فقدت الأسرة الصحفية عامة وأسرة عمون خاصة زميلا صحفيا عزيزا وأحد كتابها المغفور له باذن الله تعالى الأستاذ عبد الجبار أبو غربية الذي انتقل الى الرفيق الأعلى قبل ظهر الإثنين بمدينة الحسين الطبية ووري جثمانه الطاهر بعد صلاة عصر الإثنين في المقبرة الاسلامية بسحاب.
وكان الزميل الراحل قد أصيب قبل نحو أربع سنوات بمرض عضال في رئته اضطر الفريق المعالج أن يجري مداخلة جراحية لاستئصال الورم الخبيث وقد تماثل للشفاء مدة سنتين ليصاب بورم خبيث آخر بعد تلك المدة في الدماغ حيث تم اجتثاثه ليعاوده ثانية بعد سنتين ايضا.
كان الراحل " أبو جاد " قلعة من قلاع الصبر والايمان والاحتساب ، وواجه وضعه بايمان منقطع النظير مستهزءا بكل اشكال الأورام معبرا عن عقيدته الراسخة "ان كل شيء بقدر" وان "كل نفس ذائقة الموت" .
ويشار الى ان الفقيد كان عضوا في نقابة الصحافيين الأردنيين وعضوا في اتحاد الصحافيين العرب ، كما انه عضو في رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الادباء والكتاب العرب ... وهو عضو نشيط في اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني . وكان يعمل مراسلا لصحيفة عكاظ السعودية .
ونعت رابطة الكتاب مساء الاثنين الكاتب والمسرحي عبدالجبار ابوغربية عن 61 عاما اثر معاناة طويلة مع مرض عضال.
ورفد الفقيد ابو غربية المولود العام 1951 المشهد الابداعي الاردني بالعديد من الانجازات في حقل الكتابة المسرحية والدراسات النقدية والمقالة الصحفية.
ومن ابرز مؤلفاته مسرحيات: الارض الطيبة 1984 ، الطراطير 1985، المجنون في غرفة 7 الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 1989، والجاهة 1990.
أتسمت مواقف الفقيد الراحل وكتاباته بالبهجة والنكتة والحيوية قبل واثناء المرض.
ويستذكر الكثير من الكتاب انحيازه الدؤوب الى هموم وتطلعات الوطن وامته وعلى وجه الخصوص القضية
الفلسطينية التي قدمها في اكثر من نص مسرحي، حيث توقف النقاد عند الكثير من لقياته الجمالية والفكرية النابضة بالشغف والتعلق بتفاصيل حياة الناس البسطاء اليومية والتي غالبا ما تسبح في افاق الفن والمعرفة الصافية.
ودأب ابو غربية على نشر مقالاته في صفحات عمون وتحدث كثيرا عن صراعه مع مرض السرطان ، وكان يُصر في كل مرة أن يشير الى صراعه مع المرض وانتصاره عليه لكن القدر اختطفه هذه المرة .
أسرة "عمون" تتقدم من ذوي الفقيد العزيز "أبو جاد " وعشيرته واصدقائه والأسرة الصحفية كافة بأحر مشاعر العزاء مبتهلين الى العلي القدير أن يحسن مثواه.
تقبل التعازي لمدة ثلاثة أيام في ديوان عشيرة " أبو غربية " برأس العين في عمان.
غفر الله له وجزاه الجزاء الأمثل والأكمل واحتسب منزلته مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
انا لله وانا اليه راجعون.
آخر مقالة كتبها قبل أشهر في عمون حول المرض الذي باغته من جديد بعد شفائه ، قبل أن ينقض عليه من جديد.