اخبار البلد : خسر المنتخب الوطني لكرة القدم أمام أوزبكستان بنتيجة 0-1، في لقاء ودي جرى أول من أمس على ستاد عمان الدولي، بحضور نائب رئيس اتحاد الكرة محمد عليان، في إطار تحضيرات المنتخب للقاء نظيره الأسترالي يوم 11 أيلول (سبتمبر) المقبل في عمان، ضمن المجموعة الثانية في منافسات الدور الرابع والحاسم من تصفيات كأس العالم لكرة القدم، فيما يستعد المنتخب الأوزبكي لمواجهة نظيره الكوري الجنوبي ضمن المجموعة الأولى من التصفيات.
المباراة، التي تخللها اعتزال اللاعب حسونة الشيخ دوليا، شهدت مفاجأة سعيدة للنجم المعتزل، تمثلت في الاتصال الهاتفي الذي أجراه سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم، مع حسونة أثناء مراسم الاعتزال، الأمر الذي كان له أطيب الأثر في نفس اللاعب المعتزل.
وكان حسونة شارك لمدة 5 دقائق في بداية المباراة، قبل أن يعلن رسميا اعتزاله اللعب دوليا، لتنهال عليه الهدايا المالية والعينية، بعد أن صافح نجوم المنتخبين والحضور الرسمي الذي تقدمه عليان، الذي قام بتسليم اللاعب هدية اتحاد الكرة.
يشار الى أن الحكم السوري ضفيري، أدار المباراة الى جانب الحكمين عيسى عماوي ووليد أبو حشيش والحكم الرابع السوري فراس الطويل.
ويتجدد اللقاء بين المنتخبين عند الساعة الحادية عشرة من مساء اليوم على ستاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة؛ حيث يتوقع أن تأتي مباراة اليوم أفضل نوعا ما، في ظل استعانة المنتخبين بعدد من اللاعبين الذين غابوا عن المباراة الأولى، خصوصا وأن المنتخب سيستعيد لاعبيه عامر ذيب وحمزة الدردور القادمين من الإمارات والسعودية.
أداء باهت
كان متوقعا أن يظهر المنتخب بأداء باهت في بداية المباراة، في ظل التغييرات التي شهدتها التشكيلة، الى جانب غياب عدد كبير من اللاعبين بسبب الاحتراف والإصابات وظروف خاصة، ليعطي المنتخب في الدقائق الأولى إشارات غير مطمئنة من خلال غياب الحماس عن أداء اللاعبين، وغياب الجمل التكتيكية التي ربما يعزوها الجهاز الفني لحداثة تجمع الفريق.
منتخبنا لعب بتشكيلة تمثلت في عامر شفيع في حراسة المرمى، ولعب أمامه محمد منير وإبراهيم الزواهرة كقلبي دفاع، فيما تواجد عبدالإله الحناحنة في الميمنة وباسم فتحي في الميسرة، ولعب سعيد مرجان وشادي أبو هشهش في وسط الميدان، مع تواجد عدي الصيفي في الميمنة ورائد النواطير في الميسرة، فيما تقدم محمود زعترة ليلعب في المقدمة ومن خلفه حسن عبدالفتاح.
منتخبنا عابه البطء في تنفيذ الهجمات، خصوصا وأن خط الوسط غاب عنه اللاعب الذي يميل للواجبات الهجومية؛ حيث بالغ شادي وسعيد في الأدوار الدفاعية، ما خلق فراغات ومساحات شاسعة مع حسن وزعترة، وغابت الكرات الواصلة للميسرة التي تواجد بها النواطير، فيما بدت خطورة المنتخب النوعية في اختراقات الصيفي في الميمنة، التي لم تهدد مرمى زوروف حارس أوزبكستان سوى بالكرة التي أخطأ فيها الدفاع الأوزبكي، لتصل الى عدي الذي انفرد من الميمنة وسدد كرة ارتطمت بالشباك من الخارج.
الفريق الأوزبكي، الذي لم يظهر أيضا بشكل مقنع في الدقائق الأولى، امتاز بتمريرات لاعبيه القصيرة والسريعة، التي منحت الفريق الأفضلية بعد مضي دقائق الشوط الأولى، خصوصا مع التركيز على الميسرة التي تواجد بها بدوييف، بعد أن أتقن رانتيلوف ومستاييف في الوسط إيصال الكرات الى الميسرة.
