أخبار البلد -
ترأس نائب مدير الأمن العام اللواء محمد الرقاد، وفدا امنيا رسميا الى السودان لمتابعة الإجراءات والتحقيقات التي تقوم بها قيادة الامم المتحدة والجهات الامنية والعسكرية الأخرى هناك، في حادثة اختفاء ضابطي الصف الأردنيين قبل اسبوع تقريبا، في دارفور، بعد انقطاع الاتصال بهما عند وصولهما الى احد الاسواق هناك.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ان الوفد الأردني الذي وصل السودان امس، ضم مدير العمليات في المديرية العامة لقوات الدرك العميد كايد البدور، ومدير الأمن الوقائي العميد منتصر النوايسة، ومدير مكتب حفظ السلام العقيد محمد الملاجي، ومدير ادارة المعلومات والشؤون الأمنية في قيادة قوات الدرك المقدم معن وريكات، ورئيس المركز الإعلامي الأمني المقدم محمد الخطيب. ونقلت الوكالة، ان الوفد سيلتقي قيادات أمنية وأممية هناك، للوقوف على تفاصيل حادثة الاختفاء ومتابعتها، لحين الكشف عن مكان اختفاء الضابطين وضمان عدم تعرضهما للأذى.
الى هذا، اكد السفير السوداني لدى الأردن عثمان نافع لـ"الغد" على ان حكومة بلاده تولي موضوع اختفاء ضابطي الصف الأردنيين في دارفور، اهتماما بالغا وانها شكلت لجنة لمعالجة الأمر، والبحث عن المختفين منذ اختفائهما يوم الاثنين الماضي.
وأكد أن جهودا كبيرة جارية للبحث عنهما الآن، وان اللجنة المشكلة تتكون من افراد من اجهزة أمن سودانية، وسلطات محلية وبعثة مشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة (يوناميد). وحول المعلومات المتوافرة من السلطات في السودان حول اختفاء الضابطين، لفت الى توافر ما اسماه بـ"خيوط للتعامل مع الجهة التي قد تكون احتجزتهما".
وكشف ان حكومته "تتوقع" ان يكون الضابطان "محتجزين"، ولكنها لا تستطيع تحديد الجهة الآن، "فهناك جهات عديدة في دارفور وقد تكون جهة لا تمثل إلا نفسها وتريد فدية مثلا"، وفقا للسفير.
وفيما أكد ان الأمر يتطلب التعامل بقدر من الحكمة من قبل الحكومة السودانية، نظرا لتكرار مثل هذه الحوادث في دارفور، خصوصا مع اعضاء فريق البعثة الدولية "اليوناميد" الذين تعرض افراد منهم للخطف او الاحتجاز.
وأشار في هذا الصدد، الى ان هذه الحوادث كانت تنتهي في العادة بطريقة سلمية، ويفرج عن المحتجزين، وأن الحكومة و"اليوناميد" تتفاوضان مع هذه الجهات وينتهي الأمر بسلام.
وحول توقعات الحكومة السودانية بأن يكون الأمر "احتجازا"، قال السفير "عندما تطول فترة الاختفاء، فلا يمكن ان نقول انهما اختفيا بطوعهما، وتكون الاحتمالية الأكبر تدخل عوامل أخرى كالاحتجاز".
كما أشار الى زيارة الوفد الأمني الأردني للسودان، مؤكدا على ان الوفد سيلقى كل التسهيلات لأداء مهمته، متأملا سماع اخبار جيدة قريبا.
وبين نافع أن "البيئة في المنطقة التي اختفيا فيها بشكل عام، بيئة آمنة، ومن فيها ليس لديهم اي مواقف من الأردن والأردنيين".
من جهتها، حاولت "الغد" منذ الثلاثاء الماضي، وفور ورود خبر اختفاء ضابطي الصف الأردنيين، وحتى الاول من امس، الحصول على معلومات من وزارة الخارجية حول اتصالات الوزارة مع الجهات المعنية بالسودان، لمعرفة حيثيات الأمر، لكنه لم يتسن لها ذلك على مدار اربعة ايام.
وكان المركز الإعلامي في مديرية الأمن العام، اعلن قبل اسبوع، ان ضابطي صف من القوة الأردنية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة في دارفور، اختفيا من إحدى المناطق هناك، وان البحث جار عنهما، وانه "لا توجد دلائل الى حين صدور البيان (قبل اسبوع) تدل على تعرضهم للخطف او للأذى".
وأشار المركز الى أن الضابطين كانا متجهين برفقة مراقبين دوليين لشراء احتياجات للمعسكر الذي يعملون فيه، من احد أسواق منطقة كبكابية، وبرفقتهم مجموعة حراسة من أفراد السرية الأردنية، وكانت مدة التسوق ساعتين، وعلى شكل مجموعات.
وانه عند الانتهاء من التسوق وعند التجمع في النقطة المتفق عليها للتفقد والعودة الى المعسكر، لم يعثر على الضابطين، فتم البحث عنهما دون جدوى، وما يزال البحث وجمع المعلومات عنهما جار على قدم وساق، للتوصل الى ملابسات اختفائهما.
يذكر ان مجلس الأمن الدولي، اصدر قرارا في تموز (يوليو) الماضي، يقضي بتمديد التفويض الممنوح لبعثة "يوناميد" في دارفور لمدة عام.