أخبار البلد -
م يسبق لمدينة عمان أن غرقت في النفايات كما يحصل الآن.. هذا على الأقل ما يمكن به وصف المشهد «المروع» للنفايات التي تتكدس بكثافة في أجزاء ومساحات واسعة من شوارع وأحياء وأزقة العاصمة.
أهالي عمان يتعايشون جنبا الى جنب مع «جزر النفايات»، فعلى جوانب الطرقات الرئيسة والفرعية تنتشر أكوام من النفايات وتتكدس ناشرة روائح كريهة وأمراضا على أنواعها. والمشكلة لا تقف هنا، فالنفايات تبقى متكدسة لاكثر من أسبوع وأسبوعين أحيانا، ما يزيد من تفاقم الازمة.
«طفح الكيل».. هذا ما يردده أهالي عمان وهم يواجهون أزمة النفايات التي تهددهم يوميا، وربما أن الكيل لا يعني هنا نفاد صبرهم، بل أيضا حاويات ومكبات النفايات التي طفحت هي أيضا بأوساخها وجراثيمها وروائحها.
المواطن سالم (أبو موسى) لم يعد بوسعه أن يحتمل وضع المكب الملاصق لمنزله في منطقة تلاع العلي، وهو يقول انه توجه كغيره من آلاف المواطنين الذين يشاركونه الشكوى بكل غضبه الى أمانة عمان الكبرى لنقل شكواه الى مسؤوليها من تكدس النفايات في الشارع الذي يسكن فيه وإيجاد حل للروائح التي تفوق الوصف والتي تنبعث من أكوام النفايات الى جانب ما قد تتسبب به من أمراض، حيث أبلغ الجهات المعنية في الامانة عن الاوضاع المتردية لخدمات النظافة في منطقته، وما زال ينتظر ردا رسميا على شكواه على الأقل، كما يقول.
ليست هي المرة الاولى التي تتكدس فيها النفايات بهذه الكثافة في مساحات واسعة من مدينة عمان، فالعام الجاري كان شاهدا على تدهور وتراجع واضح لخدمات النظافة يمكن أن يرصد مباشرة وبشكل متتال وغير منقطع. عمان بطولها وعرضها تغرق بالنفايات، وهو حال مأساوي لا يمكن أن يستثنى منه منطقة بعينها امتدادا من وسط البلد حتى عمان الغربية.
مشهد غرق عمان في النفايات خلال عطلة عيد الفطر المبارك استوقف الجميع، وكانت القضية حديث المجالس في العيد، وقد بدت أكوام «الزبالة» المنتشرة في شوارع عمان هي القضية الاكثر إقلاقا للمواطنين، وهي الاولوية التي لم يخل حديث في عيد منها.
انتهت عطلة العيد، ومضت الاجهزة المعنية بعملها المعتاد، ولا حلول تلوح في الافق لمعالجة أزمة تكدس النفايات المنتشرة في شوارع وأحياء وساحات عمان، فالأمانة متمسكة بخيارات تنفيذية لمعالجة الازمة لم تفض الا لمزيد من تفشي هذه المظاهر السلبية باستمرار تكسد النفايات وإثبات فشل كل المعالجات الترقيعية لأزمة النظافة والبيئة في عمان.
التاريخ : 25-08-2012