أخبار االبلد - راتب عبابنة
مع كل طالع شمس يتحفنا مدير مكتب جريدة " القدس العربي " في عمان ببديهياته ومسلماته التي جزء من عقيدته ويرددها على الدوام أينما حلَّ وأينما ارتحل وأينما وجد هامشا لقلمه المحموم الذي لا يخط بما يخص الأردن إلا بالمبالغة المغرضة والتضخيم المؤذي والإسفاف الممل والتقريع المخجل بتوصيف الأحداث والأخبار والقوانين والتشريعات التي تصدر من الدولة الأردنية بخصوص مواطنيها وكأن لسان حاله ينطق بقولبة الأردن ومواطنيه الغيورين وقوننة مسيرته على هواه الذي يحلو له أن يحشر نفسه بقضايا باتت ملتصقة بقلمه. قضايا عندما نذكرها لا بد من تذكره لشدة التصاقه بها ولشدة اندفاعه وتباكيه الدائم ورثائه لحاله وحال من يحاول إبعاد السيوف المسلطة على رقابهم مدفوعا من عقيدته التي تحمِّل كل الوزر للأردن وقيادته وغياراه لغرض في نفس يعقوب.
فكلما رأى مجالا لدفق قلمه لا يتوانى عن رثاء " تعاسة " الأردنيين من أصول فلسطينية و " الظلم " الذي يمارس عليهم و " القهر " الذي يعيشون تحت نيره في ظل سياسة ممنهجة ومدروسة أصبحت " استراتيجية " ثابتة لدى الحكم والجهات الأمنية والحكومات.
فهناك مصطلحات يتم تداولها بين الناس وفي الصحافة ووسائل الإعلام مثل: سحب الجنسيات, سحب الأرقام الوطنية, التثبت من الأصل, المناصب الرفيعة, التهميش, الإقصاء وغيرها الكثير مما نفخ به قلمه وباتت متلازمة وجزء من هاجسه الذي يتمايل بين الأردنية والفلسطينية ومن مفردات ثقافته وعقيدته. لقد أوصلته عقيدته وليس اعتقاده بأن يكيل الإتهامات ويفتري على الدولة الأردنية بما فيها السلطة التنفيذية بحكومتها وأجهزتها الأمنية والرقابية بممارسة التمييز ضد المكون الفلسطيني والتحيز للأردنيين.
سؤال يطرح نفسه على المتباكي, إن كان هناك تمييز ناتج عن استراتيجية ممنهجة ضد المكون الفلسطيني , لماذا المكونات الأخرى كالمكون الشركسي والمكون الشيشاني والمكون الدرزي والمكون الكردي والمكون الأردني والمكون السوري وغيرها من مكونات الشعب الأردني لماذا لا نسمع منها ما يفيد بوجود تمييز كما تدعي؟؟
واقع الحال ينبئ بوجود خلل في طبيعة العلاقة والإنتماء بين هذا المكون وبين الأردن كوطن بل هناك معيارية مزدوجة قائمة على التحليل هنا والتحريم هناك حسب الهوى والمكنون من تراكم التراهات والفهم الخاطئ الممتد عبر السنين حتى تشكلت عقيدة عند البعض يصعب التخلص منها أو التخفيف من غلوِّها.
من الطبيعي والبديهي أن أي مواطن في أية دولة يُتوقع منه الإنتماء لوطنه الذي هو حق له مثلما هو واجب عليه. أما كما يقول المثل العامي الأردني " بتقاقي عندي وتبيض عند غيري " فهذا ما لا يتقبله العقل ولا ينسجم ولا يستقيم مع ضرورات المواطنة الحقة التي يمارسها البشر. ومن هنا جاء الخلل في طبيعة النظرة غير المريحة.