ومع مرور الوقت، حاول الضيوف التنويع في بناء الهجمات، من خلال إرسال الكرات الى الميمنة التي تواجد بها حسنوف، وبالتالي تكرار الكرات العرضية من الطرفين والموجهة صوب المهاجمين باكاييف وبورمينوف، ولكن بدون خطورة على مرمى عامر شفيع، باستثناء الكرة التي وصلت إلى بدوييف، والتي سددها قبل أن ترتد من جسد الحارس لتصل الى مستاييف، الذي حاول إعادتها للمرمى ولكن بدون تركيز، ليهدر فرصة التقدم، وشهدت الدقائق الأخيرة من الشوط نشاطا ملحوظا للأوزبكيين في ظل ترهل أداء لاعبينا، وغياب المبادرات الهجومية التي انحسرت بمشاكسات الصيفي في الميمنة، والتي هيأ في إحداها كرة عرضية على رأس زعترة سددها بجانب المرمى، لينتهي الشوط سلبي النتيجة والأداء.
تحسن وهدف أوزبكي
حاول المدير الفني عدنان حمد بداية الشوط الثاني تفعيل الجانب الهجومي للمنتخب، بإشراك أنس حجي مكان زعترة، ليدفع بالصيفي للعب في المقدمة، فيما انتقل أنس للميمنة، ليطرأ تحسن ملحوظ على أداء المنتخب، ولكن ليس ببناء الهجمات، بل بالمشاكسات الفردية من قبل الصيفي وأنس، وعاد المنتخب ليزج بمحمد الباشا مكان الزواهرة في قلب الدفاع، تلته مشاركة أحمد سمير مكان عبدالفتاح البعيد عن مستواه، فيما أشرك الأوزبكي حوالي 4 لاعبين في وقت قصير؛ أبرزهم أندرييف مكان حسنوف، وجيكروف مكان مدريوف، وكباتزي مكان مسكاييف، لترتفع وتيرة المباراة في ظل التجديدات التي أجراها الفريقان، ولاحت لمنتخبنا فرصة خطيرة بواسطة أنس حجي، الذي استقبل الكرة داخل منطقة الجزاء، قبل أن يسدد كرة ارتدت من جسد الحارس الأوزبكي، رد عليه منتخب أوزبكستان بكرة عرضية الى البديل جيكروف غير المراقب الذي سددها قبل أن يتألق شفيع في إبعادها لركينة، لكن الكرة عادت وأحدثت خطورة عندما سدد اللاعب الأوزبكي كرة قوية ارتطمت برأس الحناحنة في طريقها للمرمى لولا تألق عامر مرة أخرى.
وعاد المنتخب للدفع بالوجوه الشابة التي كانت سمة المباراة؛ حيث أشرك محمد الداود مكان النواطير، لينتقل الداود الى الميمنة، قابله انتقال أنس للميسرة، في محاولة لخلخلة دفاعات أوزبكستان التي تولاها توناييف ومولاجوف وموستوف وجياموردوف، ولكن بدون أن يجدي ذلك نفعا، في ظل انقطاع الخطوط في تشكيلة المنتخب، خصوصا في ظل غياب لاعب الوسط المهاجم والقادر على قيادة الفريق داخل الوسط، ليمنح ذلك منتخب أوزبكستان فرصة مواصلة البحث عن هدف التقدم، وهو ما حصل فعلا عندما تلقى البديل كباتزي كرة عرضية من الميسرة، قابلها برأسه في مرمى شفيع مسجلا هدف السبق في الدقيقة 77 ، ليمنح ذلك المنتخب الضيف فرصة اللعب بثقة أكبر، والعمل على تبادل الكرات السريعة، ومحاولة استثمار تقدم لاعبينا لتهديد مرمى شفيع، ولكن معظم تلك الهجمات لم تشكل خطورة على مرمانا، ليلجأ منتخبنا الى محاولة الاعتماد على الأطراف في ظل غياب فاعلية الوسط، ولكن تلك المحاولات مالت للطابع الفردي بعيدا عن التكتيك، ورسم الهجمات، لينتهي اللقاء بفوز أوزبكستان بنتيجة 1-0، في مباراة استلهم منها المنتخب دروسا جيدة قبل المباريات الحاسمة.
