فيسك: الإعلام السوري إختار الجرأة لمواجهة الفبركات
الثلاثاء-2012-09-04 | 08:31 pm
أخبار البلد -
في قراءة موضوعية للمشهد الإعلامي السوريالذي يشهد تحولات بنيوية مهمة انعكست في تغطيته المتطورة
للأحداث التيتشهدها
سورية قدم الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك مقاربة تحليليةلمضمون الإعلام السوري توصل من خلالها
لنتيجة مفادها أن هذا الإعلام اختارالجرأة في قول الحقيقة كما هي والمصداقية المدعومة بالوثائق القادمة منالميدان لمواجهة كم الفبركة والتضليل
الكبيرين الذي يشوب تغطية الاعلامالمضاد للمشهد السوري.
فيسكانطلق في تحليله الذي ضمنه في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت أمس بعنوان "وزير إعلام يريد تقديم الحقيقة"
من دلالات اختيار محلل سياسى ليقودالإعلام السوري في مرحلة حساسة تتعرض لها الحقيقة في سورية إلى الكثير
منالتشويه والتضليل
حتى يتسنى له التمتع بالمرونة الكافية للتعاطي معالمستجدات السياسية بافق مفتوح معتبرا أن مواكبة رأس
الهرم الإعلامي السوريممثلا بوزير الإعلام عمران الزعبي للأحداث فور وقوعها وتقديم التعليقاتالأولية عليها بجرأة ووضوح وتوجيه
الرسائل القاسية لأعداء سورية اقترببالاعلام السوري مجددا من المصداقية التى يحتاجها.
وقال فيسك إن المشاهدين السوريين لميعتادوا الكلام المباشر من هذا النوع من أركان الدولة
وأيضا هذا الرتمالقوي لرأس هرم عمليات وسائل الاعلام الحكومية الذى تحدى أعداء سورية
عندماحاول مسلحون اقتحام
مدينة دمشق بالقول "إنهم يدعون هذه المعركة معركتهمالاخيرة.. نعم أنا أوافق أنها المعركة الاخيرة وسوف
يخسرون". وفي معرضتدليله على انتقال الاعلام السوري من لغة الخطاب إلى لغة الصورة
الصادقةدعا
فيسك من يريد الاطلاع على حقيقة الأوضاع فى سورية وتضحيات الجيش السوريإلى متابعة التلفزيون السوري ليروا بأم
أعينهم هذا الجيش وهو يشق طريقهعبر شوارع دمشق العاصمة ويشاهدوا تضحياته ويعاينوا أمامهم جنديا سوريامصابا بجروح بالغة ملقى في الشوارع
الضيقة لمدينة حلب وهناك اثنان من رفاقهيحاولان تضميد جراحه.
ويرى فيسك أن تعيين الزعبي وزيراللإعلام من قبل القيادة السورية في هذه الظروف يهدف إلى
تحويل التلفزيونالسوري إلى مصدر موثوق للمعلومات حيث بدأنا نرى مراسلين شبانا يرتدون
خوذازرقاء وسترا واقية
من الرصاص تحمل علامة صحافة تشبه تلك التي يستخدمهاالصحفيون في الغرب ويقدمون تقاريرهم الميدانية الحية من
حلب. وقال فيسك: إن
الزعبي محلل سياسي من نوع نادر داخل الحكومة السورية يقود الإعلامالسوري في تجربة تبدو شبيهة بما تعتمده
احتكارات اعلامية كبرى مثل "سي إنإن" عندما تلجأ الى المحللين السياسيين والكتاب البارزين لقيادة
عملياتهاالإعلامية
وخاصة أن وزير الإعلام السوري الجديد يصرح أنه "من المؤمنينبالحرية والانفتاح" من المبنى الذي
كان يعد بالنسبة لمراقبي المشهدالاعلامي السوري أنه معبد للحقيقة بمعنى أنه لا وجود للرأى المخالف.
ولفتفيسك إلى أنه من المؤشرات الجدية والواضحة على التحول فى آلية تفكيروإدارة الإعلام السوري الدعوة التى وجهها
وزير الإعلام إلى المعارضةالسورية بالقول: "أوجه دعوة مفتوحة إلى المعارضة السورية للظهور
على الشاشةالسورية"
إذ أنه في المراحل السابقة كان هناك "فيتو" حول من يستطيع الظهورعلى الشاشة وقد ألغي هذا الفيتو وكان
هناك بعض العقليات التى أصبحت معتادةعلى القواعد القديمة واستغرق دفعهم نحو مزيد من الانفتاح والحرية
قليلاًمن
الوقت". ولخص فيسك جوهر الحرب الإعلامية الدائرة في سورية مستندا
لمايقوله الوزير
الزعبي بشكل صريح "نحن لا نريد وسائل إعلام كاذبة والفرقبيننا وبين وسائل الإعلام الأجنبية أننا
نقول الحقيقة لكن بطريقة فجة وغيرمتطورة وهم ماهرون فى تسويق أكاذيبهم بطريقة جميلة".
وختم فيسك بالقول إنه مع هذا الانفتاحالذي يشهده الإعلام السوري إلا أن هناك
أدوارا لم يأخذها بعد إذ لا يمكنأن يقوم التلفزيون الحكومي بالتحقيق في الأعمال التي تقوم بها أجهزة
الأمنأو التحقيق فى حجم
الأضرار المباشرة الناجمة عن القوة النارية للجيشالسوري.