ولا أدل على قولي إلا ما جاء بمقال له بجريدة " القدس العربي " التي يعمل بها مع تسجيل احترامنا لها بتاريخ 8/8/2012 بعنوان " الأردن ورسالة المكون الفلسطيني " فيقول " الإستنتاج هنا بسيط: تجاهل ملف التمييز ضد الأردنيين من أصل فلسطيني هو قرار {أمني} أردني وإستراتيجية دائمة في وسائل الإعلام بما فيها تلك التي تتسامح إزاء شتائم تكال للنظام ورموزه لكنها تفلتر وتنقب وتدقق في أصل ومنبت النص عندما يتعلق الأمر بالملف المسكوت عنه الذي لا يرغب الجميع في الأردن بالتحدث عنه بمن في ذلك القيادات المحنطة للوسط الفلسطيني التي إستمرأت الصمت وتعتاش عليه فتقتات وظائف ومناصب بإسم تمثيل يتم تأنيثه دوما".فهذا إقرار يرقى لدرجة الإتهام الذي يحتم علينا مطالبة الجهات المتهمة وهي الدولة الأردنية بكافة أجهزتها من التحقق بالإثبات أو الإزهاق وما السكوت عن ذلك إلا القبول والإعتراف بما صدر عن المتباكي دائم الرثاء. وللجهات المعنية نقول: هل تقبلوا بما اتهمتم به من وضع استراتيجية وبقرار { أمني} مفادها التمييز ضد المكون الفلسطيني؟؟ نتمنى الإجابة حتى لا يبقى الإتهام عائما يتبادله المتباكون والراثون.
كما ويهرف هذا المتباكي بأن المكون الفلسطيني مواطنون من الدرجة الثانية مهمتهم الوحيدة دفع الضرائب وتمويل الرواتب وتناسى أن المناصب العليا وعلى مدار عقود جلها من مواطني " الدرجة الثانية " وللحقيقة ربما اختلف الحال وبدواعي قانونية اقتضتها وفرضتها على الدولة الأردنية وبالإتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية نفسها بأن تنحو منحى آخر يصب في صالح بلورة فلسطينية الفلسطينيين وكان ذلك بعد فك الإرتباط الذي جاء بعد إلحاح مستميت من الفلسطينيين والعرب مجتمعين.
ويقول في معرض مقاله "ممنوع التحدث في الأردن بمسألة حقوق أردنيي الأصل الفلسطيني لكن مسموح تماما لكل من هب ودب في الإعلام أن يحاضر يوميا في هؤلاء ويلقي فيهم خطب الفضيلة التي تحدد واجباتهم التي تنحصر على الأرجح بدورها في القبول بلقب مواطن من الدرجة الثانية يقيم في الترانزيت مهمته الوحيدة دفع الضرائب وتمويل الرواتب وإستهلاك البضائع وتوسل موظفين بيروقراطيين بعضهم فاسد حتى لا تسحب جنسيته." وهذا اتهام آخر بتقزيم المكون الذي ينتمي اليه وتصويره بانه الممول للخزينة الاردنية ودافع لرواتب الأردنيين وكأن الأردن لا يحوي إلا هذا المكون الذي يتباكى عليه صاحب عقيدة التباكي والرثاء. وهذا التقزيم بمثابة التحفيز ودعوة للتمرد على المعنيين التنبه له ومعالجته.
يا أخي والله لا أحد ينكر عليك فلسطينيتك التي هي حق لك مثلما أردنية الأردني حق له أما أن تتلاعب بانتمائك حسب الحاجة والظروف فهذا من الجور والظلم لنفسك وللآخرين. وهنا لا ننسى أن نقر بأن هناك الكثير من الشرفاء والعقلانيين من المكون الفلسطيني الذين لا تأخذهم العزة بالإثم بل انتمائهم يرقى لمستوى انتماء الأردنيين لأردنهم.
