخذا حقهما حتى هذه اللحظة، بل تعرض الزوج للتهديد بإطلاق النار على قدميه.
بعد أن قامت الزوجة الأم بصده، لم ييأس الوزير، بعبارة أكثر دقة، لم يستح، وكرر محاولاته دون هوادة، وتهاوت مكيدة الحاسوب المعطل، فرفضت الاستجابه له والصعود إلى مكتبه، فكان يتصل بهاتفها ويأمرها بحكم منصبه بأن تأتي إلى مكتبه لتصلح الجهاز، وبدأ بإرسال "مسجات" مغازلة إلى بريدها الإلكتروني. زعم في إحدى المرات بأنها سرقت شيئا من مكتبه ولم تعده إلى المكتب، وطالبها بإعادته، وهدد بأنه سيرسلها إلى السجن. وفي أخرى، قام بسرقة جوالها وأرسل رسائل إلى جواله من جوالها، مدعيا أنها توافقه على رغباته، واستخدم بذلك"أسلوب الإسقاط الذي تمارسه المخابرات الإسرائيلية لتجنيد جواسيس فلسطينيين للعمل لديها، " كما يقول زوجها أبو العم.
كان صبر الزوج صبرا أيوبيا
أجاب الرئيس: "سكروا الموضوع لحين عودتي من امريكا لأن الظرف حساس والانتخابات على الابواب وإن علم الشارع سنخسر الانتخابات في الرئاسة والبلدي وكل شيء، مش ناقصنا فضايح واللي فينا امكفينا، ارجوكم لمو الموضوع ولا تجعلوه يتفاقم".
أحس الوزير الشيخ بالخطر يدهمه، فأرسل عماد كركرة مسؤوله الإعلامي إلى أبي العم وطلب منه بأن يسحب ملفات شكاويه، وخصوصا الملف الموجه إلى اللجنة المركزية لحركة فتح، وقال كركرة: إن الوزير ينتظر الرد.
علم أبو العم بأن الوزير اتصل بوالد زوجته وطلب منه الحضور إلى مقر الاستخبارات في أم الشرايط للتوقيع على وثيقة تبرأ الوزير من جريمة التحرش الجنسي بزوجته . توجه أبو العم فورا إلى المقر، وأخبر الضباط هناك بأنه لن يقبل هذا التنازل، وأن من يملك الحق بالتنازل هي صاحبة الشأن زوجته.
يقول أبو العم: "نحن موظفون ولم نتلق اي راتب وعلينا قروض وزوجتي في حالة نفسية شبه منهارة، وتتساءل: ماذا سيجري لنا بعد كل هذا العناء. لقد تعرضت للضغط والتهديد والابتزاز والقمع والاعتداء، وهي تدعو الله أن ينتقم من حسين الشيخ ومرتزقته ولم يقدم أحد لنا مساعدة حتى علبة دواء لزوجتي لتهدئتها. لم يقل لنا أحد: ماذا ينقصكم ؟ وما هي احتياجاتكم ؟ وأقول: لا حول ولا قوة إلا بالله".