اخبار البلد : عمان ، 28 آب ، محمد شريف الجيوسي
أطلق الأردن ،وعدد من منظمات الأمم المتحدة والهيئة الخيرية الهاشمية ( نداء إغاثة مشترك ) لدعم جهود استضافة اللاجئين السوريين إلى الأردن .
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الذي اطلق النداء من مقر وزارته ، أن من المنتظر أن تبلغ كلفة إنشاء مخيم الزعتري 150 مليون دولار . داعيا المجتمع الدولي والجهات المانحة للتحرك جديا لتقديم الدعم المطلوب لتلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين .. معتبراً أن استضافة الأردن نحو 140 الف لاجئ سوري خارج المخيمات تجاوزت 200 مليون دولار .
يذكر أن ايرلندا قررت تخصيص مبلغ 2,5 مليون دولار للاجئين السوريين من خلال منظمات.
من جهته سيشارك وزير الخارجية الأردنية ناصر جودة على رأس وفد أردني في الاجتماع المقرر عقده في نيويورك الجمعة المقبلة لبحث الملف السوري.
وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية؛ سمسح المعايطة ، بأن ( الأردن مستمر في أداء واجبه الإنساني تجاه الأشقاء السوريين ).
ونفى المعايطة الأنباء التي ترددت عن إيقاف استقبال الاردئين السوريين مطالبا المجتمع الدولي بالخروج برؤية واضحة لمساعدة الأردن في تحمل أعباء استقبال اللاجئين السوريين .
وكتب حسين الرواشدة في صحيفة الدستور الردنية ؛ اليوم تحت عنوان ( الأردن في مواجهة عاصفة " اللاجئين " ) قال فيه أن الأردن من جانب – امني- يتوجس من «اختراقات» امنية مفتعلة لا يستبعد ان يفكر بها «النظام» لتصدير ازمته او الانتقام من جيرانه .. اما الحسابات السياسية فلها قصة اخرى.
وأضاف الرواشدة انه اذا وصل عدد «اللاجئين» السوريين – كما نتوقع- الى نحو 200 الف شخص، واذا ما استمرت «احتجاجات» هؤلاء على سوء اوضاعهم في المخيمات فان السؤال الذي لا بد ان يطرح على الصعيد الرسمي هو: ما العمل؟ هل سنكتفي ببناء مخيمات جديدة؟ هل سننتظر «المساعدات» العريبة والاجنبية التي ما تزال متواضعة، ام اننا سنحذو حذو «تركيا» التي اعلنت بانها لن تستقبل اكثر من 100 الف لاجىء.. وبأن الحل –من وجهة نظرها- هو اقامة «مناطق» عازلة على الارض السورية تخضع لحماية دولية.
وتساءل الرواشدة ما الذي يدفع الاردن الى «استقبال» هذه الاعداد المتصاعدة؟ داعياً للتفكير بشكل موضوعي، اللاجئون هنا يقولون بأنهم هربوا من جحيم القتل الى جحيم «المخيم»، وهم يخرجون – يوميا- للاحتجاج ويتصادمون مع رجال الامن، وبعضهم يطالب «بالعودة» الى بلاده.. ونحن ايضا نشعر – بالحرج- من عدم قدرتنا على «استضافتهم» لانه «ما في اليد حيلة» وهم يعرفون ذلك، والعالم كله ما زال يتفرج، والقليل من المنظمات الانسانية وبعض الدول الشقيقة بعثت بعض «المساعدات» فهل يجوز ان يستمر هذا «المسلسل» وان يدفع البلد من سمعته وأمنه ثمنا لا يستطيع -اصلا- ان يتحمله؟
ورد الرواشدة على القائلين بان كل «الطرق» مسدودة، وانه ليس امامنا سوى القبول «بالواقع» والتعامل معه، هذا بالطبع غير صحيح، وعلينا ان نواجه «الازمة» بمزيد من الشجاعة، فالعالم يجب ان يتحمل مسؤولياته «واللاجئون» الذين كان يفترض «من وجهة نظر بعض الحلفاء- ان يكونوا ورقة ضد النظام اصبحوا «ورقة» ضد الجميع، النظام والمعارضة وحلفائها، ومن الممكن أن يفعل الاردن ما فعله الاتراك، وان تدفع «بملف» اللاجئين الى الامم المتحدة، او ان تبحث عن مخارج سياسية –مهما كانت- لكي تتخفف من اعبائه الثقيلة.