كما ويتهم الدولة بسماحها الحديث عن الوطن البديل والمحاصصة والتنظير للمشروع الصهيوني ضد الذين لديهم رأي مغاير فيما يجري حيث يقول في نفس المقال " مقابل ذلك يسمح وببساطة بإطلاق تهمة الوطن البديل والصهينة والمحاصصة والتنظير للمشروع الصهيوني ضد أي أردني يقول رأيا فيما يجري ..هنا يغفو الرقيب إلى الأبد ولا تتدخل المجسات الأمنية وهناك يستقيظ ويسمح بقصف الأبرياء الشرفاء بما تيسر من إتهامات معلبة." الرقابة لا تحرك ساكنا لدرجة انها تموت ( يغفو الرقيب الى اأابد) عند هذا الطرح ولا تقاومه كما يدعي, لكنها تستيقظ لتكيل الإتهامات للأبرياء والشرفاء حيث هذه الإتهامات معلبة أي جاهزة لاستخدامها وإطلاقها نحو من يمثلهم المتباكي. وما ذلك إلا تذكير بالدول البوليسية القائمة على الأمن في كل مفاصلها. وما تلك إلا اتهامات تتورع عنها الأنظمة الشمولية والفردية فكيف لا يتورع هذا المسكون بهاجس الهوية بإلصاقها وفبركتها؟؟
نقول لهذا المتباكي، ان كنت تتمتع بهامش لا بأس به من حرية الكلمة فهذا لا يعني التمادي والإفتراء وتضخيم الأمور الصغيرة التي ربما أتفق معك أنها تحصل هنا وهناك وفي أي دولة نتيجة لعدم وضوح الرؤيا عند البعض وليست استراتيجية كما تُمليه عليك عقيدتك. فالحرية تعني عدم تجاوز حدودنا وعدم ظلم الآخرين وعدم سلبهم حقهم الأزلي وعدم ادعائنا بحق ليس لنا.
والدفاع المستميت الذي يبديه صاحبنا عن الرسالة الوقحة وأصحابها يأتي في سياق الرثاء الدائم والبكاء المستمر والعويل المتواصل لامتطاء صهوة جواد الحراك الأردني المطالب بالإصلاح بغرض تحقيق مآرب ومصالح خاصة من قبيل تلميع بعض الأشخاص الذين هم بقبضة القضاء كرد جميل.
لا أظنك تستطيع إنكار عدم دفاعك عن مواطنين من المكونات غير الفلسطينية ولا تتباكى على ضياع حقوقهم بل دفاعك منصب تماما ودائما عن المكون الفلسطيني فقط. أليس هذا هو التمييز بعينه ؟؟ أليس هذا مخالف لشرفك الصحفي الذي يجب ألا يتجاهل المكونات الأخرى من الشعب الأردني ؟؟ ألا تصور نفسك بأنك مواطن من الدرجة الثانية عندما تنهج نهجا يفيض أنانية وشخصنة وكوننة ؟؟
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
مع كل طالع شمس يتحفنا مدير مكتب جريدة " القدس العربي " في عمان ببديهياته ومسلماته التي جزء من عقيدته ويرددها على الدوام أينما حلَّ وأينما ارتحل وأينما وجد هامشا لقلمه المحموم الذي لا يخط بما يخص الأردن إلا بالمبالغة المغرضة والتضخيم المؤذي والإسفاف الممل والتقريع المخجل بتوصيف الأحداث والأخبار والقوانين والتشريعات التي تصدر من الدولة الأردنية بخصوص مواطنيها وكأن لسان حاله ينطق بقولبة الأردن ومواطنيه الغيورين وقوننة مسيرته على هواه الذي يحلو له أن يحشر نفسه بقضايا باتت ملتصقة بقلمه. قضايا عندما نذكرها لا بد من تذكره لشدة التصاقه بها ولشدة اندفاعه وتباكيه الدائم ورثائه لحاله وحال من يحاول إبعاد السيوف المسلطة على رقابهم مدفوعا من عقيدته التي تحمِّل كل الوزر للأردن وقيادته وغياراه لغرض في نفس يعقوب.
فكلما رأى مجالا لدفق قلمه لا يتوانى عن رثاء " تعاسة " الأردنيين من أصول فلسطينية و " الظلم " الذي يمارس عليهم و " القهر " الذي يعيشون تحت نيره في ظل سياسة ممنهجة ومدروسة أصبحت " استراتيجية " ثابتة لدى الحكم والجهات الأمنية والحكومات.
فهناك مصطلحات يتم تداولها بين الناس وفي الصحافة ووسائل الإعلام مثل: سحب الجنسيات, سحب الأرقام الوطنية, التثبت من الأصل, المناصب الرفيعة, التهميش, الإقصاء وغيرها الكثير مما نفخ به قلمه وباتت متلازمة وجزء من هاجسه الذي يتمايل بين الأردنية والفلسطينية ومن مفردات ثقافته وعقيدته. لقد أوصلته عقيدته وليس اعتقاده بأن يكيل الإتهامات ويفتري على الدولة الأردنية بما فيها السلطة التنفيذية بحكومتها وأجهزتها الأمنية والرقابية بممارسة التمييز ضد المكون الفلسطيني والتحيز للأردنيين.
