تحت عنوان "نهج الاعتدال العربي" اصدر وزير الخارجية الأردني الأسبق وسفير الأردن السابق أيضا لدى إسرائيل والولايات المتحدة والنائب السابق لمدير البنك الدولي (وولفتز) مذكراته السياسية وبالاحرى تجربته السياسية، فمن المبكر الحديث عن مذكرات بالمعنى المتعارف عليه . المهم هنا ان هذه المذكرات تتناقض كثيرا مع آراء المعشر حول الأداء الاردني الرسمي ، ولمن لم يطلع على الكتاب الصادر عن دار النهار اللبنانية عام ،2008 فأبرز ما تضمنه الكتاب:
1- تقسيم المعشر (العالم العربي) الى محورين: محور الاعتدال، ومحور الممانعة، وفيما يمثل الأول، الأردن، بالدرجة الأولى كما يعتقد المعشر، تمثل سورية المحور الثاني.
2- يحيل المعشر مبادرات وسياسات معسكر الاعتدال إلى الأردن، من خارطة الطريق إلى المبادرة النفطية العربية الكبرى التي تنسب المبادرة لها هي التي صاغتها، ولا رواية المعارضة العربية رواية صحيحة، وهي الرواية التي تنسب المبادرة، الى الصحافي الامريكي الصهيوني فريدمان والتي كما جاء في رواية المعارضة بدأت باقتراح من اليهودي المذكور يعرض فيه اقامة علاقات دبلوماسية كاملة وتطبيع كامل مقابل سلام كامل، وكان ذلك في شباط ،2002 وكان فريدمان نفسه قد كتب بعد اقتراح الرئيس اللبناني السابق، اميل لحود على قمة بيروت، اضافة (حق العودة) على المبادرة تعطيلا لها، لا سيما ان هذه الاضافة، كما كتب فريدمان، تم تبنيها من سورية ومحور الممانعة.
3- تقسيم المعشر محور الاعتدال العربي ايضا بين خطين على ايقاع الانقسام (الاسرائيلي) نفسه: الخط الأول يفضل التعاون مع (حزب العمل) ومنظوراته لحل الدولة الفلسطينية ويرى ان الملك الراحل من مؤيدي هذا الخط، اما الخط الثاني: فيفضل الحوار مع (الليكود) والمدرسة الامنية (الاسرائيلية) التي تتحفظ على مشروع الدولة الفلسطينية، وينسب لهذا الخط الفريق الأردني السابق المحسوب على الامير حسن.
4- كما يسجل المعشر على محور الاعتدال العربي تناقضاته بين ما سماه بالتمسك بنهج الاعتدال في السياسة الخارجية وبين غياب هذا النهج في السياسة الداخلية وفي تعقيب على الكتاب نشره فضل النقيب في مجلة وجهات نظر (عدد اذار 2009) لا يرى النقيب اية وجاهة في الفصل بين محددات السياسة الخارجية والداخلية ويستشهد بهيكل (ليست هناك سياسة خارجية بل سياسة داخلية، تقرر أساليب التصرف الخارجي).
كما يلاحظ ان كل المبادرات السياسية الخارجية جاءت بعد ازمات داخلية. مبادرة الأمير فهد 1982 التي جاءت بعد تمرد جهيمان العتيبي في تشرين ثاني ،1979 وقبلها زيارة السادات للعدو بعد الانتفاضة الشعبية في القاهرة، الى المبادرة العربية التي ولدت في ظل تصاعد الموجة الاسلامية الاصولية قبل وبعد أحداث أيلول في مانهاتن.