اخبار البلد
كتب شيخ السلفيين التقليديين علي الحلبي مقالاعلى موقعهبعنوان "بين (مرسي)، و(مبارك)..أحوال ومواقف –بعيداً عن تأثيرات العواطف-!"، يشكر فيه الرئيس المصري الجديد محمد على مرسي
وقال في مقالته "صدرت عن الرئيس الحالي - ووليّ أمر المصريين (الشرعي)-بحكم الواقع - الدكتور محمد مرسي-مواقفُ -: أراها –بالمقاييس العصرية-وبخاصة (السياسية!)-منها- مشرّفة ؛ لا بد من ذكرها ، وشكرها-مع التعليق عليها-و" لا يشكر الله من لا يشكر الناس".
وفي نفس الوقت، لم ينس الحلبي في مقالتهمهاجمةجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي،طالباً من الله تعالى أن يعينه على ترك أفكار جماعة الاخوان المسلمين".
نترككم مع مقالة الحلبي:
... لا أدري كيف وصل بي الإبحارُ عبر (الإنترنت) –كما هو الاصطلاح العصري!- إلى مقال كتبه مَن عنون مقالاً له بقوله-ووصفه لنفسه- بـ : (أنا مصري سلفي بريء من ما يسمى ثورة ولا أنزع يدي من طاعة مبارك)!
..فكان مما قال في مفتتح مقاله: (أنا سلفي مصري باسمي وباسم بعض أصحابي أقول نؤكد على مبايعتنا لمبارك وعدم نزعنا لطاعته ومخالفتنا لهؤلاء الثوار عملا بسنة نبينا وبمذهب سلفنا!!!!)!
فلا أدري -والله-أية عقول هذه!
أين إدراكاتهم؟!
وفهومهم؟!
ولستُ أقول: أيّ (منهج!) هذا ؟!
فهؤلاء -يقيناً-لم يمرّ بهم منهجُ السلف –فضلاً عن أن يمرّوا (هم)عليه- ؛ حتى يعرفوا ما هم عليه من زلل ، وخلل؟!
ألم يسمعوا بـ (أحكام المتغلّب) عند السلف ، وعند الفقهاء مِن بعدهم!؟
ليست هكذا السلفية -والله-..
يا بنيّ:
حسني مبارك-الآن-قابعٌ في غياهب السجن!
ولا يعلم حقيقةَ ما سيؤول إليه حالُه إلا ربُّه العليمُ به.
ومما لا يشك فيه عاقل-ولا أقول: عالم!-: أن الحاكم المأسور منزوع الولاية ؛ تبعاً لكونه مسلوبَ القدرة على سياسة شؤون الخلق.
ولست -الآن- في مقام النقل والتحرير لنصوص العلماء في (أحكام المتغلّب) ؛ فهي مقررة ، معتبرة ، لا يجهلها إلا من سفِه نفسه!
ولكني أقول:
في الوقت الذي يقبع فيه حسني مبارك-الآن- في غياهب السجن: صدرت عن الرئيس الحالي - ووليّ أمر المصريين (الشرعي)-بحكم الواقع - الدكتور محمد مرسي-مواقفُ -: أراها –بالمقاييس العصرية-وبخاصة (السياسية!)-منها- مشرّفة ؛ لا بد من ذكرها ، وشكرها-مع التعليق عليها-و" لا يشكر الله من لا يشكر الناس"- :
1-الترضي عن كبار الصحابة-رضي الله عنهم- ممن تكفرهم الشيعة الشنيعة –لعنهم الله–وفي عقر دارهم-وأمام رؤوس أكابرهم وكبائرهم-!!
وفي هذا الصنيع منه -زاده الله توفيقاً-إغاظة للشيعة الروافض ؛ كما قال ربنا -تعالى- :{لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.
قال الإمام البغوي في "تفسيره":
"قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: مَنْ أَصْبَحَ وَفِي قَلْبِهِ غَيْظٌ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ فَقَدْ أَصَابَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ".
فكيف الشأن بمَن جعلهم يغتاظون مِن تعظيم شأنهم بالترضي عنهم -رضي الله عنهم-؟!
** والذي نطمع به-ونطمح-في ضوء ذا-أمران:
أ-إغلاق كافة المنافذ التي يريد الشيعة -منها-ومن ورائها-الدخول إلى مصر-من حسينيات، وأذان مبتدع ، ونشر لعقائد ،و..و..و..-فيما بلغنا-.
ب-الوعي بخطر الشيعة –بل التوعية به-.
وأما ذاك الصلح التاريخي بين (جماعة الإخوان)،و(الشيعة)-تحت شعارات واهية!-: فلا بد من إنهائه.
فالرئيس مرسي-اليوم-ولي أمر شرعيّ-(بحكم الواقع)- ؛لا قيادي حزبيّ-(بحكم الظاهر)-!
2-إدانة النظام السوري النصيري فيما يقوم به من جرائم بحق أهل السنة ، وأمام أسماع ونواظر (إيران)-الراعي الرسمي(!)-والحليف الأساس-مع (حزب اللات)-اللبناني- للقتل النصيري-الظالم-!مما دفع الوفد السوري إلى مغادرة قاعة الاجتماع!!
** والذي نطمع به -ونطمح-في ضوء ذا-أكثرَ أكثرَ-من (مصر) –المسلمة –أم الدنيا-:
تفعيل القول إلى فعل –ولو بالقليل المقدور عليه منه-...
نعم ؛ ثمة معايير دولية لإدارة الصراع ،و..و..