سؤال يطرح نفسه على المتباكي, إن كان هناك تمييز ناتج عن استراتيجية ممنهجة ضد المكون الفلسطيني , لماذا المكونات الأخرى كالمكون الشركسي والمكون الشيشاني والمكون الدرزي والمكون الكردي والمكون الأردني والمكون السوري وغيرها من مكونات الشعب الأردني لماذا لا نسمع منها ما يفيد بوجود تمييز كما تدعي؟؟
واقع الحال ينبئ بوجود خلل في طبيعة العلاقة والإنتماء بين هذا المكون وبين الأردن كوطن بل هناك معيارية مزدوجة قائمة على التحليل هنا والتحريم هناك حسب الهوى والمكنون من تراكم التراهات والفهم الخاطئ الممتد عبر السنين حتى تشكلت عقيدة عند البعض يصعب التخلص منها أو التخفيف من غلوِّها.
من الطبيعي والبديهي أن أي مواطن في أية دولة يُتوقع منه الإنتماء لوطنه الذي هو حق له مثلما هو واجب عليه. أما كما يقول المثل العامي الأردني " بتقاقي عندي وتبيض عند غيري " فهذا ما لا يتقبله العقل ولا ينسجم ولا يستقيم مع ضرورات المواطنة الحقة التي يمارسها البشر. ومن هنا جاء الخلل في طبيعة النظرة غير المريحة.
ولا أدل على قولي إلا ما جاء بمقال له بجريدة " القدس العربي " التي يعمل بها مع تسجيل احترامنا لها بتاريخ 8/8/2012 بعنوان " الأردن ورسالة المكون الفلسطيني " فيقول " الإستنتاج هنا بسيط: تجاهل ملف التمييز ضد الأردنيين من أصل فلسطيني هو قرار {أمني} أردني وإستراتيجية دائمة في وسائل الإعلام بما فيها تلك التي تتسامح إزاء شتائم تكال للنظام ورموزه لكنها تفلتر وتنقب وتدقق في أصل ومنبت النص عندما يتعلق الأمر بالملف المسكوت عنه الذي لا يرغب الجميع في الأردن بالتحدث عنه بمن في ذلك القيادات المحنطة للوسط الفلسطيني التي إستمرأت الصمت وتعتاش عليه فتقتات وظائف ومناصب بإسم تمثيل يتم تأنيثه دوما".فهذا إقرار يرقى لدرجة الإتهام الذي يحتم علينا مطالبة الجهات المتهمة وهي الدولة الأردنية بكافة أجهزتها من التحقق بالإثبات أو الإزهاق وما السكوت عن ذلك إلا القبول والإعتراف بما صدر عن المتباكي دائم الرثاء. وللجهات المعنية نقول: هل تقبلوا بما اتهمتم به من وضع استراتيجية وبقرار { أمني} مفادها التمييز ضد المكون الفلسطيني؟؟ نتمنى الإجابة حتى لا يبقى الإتهام عائما يتبادله المتباكون والراثون.
كما ويهرف هذا المتباكي بأن المكون الفلسطيني مواطنون من الدرجة الثانية مهمتهم الوحيدة دفع الضرائب وتمويل الرواتب وتناسى أن المناصب العليا وعلى مدار عقود جلها من مواطني " الدرجة الثانية " وللحقيقة ربما اختلف الحال وبدواعي قانونية اقتضتها وفرضتها على الدولة الأردنية وبالإتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية نفسها بأن تنحو منحى آخر يصب في صالح بلورة فلسطينية الفلسطينيين وكان ذلك بعد فك الإرتباط الذي جاء بعد إلحاح مستميت من الفلسطينيين والعرب مجتمعين.
