اكد رئيس مجلس الاعيان طاهر
المصري ان النية ليست متوفرة لديه لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، ولكن ظروف
المستقبل ربما لها كلمة أخرى. وقال
في برنامج الراي الثالث الذي يقدمه الزميل جهاد المومني على شاشة التلفزيون الاردني
ان تأجيل الانتخابات مخاطرة، لكنه لم يسقط من الحسبة قضايا الوضع
الامني، والحالة التي تعيشها الدولة من المحاولات المتكررة للتطاول على هيبتها.
وقال ان مشهد اغلاق الشوارع وحرق الاطارات ونفرات
الغضب التي عاشتها البلاد بعد اعلان نتائج انتخابات 2010 آذت البلاد كثيرا
ولكي تمر البلاد من هذه الازمة اقترح ان تكون هناك خارطة طريق للانتخابات
تؤكد جدية الدولة بإجرائها وتحفز المواطن على التسجيل في سجلات الناخبين. وقال
المصري ان مبدأ انشاء الهيئة المستقلة خطوة تقدمية كان لابد من انجازها لتثبت الحكومات ان
الاردن جاد في انتاج مجلس نيابي منتخب بشكل تمثيلي صحيح وبشكل نزيه وشفاف.
وقال: كان هناك اتهامات وشكوك او ظلال حول
الانتخابات السابقة، وكان لابد ان نبرهن ان ما تم سابقا نريد ان نتخطاه واننا جادون
في موضوع الاصلاح.
وتابع:إن هناك اختلافات، وهناك رأي معين حول قانون الانتخاب ليس
هناك اتفاق عليه، وهناك خوف من الموضوع الامني الذي قد يعطل موضوع الانتخابات،
وهناك جهات اخرى تريد ان تطيل عمر المجلس وعمر الحكومة، وكلها تتفاعل في
الساحة الاردنية بيد ان هناك اجواء لم تنضج بعد لدفع عملية الانتخاب والتسجيل
بشكل كامل.
واضاف حصلت هناك تغييرات في العالم العربي وتغييرات جذرية
واساسية، وهناك اجيال طامحة بالمشاركة في صنع مستقبلها لأنها اُقصيت في
بعض الاحيان من مناسبات ومشاركات في صنع القرار.
وقال إن الوضع الاقتصادي الصعب الذي نمر فيه من
القضايا التي تراكمت وظهرت مع الربيع العربي على السطح.
وبين أن تأجيل الانتخابات له مضار كثيرة، ويجب
ان تقوم الدولة بكل عناصرها وفئاتها على توفير اجواء مناسبة لإجراء الانتخابات، لان نية الدولة على الرغم من الشكوك
الكثيرة تتمثل بإجراء انتخابات نزيهة. وأوضح أنه إذا ما اكتملت البنية
التحتية للأحزاب والبرلمان فيصبح ممكنا الحديث حول انتخاب مجلس اعيان،لكن هذا
المجلس يجب أن يؤدي وظيفة أخرى لا تكون تكرارا لمجلس النواب.
وعن قانون المطبوعات المعدل قال المصري ،نحن ديمقراطيون، ولا
استطيع الحديث عن القانون لأنه مازال في مجلس النواب، ولا ندري ما هو التعديل
الذي يجريه مجلس النواب، لكن من حيث المبدأ نحن سننظر للقانون بشكل
موضوعي، ولا شك بأن حرية الاعلام يجب ان تكون مصانة وموضع احترام شديد
فالإعلام اصبح مهما وله دور كبير في الحياة السياسية.
واردف..لكن يجب ان تكون هناك مهنية عالية حسب معادلة ذات شقين
الأول حرية الاعلام، والثاني المهنية، مشيرا الى أن الشكوى كلها على المواقع الالكترونية، لكن
هذه المواقع تعتبر تطورا جديدا لم يستقر بعد.
وأشار الى أنه ضد مشاركة المخيمات في الحراك
السياسي اذا ما جرت كمخيمات للاجئين الفلسطينيين، أما اذا شارك أفراد من
المخيمات كمواطنين اردنيين في الحراك فهذا موضوع اخر.
واكد المصري ان مفهوم الانتماء لابد ان يكون للوطن
والدولة اولا، ثم بعد ذلك تأتي سائر الولاءات للمنطقة او للإقليم او للعشيرة
او للعائلة، وهناك مفاهيم للدولة يجب ان لا نتخلى عنها، فهذا التفكك
والتشرذم في الدولة يؤدي الى اشياء خطيرة، ويجب ان نبقى وحدة متماسكة.