اخبار البلد _ خاص
وقد لمسنا عن قرب الدور الهام للشركة في خدمة مشروع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة من حيث توفير رحلات جوية يومية منتظمة الى المدينة صباحا ومساءا اتاحت لقاصدي المدينة سهولة الوصول والمغادرة باوقات وكلف ومناسبة، من خلال رحلتين جويتيين في الصباح ورحلتين في المساء بناءا على اتفاقية تقوم بموجبها سلطة المنطقة الخاصة وشركة تطوير العقبة بتقديم دعم مالي للمكية الاردينة وصل الى ربع مليون دينار سنويا من اجل استمرار تلك الرحلات بانتظام بل وزيادة اعدادها من اجل تامين العقبة الخاصة بناقل جوي مريح وميسر.
اما وان تتقلص اعداد رحلات الشركة باتجاه العقبة مؤخرا الى اكثر من النصف وتلقي بمصلحة المشروع الوطني وبمصالح المستثمرين الى عرض الحائط ، بدعوى ان خط العقبة عمان يعد حمولة زائدة ويسبب لها خسائر مالية كبيرة، فتقوم بالغاء رحلات وتعديل اوقات الوصول والمغادرة بما لا ينسجم ابدا مع طبيعة العقبة الخاصة واحتياجاتها كمشروع يامه السياح والمستثمرين ورجال الاعمال ممن يتعاملوا مع الوقت على انه عنصر اساسي في تسيير اعمالهم، فان الواجب يستدعي وقفة جادة من اجل وضع حد لاحتكار الملكية الاردنية لهذا الخط ، اذا ما علمنا بان اتفاقية الاحتكار تلك تضمن حصر خدمة المناولة الارضية لجميع طائرات الركاب التي تؤم مطار الملك الحسين الدولي بيد شركة الملكية الاردنية حيث تحقق جراء ذلك ارباح طائلة.
وما دعاني لطرق هذا الشأن، هو الاربكاك الشديد الذي سببته قرارات الملكية الاردنية الاخيرة بخفض عدد رحلاتها باتجاه العقبة لكل من يقصدها وبشكل خاص رجال الاعمال والمستثمرين الذين يضطروا الى تعديل برامجهم والغاء مواعيدهم كي تتفق مع برامج الملكية الاردنية ، اذ لا يوجد امامهم بديل اخر سوى استخدام الطريق الصحراوي والذي سنفرد له مقالا خاصا يتناول سوء حاله ومخاطره الجسيمة ومعاناة مستخدميه والذي اصبح يقتل الاردنيين.
اعود لاقول بانه من حق هذه الشركة ان تفكر بالربح والخسارة والجدوى الاقتصادية لخطوطها، ولكن هذا لا ينبع من دور وطني بحت لا يقبل حسابات المصالح، والا فان مطار الملك الحسين الدةولي بمجمله لا يحقق ارباحا منذ انشاءه الى اليوم فهل يعقل ان تقوم الدولة او ادارة المطار باغلاقة تحت ذريعة الخسارة... فاين هو الحس بالمسؤولية والانتماء الحقيق ومصالح الوطن العليا، في الوقت الذي نتوقع فيه من ادارة الملكية الاردنية ان تقوم بدراسة البدائل التي تقلل من خسارتها جراء خط العقبة عمان، وان تخفظ اسعار تذلكرها وان تتجه الى تفعيل خط العقبة ماركا كما كان سابقا وبامكانها استخدام طائرات اقل كلفة ونحن نعلم بانها ترسل الى العقبة احيانا طائرات تتسع ل 200 راكب من اجل ان تقل بضع عشرات من الركاب.
ونحن نثق بان ادارة الشركة وسلطة المنطقة الخاصة وذراعها التطوير شركة تطوير العقبة وادارات المشاريع الاستثمارية الكبرى والقطاع السياحي سيما فنادق الخمس نجوم لن تعدم الوسيلة للوصول الى حل يؤمن العقبة بوسيلة نقل جوي ذات مواعيد ثابته واسعار مقبولة وخدمات ترقى الى افضل الممارسات الدولية.
وبكل اسف فان هذه الشركة العظيمة رفعت اسعار تذاكرها وتراجعت بمستوى خدماتها على هذا الخط، واهدرت الدعم الذي تلقته خلال السنوات السابقة، ولم تستثمره بشكل جيد واضعفت الخط واضعفت العقبة حيث وصلنا اليوم الى مرحلة صعبة فيما يتعلق بنقل الاشخاص جوا بين عمان والعقبة ويمكن ان لا تجد طائرة للعقبة لمدة يومين اوتكون الطائرة تهبط صباحا وتقلع صباحا ،
الكرة الان في مرمى سلطة المنطقة الخاصة وشركة تطوير العقبة فهي المعنية بتامين وصول البشر والسلع الى العقبة بامن ويسر، والمواصلات تعد الركيزة الاساسية في نجاح المشروع، فلا ضير ابدا من وقف احتكار الملكية الاردنية لهذا الخط، والاتجاه نحو تاسيس شركة طيران مقرها العقبة ولو بطائرة واحدة حمولة 50 راكب، او فتح باب المنافسة امام شركات الطيران المحلية والاجنبية والسعي لتشغيل خط العقبة ماركا، وهو الاكثر نجاعة وسهولة بالنسبة للركاب، ضمن شروط محددة في مستوى الخدمة واسعار التذاكر واوقات الرحلات ، وبتالي تحل مشكلة خسائر الملكية الاردنية ويكون انفع للعقبة ولمن يرغب بالمجيء اليها ويخدم الاقتصاد الوطني بشكل عام ويحرك سوق العقبة الراكد تجاريا وسياحيا ويشغل المطار الدولي .