ويقول في معرض مقاله "ممنوع التحدث في الأردن بمسألة حقوق أردنيي الأصل الفلسطيني لكن مسموح تماما لكل من هب ودب في الإعلام أن يحاضر يوميا في هؤلاء ويلقي فيهم خطب الفضيلة التي تحدد واجباتهم التي تنحصر على الأرجح بدورها في القبول بلقب مواطن من الدرجة الثانية يقيم في الترانزيت مهمته الوحيدة دفع الضرائب وتمويل الرواتب وإستهلاك البضائع وتوسل موظفين بيروقراطيين بعضهم فاسد حتى لا تسحب جنسيته." وهذا اتهام آخر بتقزيم المكون الذي ينتمي اليه وتصويره بانه الممول للخزينة الاردنية ودافع لرواتب الأردنيين وكأن الأردن لا يحوي إلا هذا المكون الذي يتباكى عليه صاحب عقيدة التباكي والرثاء. وهذا التقزيم بمثابة التحفيز ودعوة للتمرد على المعنيين التنبه له ومعالجته.
يا أخي والله لا أحد ينكر عليك فلسطينيتك التي هي حق لك مثلما أردنية الأردني حق له أما أن تتلاعب بانتمائك حسب الحاجة والظروف فهذا من الجور والظلم لنفسك وللآخرين. وهنا لا ننسى أن نقر بأن هناك الكثير من الشرفاء والعقلانيين من المكون الفلسطيني الذين لا تأخذهم العزة بالإثم بل انتمائهم يرقى لمستوى انتماء الأردنيين لأردنهم.
كما ويتهم الدولة بسماحها الحديث عن الوطن البديل والمحاصصة والتنظير للمشروع الصهيوني ضد الذين لديهم رأي مغاير فيما يجري حيث يقول في نفس المقال " مقابل ذلك يسمح وببساطة بإطلاق تهمة الوطن البديل والصهينة والمحاصصة والتنظير للمشروع الصهيوني ضد أي أردني يقول رأيا فيما يجري ..هنا يغفو الرقيب إلى الأبد ولا تتدخل المجسات الأمنية وهناك يستقيظ ويسمح بقصف الأبرياء الشرفاء بما تيسر من إتهامات معلبة." الرقابة لا تحرك ساكنا لدرجة انها تموت ( يغفو الرقيب الى اأابد) عند هذا الطرح ولا تقاومه كما يدعي, لكنها تستيقظ لتكيل الإتهامات للأبرياء والشرفاء حيث هذه الإتهامات معلبة أي جاهزة لاستخدامها وإطلاقها نحو من يمثلهم المتباكي. وما ذلك إلا تذكير بالدول البوليسية القائمة على الأمن في كل مفاصلها. وما تلك إلا اتهامات تتورع عنها الأنظمة الشمولية والفردية فكيف لا يتورع هذا المسكون بهاجس الهوية بإلصاقها وفبركتها؟؟
نقول لهذا المتباكي، ان كنت تتمتع بهامش لا بأس به من حرية الكلمة فهذا لا يعني التمادي والإفتراء وتضخيم الأمور الصغيرة التي ربما أتفق معك أنها تحصل هنا وهناك وفي أي دولة نتيجة لعدم وضوح الرؤيا عند البعض وليست استراتيجية كما تُمليه عليك عقيدتك. فالحرية تعني عدم تجاوز حدودنا وعدم ظلم الآخرين وعدم سلبهم حقهم الأزلي وعدم ادعائنا بحق ليس لنا.
والدفاع المستميت الذي يبديه صاحبنا عن الرسالة الوقحة وأصحابها يأتي في سياق الرثاء الدائم والبكاء المستمر والعويل المتواصل لامتطاء صهوة جواد الحراك الأردني المطالب بالإصلاح بغرض تحقيق مآرب ومصالح خاصة من قبيل تلميع بعض الأشخاص الذين هم بقبضة القضاء كرد جميل.
لا أظنك تستطيع إنكار عدم دفاعك عن مواطنين من المكونات غير الفلسطينية ولا تتباكى على ضياع حقوقهم بل دفاعك منصب تماما ودائما عن المكون الفلسطيني فقط. أليس هذا هو التمييز بعينه ؟؟ أليس هذا مخالف لشرفك الصحفي الذي يجب ألا يتجاهل المكونات الأخرى من الشعب الأردني ؟؟ ألا تصور نفسك بأنك مواطن من الدرجة الثانية عندما تنهج نهجا يفيض أنانية وشخصنة وكوننة ؟؟
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com