اخبار البلد_ انتهى مولد محاكمة القرن فور نطق المستشار أحمد فهمى رفعت حكمه بالسجن
المؤبد على الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، ووزير داخليته الأسبق حبيب
إبراهيم العادلى، لاتهامهم بقتل الثوار، وبراءة باقى المتهمين فى القضية من
دم المتظاهرين وإهدار المال العام، حيث ذهب كل منهم إلى طريق مختلف، وكانت
المفاجأة الكبرى نقل الرئيس مبارك إلى مستشفى سجن طرة خلال عشرين دقيقة
فقط من صدور الحكم، وذلك بعد انتظار دام طويلا منذ صدور قرار بحبسه فى
الأربعاء 13 إبريل الماضى، وهو ما كان بمثابة نزول الصاعقة على رأس
المخلوع.
الرئيس مبارك انتابته حالة هيسترية وساءت حالته النفسية فور وصوله إلى
السجن، وبدأ فى وصلة بكاء شديدة وتساقطت دموعه بغزارة، ورفض دخول مستشفى
السجن، بعدما أبكى كل قيادات السجون، وانتهى الأمر بدخوله إلى مستشفى السجن
فى حالة لايرثى لها.
أما بالنسبة لابنى الرئيس السابق علاء وجمال مبارك فإنهما عادا مرة أخرى
الى محبسهما بعنبر ملحق المزرعة على بعد كيلو مترات قليلة من والدهما
المحبوس بجوارهما، وخيمت عليهما حالة من الحسرة والألم الشديدين نظرا لصدور
حكم بالمؤبد على والدهما ونقله إلى طرة، مما تسبب فى ضياع فرحتهما
بالبراءة فى نفس القضية، وسوف يظلان محبوسين بعد إحالتهما للجنايات
لاتهامهما فى قضية التلاعب بالبورصة، انتظارا لما ستسفر عنه جلسات
المحاكمة.
نفس الحال بالنسبة إلى حبيب العادلى وزير داخلية مبارك، الذى عاد هو الآخر
إلى محبسه بسجن المزرعة لتنفيذ حكم المؤبد فى القضية، إضافة إلى صدور حكمين
سابقين بسجنه 5 سنوات و12 سنة أخرى، ليكون قريبا من مبارك ولا يفصلهما سوى
عدة أمتار على أن يلتقيا قريبا فور مثول مبارك للشفاء أو خروجه للتريض
داخل أسوار السجن.
أما بالنسبة لمساعدى العادلى الأربعة الكبار عدلى فايد وأحمد رمزى وإسماعيل
الشاعر وحسن عبد الرحمن، فإن جميعهم، عدا الأخير، سوف يعودون إلى منازلهم
فور انتهاء قرار النيابة العامة بتنفيذ حكم المحكمة لإنهاء إجراءات الإفراج
عنهم، فيما سيقبع الأخير داخل محبسه بسجن طرة تمهيدا لانتهاء التحقيقات فى
اتهامه فى قضية الكسب غير المشروع، ليخرجوا من السجن مباشرة إلى منازلهم
وسط استقبال حار من ذويهم الذين ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء الإجرءات
للإفراج عنهم.
الأمر أسهل بكثير بالنسبة لكل من أسامة المراسى وعمر الفرماوى مديرى أمن
الجيزة وأكتوبر السابقين، والمخلى سبيلهما بالأساس فى القضية، حيث سيتوجهان
للنيابة العامة، وفور انتهاء الإجراءات سيعودان إلى منازلهم مباشرة.
أما بالنسبة للمتهم الهارب حسين سالم والذى يعيش فى أسبانيا الآن، فإنه
ينتظر المصير المجهول بعد براءته فى القضية، نظرا لاتهامه فى قضايا أخرى فى
الكسب غير المشروع، وتصدير الغاز إلى إسرائيل.