أخبار البلد -
شارك جلالة الملك عبدالله الثاني في
الملتقى الاقتصادي المنعقد في مدينة صن فالي بولاية أيداهو الأمريكية، حيث
التقى عددا من القيادات الاقتصادية والفكرية والأكاديمية الأمريكية
والدولية المشاركة بالملتقى، وتناول فرص التعاون مع الأردن، خصوصا في
المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
واستعرض
جلالته خلال هذه اللقاءات التطورات الراهنة في الشرق الأوسط في ظل الربيع
العربي، وجهود عملية الإصلاح الشامل التي يعمل الأردن على تحقيقه في أبعاده
السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف توسيع المشاركة الشعبية في الحياة
السياسية وعملية صنع القرار، وتعزيز التعددية الحزبية البرامجية وترسيخ
النهج الديمقراطي.
ولفت جلالته، الذي شارك في نقاشات
وحوارات الملتقى، الذي بدأ أعماله يوم الأربعاء الماضي واستمر حتى مساء امس
الجمعة حول التحديات العالمية الراهنة وسبل التعامل معها، بحضور جلالة
الملكة رانيا العبدالله، إلى أنه وبعد إقرار حزمة من التشريعات والقوانين
الناظمة للحياة السياسية التي استوجبتها التعديلات الدستورية، فإن العد
التنازلي قد بدأ فعلا في الأردن لإجراء الانتخابات النيابية مع نهاية العام
الحالي وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة، ولأول مرة بإشراف وإدارة هيئة
مستقلة للانتخاب، بما يؤدي إلى الانتقال بالإصلاحات من المرحلة النظرية إلى
مرحلة التطبيق الفعلي.
وأكد جلالته في هذا السياق أن
العامل الأساسي في إنجاز الإصلاح السياسي يعتمد على تحفيز الجميع على
المشاركة في الانتخابات للتنافس على أسس برامجية تؤسس لمرحلة جديدة، وصولا
إلى تشكيل حكومات برلمانية، مما يسهم في تعزيز الثقافة الديمقراطية وينقل
مختلف المطالب لتكون ضمن برامج انتخابية محددة.
وأشار
جلالته خلال مداخلاته في الملتقى إلى أن المملكة تسعى إلى تقديم نموذج
ومسار إصلاحي تدريجي متقدم ومدروس وفق أسس عملية ومتوازنة في المنطقة،
ينتقل عبره الأردن، الذي يتميز بموقع جيو إستراتيجي مهم، إلى مرحلة جديدة
من التطوير والتحديث تؤمن مستقبلا أفضل يلبي تطلعات جميع الأردنيين.
وتطرق
جلالة الملك خلال لقاءاته إلى الميزة التنافسية للأردن، وأجواء الأمن
والاستقرار التي يتمتع بها في المنطقة، التي تشهد تحولات سياسية غير
مسبوقة، مما يجعله واحة أمن وبوابة للتجارة الإقليمية والعالمية، ومركزا
جاذبا للاستثمارات في مختلف القطاعات، خصوصا الطاقة والنقل والمياه.
وأكد
جلالته أن استضافة الأردن لمقرات العديد من الشركات العالمية الناجحة يدل
على موقع المملكة المتقدم كقاعدة للنمو الاقتصادي على مستوى الشرق الأوسط
وشمال إفريقيا في مجالات الإنشاءات وإعادة البناء والتعليم والرعاية الصحية
والسياحة العلاجية والخدمات وتقنية المعلومات والصناعات الدوائية
والهندسية والتعدين والنقل والبنى التحتية وغيرها من القطاعات الحيوية.
وتناول جلالته خلال اللقاءات جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ومستجدات الأزمة السورية التي يدعم الأردن إيجاد حل سياسي شامل لها.
يشار
إلى أن ملتقى صن فالي الاقتصادي ينعقد خلال شهر تموز سنويا منذ عام 1983،
بمشاركة شخصيات قيادية ورجال أعمال بارزين من مختلف دول العالم لمناقشة
الشؤون والتحديات السياسية والاقتصادية العالمية.