ماذا قال المدربان؟
في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، قال مدرب المنتخب أحمد عبدالقادر، إن الهدف من وراء مثل هذه المباريات هو الاستفادة من الأخطاء، والوقوف على النقاط السلبية لمعالجتها في المباريات المهمة.
وأشار الى أن الهدف من المباريات الودية هو رفع درجة لياقة اللاعبين، وتجربة أكثر من لاعب لاختيار الأنسب في المباريات المقبلة.
واعتبر المدرب أن غياب حوالي 7 لاعبين من لاعبي المنتخب مثل أحمد هايل للإصابة، وعامر ذيب وحمزة الدردور لوجودهما خارج الأردن، وبعض الظروف الأخرى المتعلقة باللاعبين؛ أثر على أداء المنتخب.
مدرب أوزبكستان ارسيموف، أشار أيضا الى أن الهدف هو تجربة اللاعبين، خصوصا وأن الفريق تنتظره مباراة قوية في تصفيات كأس العالم.
واعتبر أن الفريق حاول قدر الإمكان تجنب الإصابات في المباراة، مشيرا الى وجود بعض الغيابات في صفوف الفريق الذي ربما يستعين بنجومه الغائبين في مباراة اليوم.
رصد أسترالي وإيراني وقطري
شهدت المباراة رصدا من قبل المنتخب الأسترالي الذي أوفد مندوبه الى ستاد عمان الدولي، لمتابعة منتخبنا في المباراة، وتدوين ملاحظاته.
كما دار الحديث عن رصد إيراني قطري لمنتخب أوزبكستان، في ظل مشاركة هذه المنتخبات الثلاثة في مجموعة واحدة بالدور الرابع والحاسم من تصفيات كأس العالم.
الأمير علي يفاجئ حسونة
باتصال هاتفي
فاجأ سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم، اللاعب حسونة الشيخ باتصال هاتفي، أثناء انشغال اللاعب بمراسم الاعتزال.
حسونة، الذي كان يودع الحضور في الملعب، تفاجأ باتصال هاتفي من سمو الأمير، الذي أشاد بما قدمه اللاعب للكرة الأردنية، مؤكدا أن اتحاد الكرة حريص على تكريم اللاعبين، وعلى الاستفادة من خبرات بمثل ما يتمتع به حسونة.
اللاعب، الذي كان سعيدا جدا بهذا الاتصال، اعتبر أن مهاتفة سمو الأمير علي بن الحسين كانت بالنسبة له أفضل من مباراة الاعتزال نفسها، ومنحته دافعا قويا لمواصلة العمل على خدمة الكرة الأردنية في جميع الميادين.
واعتبر الشيخ أن هذه اللفتة الكريمة من قبل سمو الأمير علي بن الحسين، ليست بغريبة على سموه الحريص دائما على دعم المنتخبات والأندية واللاعبين، الأمر الذي أسهم في تطوير الكرة الأردنية واختصار الزمن للوصول الى أعلى المستويات.
يشار الى أن مراسم اعتزال حسونة بدأت بمشاركته في الدقائق الخمس الأولى من مباراة المنتخب أمام أوزبكستان، قبل أن يعلن الحكم توقف اللقاء ليقوم اللاعب بوداع زملائه في المنتخب ولاعبي أوزبكستان، والجهازين الفنيين واللاعبين البدلاء، قبل أن يجلس على مقاعد البدلاء لحين انتهاء الشوط الأول.
وخلال الفترة بين الشوطين، تم تكريم حسونة بدرع مقدمة من اتحاد كرة القدم سلمها نائب رئيس الاتحاد محمد عليان، تبعه تسلم اللاعب للعديد من الهدايا المالية والعينية من قبل الداعمين ومحبي الشيخ.
كما سلم حسونة قميصه الذي يحمل رقم 8 لزميله في المنتخب والنادي الفيصلي خليل بني عطية.