في الايام الماضية شهدنا «مظاهرات» في الزعتري، وقبلها في شوارع اربد، ويمكن ان تمتد هذه الاحتجاجات الى العاصمة، لكن الاهم من ذلك هو ما نتحمله من «اساءات» لسمعتنا بسبب اوضاع اللاجئين وما نقرؤه من تقارير اعلامية تنقل بالصورة والصوت ما يحدث في «الخيام» المنصوبة التي تحولت الى «مكاره لا انسانية».
وتساءل قاريء أردني معقباً على ما كتبه بالرواشدة ، لماذا لم تطرح فكرة استضافة اللاجئين من قبل دول الخليج؟؟ القريات مش كثير بعيدة عن المفرق ( التي نصب فيها مخيم الزعتري ).
وعقب د. محمد العوايشة من الكورة ( الحدودية مع سورية ) لكل دولة طاقة استيعابية ،والاردن كذلك، وعلى الحكومة ان تحدد طاقتها الاستيعابية بحدود امكاناتها القصوى فالظرف انساني صحيح لكن لا يجب ان يكون على حساب أمن واستقرار البلد ولا يعني ذلك التخلي عن
اللاجئين بل يجب ان يكون هناك وسائل أخرى للتخفيف عن كاهل الاردن سواءً بالتنسيق مع دول عربية واجنبية باستقبال ما فوق طاقة الاردن او بتقديم الدعم المادي الذي يخفف العبء عن الاردن ،أما أمنيا فهذا موضوع حساس لا يجب التهاون فيه اطلاقا فكل من يثير المتاعب يجب ترحيله و"على الغريب ان يكون اديبا" وبالتأكيد هذه الجملة الاخيرة تنطبق على عدد قليل من اللاجئين فلا يجب ان يكونوا سببا لاثارة المتاعب لأنفسهم ولزملائهم اللاجئين ،قلوبنا مع الشعب السوري صحيح لكن ينبغي ان لا يكون على حساب امن البلد فاذا امنّا امننا اولا نكون قادرين على تأمينه لهم، عليهم ادراك ذلك ثم عليهم ان يتحملوا قسطا من الظروف الصعبة التي يمرون بها وتمر بها المنطقة كلها ،اخيرا هم اخواننا لكن نقدم لهم كل ما هو ضمن طاقاتنا بارادتنا لا فرضا علينا.
مراقبون يقولون أنه لم لم تقم مثل هذه الضجة عندما لجأ إلى الأردن في أعقاب احتلال أمريكا وبريطانيا ؛العراق سنة 2003 والسنوات التالية نحو 750 الف لاجئ عراقي وما زال بعضهم . ولماذا لم تقم قائمة سورية عندما لجأ إليها نحو 1,75 مليون نسمة وما زال عدد كبير منهم ، وتزامن مع لجؤهم سنة 2006 لجوء نحو مليون لبناني إلى سورية لبعض الوقت في أعقاب العدوان الصهيوني على لبنان الذي استمر 33 يوماً .
مراقبون يرجحون أن سبب تذمر اللاجئين في مخيم الزعتري أن منظمات إسلاموية اردنية وسورية وجهات خلايجية قامت بإغراء العديد منهم باللجوء وبعضهم من المقيمين في الأردن في المعتاد قبل الأحداث ومن الرعيان الحدوديين والنور ، وصورت لهم اللجوء سمنا وعسلاً وأن مخيمات اللجوء في الأردن كمثيلتها في تركيا 5 نجوم ( أعدت تلك قبل بدء الأحداث في 15 آذار 2011 ) لتعظيم اعداد اللاجئين وتشكيل ضغوط شديدة على النظام لتبرير تدخل دولي غير مقبول ، نيتوي غربي امريكي سلجوقي ضد سورية ،
وعندما تكشفت حيلة اللجوء واعلن اللاجئون رفضهم للواقع الذي أغروا به ، وقع الأردن في حيرةٍ نصبها له أولئك ، ليدفعوا به إلى التورط في مستنقع أزمة خلقوها، أطلقوا كذبة حصول اختراقات أمنية سورية بين اللاجئين، فيما الاختراق الأمني الغربي من الفه إلى يتمثل فيهم ومن صنعهم .