لكن ؛ لا بد من ضغوط معينة –أكثر من مجرد القول-.
ثم:
إذا كان مجرد (القول) قد آذى الشيعة الشنيعة ؛ مما دفعهم (!) إلى تحريف الكلام أثناء الترجمة الفارسية ؛ بحيث انقلبت (سورية)إلى:(البحرين!)!وتأييد (الثورة) إلى تأييد (النظام!)!!!..و..و..!!
فكيف إذا كان ثمة ضغوط –فضلاً عما قد يكون أكثر من ذلك من (مصر)الثمانين مليون مسلم-؟!
3-أثناء حوار بعض كبار الصحفيين الغربيين مع الدكتور مرسي –وفقه الله-: تجنّب-ألبتة-ذكر اسم (إسرائيل)على لسانه!
وقد استرعى هذا التصرفُ انتباهَ هؤلاء الصحفيين!مما دفعهم للتنويه به!والإشارة إليه!
منبهاً – ها هنا-إلى أن (إسرائيل) هو اسمُ نبي الله يعقوب-عليه الصلاة والسلام- ، وهو مما ينبغي أن ننزّه عن التسمية به هذه الدولة المحتلة المسخ!
** والذي نطمع به-ونطمح-في ضوء ذا-: التضييق على دولة اليهود (!) –أكثرَ وأكثرَ- ؛ بما يعرّفها –أكثرَ وأكثرَ-أيضاً- مقدار حجمها الحقيقي في نفوس مسلمي (مصر) المسلمة-قيادة وشعباً-ولو في ظل ما يسمى بـ (الصلح مع...)-!
وبعد:
..فإننا نشدّ على أيدي الدكتور مرسي –وفقه الله-، وندعو الله له بمزيد من القول الحق ، والعمل به ؛ فصلاح الوالي صلاح للرعية-وقد قال عددٌ من السلف :(لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان)-.
مع تذكير ألبّاء القراء-وفقهم الله-بأن طاعة الدكتور محمد مرسي-بصفته ولي الأمر لمن هو تحت يده-لا يمنع من الاستمرار في نقد أفكار الجماعة التي (كان !) ينتمي إليها ، وهي : (جماعة الإخوان المسلمين)-والتي نرجو الله-تعالى-أن يعينه على ترك أفكارها(!)-أيضاً- ؛ دون التعرض له -بذاته-سواءً ممن هم تحت طاعته ، أو غيرهم-؛ لِمَا تقرّر عند أهل السنة من عدم جواز النصح لذي سلطان على الملأ-فكيف بنقده ،والطعن به - ؟!
مع جواز النصح ، والتنبيه -بل النقد-فيما يتعلق بالظواهر المخالفة للشريعة في عموم البلد -كالخلل العقائدي،والربا ،والملاهي،و..و..-.
وهذا هو الواجبُ على السلفيين -جميعاً-في العموم-: أن ينتصروا لدين الله - تعالى-، و شعائره حيث نُصرت ؛ دون تدخّل في النّوايا! أو استباق الأحداث! أو التكهّن بما سيحدث !
فحيثما رُفعت للإسلام راية -أو شعار-: وجب علينا عدم التخذيل، أو الطعن في النوايا ، بل الواجبُ: المسارعة إلى إعانتهم فيما من الممكن أن يكون سبباً لنصرة دين الله -تعالى- .
و هذا -كما قدمتُ- لا يمنع -بحال-من الرد على مناهجهم و انحرافاتهم ...
ثم : إن الواجب عليهم -في الخصوص-: أن ينصفوا الدكتور محمد مرسي -بصفته وليَّ أمر أكبر دولة عربية-؛ فلا يكونوا عوناً للعلمانيين -أضرابهم-من الطاعنين فيه-: بأنه
لم ينجز كذا! ولم يفعل كذا!!
فضلا على أن يحاسبوه على الموروث من الحكومات السابقة له- المتعاقبة -وما أكثرَها-وما فيها من خلل وفساد -أضحى لا يخفى!- وكأنه هو الذي أنشأ الجمهورية المصريةّّ-!!
فكيف يحاسبونه على ما هو منتشر -في(مصر)بوجه خاص- من الشرك ، والمعاصي ، والبدع ، والفساد ،واختلال الأمن -هذا وهو لم يمض على توليه منصب الرئاسة سوى أسابيع محدودة-تقل عن مئة يوم- ؟!
بل ربما هو -إلى الآن!- لم يتعرف على أروقة قصررئاسة الجمهورية ؛ فضلاً عن أسرارها !
ونحن -أيها الأفاضل-في مثل ما نحن فيه-الآن-من االشد على يده ، والثناء على ما فيه خيرٌ من مواقفه:إنما نفعل هذا -وما إليه- لكسب الدكتور مرسي -رئيسا-؛ مما هو -بلا شك- أولى من إظهار معاداته ! و رميه إلى الطرف الآخر(!) -الذي يُحسن أساليب الجذب و المعاملة -لعله أحسن منا- !
و هو المقصود -أصالةً- بتوجيه ثنائنا على الحق من مواقفه ، ودعائنا له بالمزيد من السداد!
وختاماً:
نذكّر سيادة الرئيس الدكتور محمد مرسي –زاده الله توفيقاً-بأهمية ربط عموم الأمة المصرية بعوامل الإصلاح الحقيقي ، والذي أهمها –قبل الاقتصاد! والإدارة!والسياسة!..و..و..- :
الإيمان الحق ، وذلك بـ:
إصلاح العقيدة والتوحيد...