اخبار البلد : بدأت أمانة عمان الكبرى مساء أول من أمس حملة واسعة للحد من انتشار البسطات المخالفة من شوارع وأحياء العاصمة، استجابة لانتقادات ملكية بهذا الشأن، كان وجهها الملك عبدالله الثاني خلال زيارته إلى منطقة وسط البلد لأداء صلاة العيد في المسجد الحسيني يوم الأحد الماضي.
وكان مصدر مطلع كشف، عن استياء ملكي من الحالة البيئية المتردية، وانتشار البسطات في منطقة وسط البلد، موعزا على الفور لجميع الجهات المعنية بالعمل فورا على تحسين الأوضاع البيئية ومعالجة مشكلة البسطات بالسرعة الممكنة.
وقال نائب مدير المدينة لشؤون البيئة والمناطق في الأمانة المهندس باسم الطراونة، إن الأمانة استجابت فورا للتوجيهات الملكية، حيث نفذت حملات واسعة من أجل إعادة تنظيم المدينة في المناطق التي تنتشر فيها البسطات، وخصوصا مناطق وسط البلد وجبل الحسين، ومنطقتي بدر وبسمان.
وأكد الطراونة أن الأمانة، وبالتعاون مع الأجهزة المختصة، لن تدخر جهدا في إعادة استعمال الأرصفة للمواطنين، مشيرا إلى وجود استجابة سريعة من قبل أصحاب البسطات لرفع بسطاتهم قبل مصادرتها.
ونفى أن يكون هناك تراخ من قبل "الأمانة" في التعامل مع ملف "البسطات"، والتي شهدت مؤخرا تغولا على الأرصفة والباعة والحركة المرورية والتجارية وتنظيم المدينة.
وكشف عن وجود اجتماعات مستمرة داخل أروقة "الأمانة" من أجل الوصول إلى حلول جذرية للبسطات، بدون المساس بطبقة المواطنين التي تعتاش من ورائها، من خلال تأمين بدائل لأصحاب الحالات الإنسانية الحقيقية، وذلك عن طريق التواصل مع "الأمانة" عبر القنوات الرسمية.
إلى ذلك، طالب أصحاب بسطات "الأمانة" بتوفير بدائل سريعة لهم، كون "البسطات" تعد مصدر رزقهم الوحيد.
وأكد عدد منهم وجود "مافيات" يمتلكون بسطات يقومون بتأجيرها مقابل مبالغ مالية قد تصل إلى أكثر من 700 دينار شهريا، لافتين إلى أنهم يعتاشون من وراء هذه البسطات ويعيلون أسرا، وأن على الجهات المسؤولة التنبه لهذا الجانب.
وقال الشاب رمزي الجعفري، الذي يفترش أحد أرصفة جبل الحسين "أقوم بالتبسيط هنا منذ ما يقرب من الشهر، صحيح أن هناك تجاوزات من قبل البعض لكن لا يوجد بديل، نريد أن نعيش، حياتنا صعبة، وإيجار المحلات مرتفع جدا".
ويؤكد خالد الجارحي الذي يفترش بسطة للإكسسوارات في منطقة وسط البلد: "نبسط كل يوم، هنا مصدر رزقنا، هناك سلوكيات خاطئة تصدر عن البعض وإشارات خادشة للحياء، وكان لا بد للأجهزة من التعامل بحزم معها حتى لا يستفحل الأمر، الذي وصل إليه حال البسطات في وسط البلد".
ويقول التاجر بلال الخالدي صاحب بوتيك في منطقة جبل الحسين: "البسطات أضرت بنا كثيرا وعطلت الحركة التجارية، كان لا بد أن لا يترك الأمر يصل إلى هذا الحد، لقد تغولوا علينا وأصبحوا يهددوننا بضربنا بالأمواس والشفرات إن تقدمنا بحقهم بشكاوى للجهات المختصة، ليس الكل فيهم سيئا، لكن هناك متنفذين يقفون خلف بعضهم ويؤمنون لهم الحماية في وجه الدولة والقانون لإرهابنا".
من جهتها، تقول المواطنة خالدة أبو هديب "إن الوضع في منطقة وسط البلد أصبح لا يطاق، صعوبة في الحركة والتسوق والمرور، عدا التصرفات الخادشة للحياء التي تصدر عن بعض بائعي البسطات تجاه النساء".
وتتساءل أبو هديب: "أين الدولة والحكومة عن تفشي هذه الظاهرة التي أثرت كثيرا على العاصمة عمان وجماليات المدينة؟"، مطالبة بالتعامل بحزم مع هذه الظاهرة "قبل فوات الأوان".
من جهتها، تقول المواطنة بهية الدروبي "لقد حضرت للتسوق في فترة العيد في منطقة جبل الحسين، الوضع كان سيئا للغاية، جراء انتشار البسطات على الأرصفة، والتي كانت تعيق الحركة والمرور، لقد شهدت منظرا مقززا، حيث قام أحد "الزعران" بتصرف خادش للحياء بحق امرأة منقبة في شهر رمضان، وهو ما أثار فزع المارة والمتسوقين".
وكان عدد من تجار منطقتي وسط البلد وجبل الحسين لوحوا مؤخرا بعدم تجديد رخص محلاتهم التجارية في حال لم تقدم "الأمانة" على اتخاذ إجراءات عملية للحد من "البسطات".