اخبار البلد_ تُعِد
بعض مجموعات الحراك الشعبي حملة تضامنية مع "الدوار الرابع" الذي تمّ
اعتقاله من قبل حكومة الطراونة من خلال وضعه في سجن مغلق بأسوار الحديد
والذي سوف يؤدي إلى حرمان "الدوار" من المشاركة في الفعاليات الوطنية
السلمية والاعتصامات الاحتجاجية التي ينفذها نشطاء في الحراك الشعبي الوطني
أو بعض القطاعات المطلبية، والتي كان آخرها أيتام دور الرعاية الاجتماعية
الذين تعرضوا لمواجهة عنيفة من قبل قوات الدرك.
خطوة تشييك الدوار الرابع سبقتها خطوة مشابهة بحق دوار الداخلية الذي شهد موقعة (24) آذار الشهيرة في مسيرة الحراك الوطني، ويبدو أنّ هذا النمط من المعالجة الحكومية ليس جديداً، فقد تكرر عدة مرات في عدة أماكن، فقد تمّ ملء ساحة المحطة الشهيرة باستقبال عشرات الآلاف من المتظاهرين إبان الحرب الأمريكية على العراق في أوائل التسعينيات بأكوام من الرمل والتراب، والتي شهدت في عهد حكومة علي أبو الراغب هجوماً عنيفاً على متظاهري الحركة الإسلامية في المكان نفسه.
منهج التشييك عموماً هو منهج سياسي غير مبتدع، فقد تمّ استعماله في أكثر من مرحلة من مراحل التاريخ، الذي شهد ألواناً من المواجهة والصراع بين القوى الاستعمارية من جهة والشعوب الثائرة، وأشهر قصة في هذا المجال ما أقدم عليه الإيطاليون المستعمرون في ليبيا من أجل تضييق الخناق على ثورة عمرالمختار، وذلك بفصل الجبال التي كان يتحصن فيها الثوار عن باقي المدن الليبية عبر شيكٍ طويل يمنع الإمدادات والاتصالات بين الثوار من جهة والتجمعات المدنية الليبية.
وعبر الحروب الكبيرة بين الأمم تمّ استخدام معسكرات الاعتقال الجماعية التي كان يتم إحكام محاصرتها بالأسلاك الشائكة، وكانت تمثل دائماً لوناً من ألوان المواجهة التي تقدم عليها الدول والحكومات في مواجهة خصومها، وخاصة إذا كان الخصم الشعوب والتجمعات المدنية السلمية التي تطالب بالتحرر والإستقلال .
وفي أوائل الثمانينيات تمّ إنتاج فيلم سينمائي أمريكي شهير تحت عنوات (The Sage): الشيك، والذي تدور أحداثه حول تنبؤ بعض الكتّاب بظهورعدوّ خطير لأمريكا وللدول الغربية عموماً يتمثل بالمتطرفين الإسلاميين، والذي يشير إلى احتمال سيطرة هؤلاء الأصوليين على دول العالم العربي والإسلامي، ومن ثمّ سوف يشنون حرباً على أمريكا والغرب لتدمير منجزات الحضارة الغربية، ولذلك لا بد من الاستعداد المبكر والوقائي لهذا الإنقلاب الكوني، ويقترح الفيلم جمع المسلمين في أمريكا في معسكر محاط بالأسلاك الشائكة، على غرار ما تمّ مع الجالية اليابانية في الحرب العالمية الثانية.
إذا كانت الحكومة الأردنية ترى في أسلوب "الشيك" طريقة ناجحة في مواجهة الحراكات الشعبية السلمية التي تطالب بالإصلاح الوطني الشامل، وتطالب بمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، وتطالب باسترداد الشعب الأردني حقوقه المسلوبة ومقدراته المنهوبة وأراضي الخزينة المغتصبة، فإنّ الحكومة عندئذٍ سوف تضطر لتشييك كل الدواوير وكل الساحات الفارغة وتجعلها رهن الاعتقال والسجن المؤبد خلف قضبان الحديد السوداء ولن تكون قادرة على إنجاز هذه المهمة إلا بتحويل الأردن إلى سجن كبير.
أعتقد أنّ هذا الأسلوب نمط من إنتاج عقلية أمنية تنتمي للعصور البائدة وتنتمي لنمط استعماري قمعي يمثل مرحلة قاتمة في التاريخ الإنساني، ليس هناك من مفر من أصحاب القرار إلاّ الاستجابة الطوعية لمطالب الشعب المشروعة التي تتمثل بالحرية وإطلاق إرادة الشعب الأردني ليكون صاحب السلطة والسيادة على أرضه وترابه ومقدراته بلا وصاية أو انتداب، وبلا أسلاك شائكة ومن دون الاستمرار بمنهج الاعتقال للأرض والساحات فضلاً عن الإنسان.
