أخبار البلد
ذكرت مصادر اعلامية ان سمير الرفاعي، رئيس الحكومة الاسبق ، قد حمل الى زميله عون الخصاونة، رئيس الحكومة المستقيلة، نصيحة غالية تتمثل في ضرورة التحفظ والتقليل من الاحاديث الشفوية، والتصريحات الصحفية الاستفزازية
وبحسب المجد الاسبوعية "بعض المصادر تقول ان الرفاعي قد تقدم بهذه النصحية الاخوية من وتلقاء ذاته، فيما تشير مصادر اخرى الى ان هناك من كلف الرفاعي بابلاغها للخصاونة
وكانت تصريحات رئيس الوزراء السابق عون الخصاونة لمجلة الايكونومست البريطانية، إن هناك ثلاث حكومات في الأردن حكومة الديوان وحكومة المخابرات والحكومة الحقيقية
وقال الخصاونة إنه عندما كان في اسطنبول هاتفه أحد مستشاري الملك ليبلغه بالرغبة الملكية بتمديد الدورة العادية للبرلمان، موضحا أنّ السبب الذي قدّمه هذا الشخص هو إصرار الملك على إنجاز ما تبقّى من تشريعات مطروحة أمام النواب.
وكان ردّ الخصاونة حينها أنّه تقدّم بتوصية لعقد دورة استثائية بدلا من تمديد الدورة، وأنّه هو من يدير البلد، وهو رئيس الوزراء، ولا يقبل تعليمات من الديوان الملكي، فالملك يحكم من خلال الوزراء لا من خلال المستشارين، فنظام الحكم لدينا برلماني وليس نظاما رئاسيا. الأمر الذي جعل الخصاونة يرى أنّ تقديم الاستقالة هو الأمر الوحيد المشرّف له، وهو ما قام به.
وتابع: "في وقتنا هذا الذين يستقيلون بسبب مبادئهم مات أكثرهم، رغم أنّ ذلك من عاداتنا التاريخية، إلاّ أنّ الناس حاليا يأملون البقاء في مناصبهم، بدلا من مغادرتها".
وحول الربيع العربي ومتطلباته والوضع في الأردن، قال الخصاونة: "عندما تولّيت رئاسة الوزراء في تشرين الأول كان الأردن برأيي ودون مبالغة على شفا حرب أهلية، فالأمور كانت تتجه إمّا للتحسّن أو التدهور لحال شبيه بما يحدث في سوريا، فكنّا بحاجة إلى تغيير الحكومة حينها. ولا أقول بالضرورة إنّ حكومتي كانت البديل عن سابقتها، ولو بقيت الحكومة، فأنا شبه متأكد من انزلاق البلاد نحو العنف السياسي، وهو أمر خطير في مجتمع عشائري".
وتابع أنّ الخطوة الأولى له كانت بفتح باب الحوار مع الإسلاميين، مبيّنا أنّه دعاهم وسألهم الانضمام في تشكيل الحكومة ورفضوا، إلاّ أنّه أسس معهم علاقة طيبة، وهذا ما جعل الناس يتّهمونه بأنّه مؤيّد للإسلاميين، الأمر الذي قال إنّه غير صحيح إلاّ أنّه "ليس من ضمن الفكر الذي يقوم على إقصائهم وتهميشهم"، مشيرا إلى أنّ الضمان الأفضل لاستمرارية النظام السياسي يكون بمشاركة كافة الأطياف في الحياة السياسية وليس بإقصائها، لكي يتحولوا من معارضة للدولة "ليس كالمعارضة بالمنظور البريطاني"، لكن بكونهم ضدّ الحكومة والدولة، إلى جزء من النظام، وتستمر العلاقة الجيدة معهم، مضيفا اعتقاده أنّ الحكومة نجحت بشكل لافت في تقليل التوتر في الأردن من خلال الحوار واحترام كافة الأطياف خارج مؤسسة الحكم، وهذا الإنجاز الرئيسي للحكومة، إذ إنّ الدولة أكثر هدوءا حاليا، حسب تعبيره.
الأخيرة.
وقال الخصاونة إنّه كان هنالك 3 حكومات تتمثل بالديوان الملكي الذي أصبح أكثر قوة، وجهاز المخابرات إضافة إلى الحكومة الحقيقية، مشيرا إلى أنّ تلك الجهات أرادت أن تتعامل مع رئيس الحكومة كشخص وظيفي منفذ لقراراتهم، الأمر الذي لم يكن بمقدوره القبول به، الأمر الذي قد يقود إلى التوتر في البلاد"، وهذا لا يعني قبول أيّ رئيس وزراء بأن يكون منفذا لقراراتهم"