خطوة تشييك الدوار الرابع سبقتها خطوة مشابهة بحق دوار الداخلية الذي شهد موقعة (24) آذار الشهيرة في مسيرة الحراك الوطني، ويبدو أنّ هذا النمط من المعالجة الحكومية ليس جديداً، فقد تكرر عدة مرات في عدة أماكن، فقد تمّ ملء ساحة المحطة الشهيرة باستقبال عشرات الآلاف من المتظاهرين إبان الحرب الأمريكية على العراق في أوائل التسعينيات بأكوام من الرمل والتراب، والتي شهدت في عهد حكومة علي أبو الراغب هجوماً عنيفاً على متظاهري الحركة الإسلامية في المكان نفسه.
منهج التشييك عموماً هو منهج سياسي غير مبتدع، فقد تمّ استعماله في أكثر من مرحلة من مراحل التاريخ، الذي شهد ألواناً من المواجهة والصراع بين القوى الاستعمارية من جهة والشعوب الثائرة، وأشهر قصة في هذا المجال ما أقدم عليه الإيطاليون المستعمرون في ليبيا من أجل تضييق الخناق على ثورة عمرالمختار، وذلك بفصل الجبال التي كان يتحصن فيها الثوار عن باقي المدن الليبية عبر شيكٍ طويل يمنع الإمدادات والاتصالات بين الثوار من جهة والتجمعات المدنية الليبية.
وعبر الحروب الكبيرة بين الأمم تمّ استخدام معسكرات الاعتقال الجماعية التي كان يتم إحكام محاصرتها بالأسلاك الشائكة، وكانت تمثل دائماً لوناً من ألوان المواجهة التي تقدم عليها الدول والحكومات في مواجهة خصومها، وخاصة إذا كان الخصم الشعوب والتجمعات المدنية السلمية التي تطالب بالتحرر والإستقلال .
وفي أوائل الثمانينيات تمّ إنتاج فيلم سينمائي أمريكي شهير تحت عنوات (The Sage): الشيك، والذي تدور أحداثه حول تنبؤ بعض الكتّاب بظهورعدوّ خطير لأمريكا وللدول الغربية عموماً يتمثل بالمتطرفين الإسلاميين، والذي يشير إلى احتمال سيطرة هؤلاء الأصوليين على دول العالم العربي والإسلامي، ومن ثمّ سوف يشنون حرباً على أمريكا والغرب لتدمير منجزات الحضارة الغربية، ولذلك لا بد من الاستعداد المبكر والوقائي لهذا الإنقلاب الكوني، ويقترح الفيلم جمع المسلمين في أمريكا في معسكر محاط بالأسلاك الشائكة، على غرار ما تمّ مع الجالية اليابانية في الحرب العالمية الثانية.
إذا كانت الحكومة الأردنية ترى في أسلوب "الشيك" طريقة ناجحة في مواجهة الحراكات الشعبية السلمية التي تطالب بالإصلاح الوطني الشامل، وتطالب بمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين، وتطالب باسترداد الشعب الأردني حقوقه المسلوبة ومقدراته المنهوبة وأراضي الخزينة المغتصبة، فإنّ الحكومة عندئذٍ سوف تضطر لتشييك كل الدواوير وكل الساحات الفارغة وتجعلها رهن الاعتقال والسجن المؤبد خلف قضبان الحديد السوداء ولن تكون قادرة على إنجاز هذه المهمة إلا بتحويل الأردن إلى سجن كبير.
أعتقد أنّ هذا الأسلوب نمط من إنتاج عقلية أمنية تنتمي للعصور البائدة وتنتمي لنمط استعماري قمعي يمثل مرحلة قاتمة في التاريخ الإنساني، ليس هناك من مفر من أصحاب القرار إلاّ الاستجابة الطوعية لمطالب الشعب المشروعة التي تتمثل بالحرية وإطلاق إرادة الشعب الأردني ليكون صاحب السلطة والسيادة على أرضه وترابه ومقدراته بلا وصاية أو انتداب، وبلا أسلاك شائكة ومن دون الاستمرار بمنهج الاعتقال للأرض والساحات فضلاً عن الإنسان.